ـ[أبو علي]ــــــــ[16 Sep 2004, 10:27 ص]ـ
آية الكرسي هي أعظم آية، فما الذي يجعلها كذلك؟
كل شيء يوصف بالعظمة في مجال مهمته. فماهو عمل أو مهمة الآية؟
الآية هي وسيلة هدى،فهي تحمل يقينا يدركه الإنسان فيهتدي به.
إذن فمهمة الآية أنها تحمل يقينا، وإذا وصفت آية الكرسي بأعظم آية في القرآن فلابد أنها تحمل أعلى وأتم يقين بدليل أنه جاء بعدها (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي)، فالإكراه في الدين يكون مع من ليس عنده يقين، أما إذا أتى اليقين فإنه يتبين به الرشد من الغي وبالتالي لا إكراه في الدين.
ذلك اليقين الذي في آية الكرسي هو قوله تعالى (ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء).
وإذا ظهرت البينة واستيقنها الناس فإن الامتحان على أثرها وتلك سنة الله في خلقه منذ الخلق الأول، فآدم امتحنه الله بعدما علمه الأسماء كلها وبعد أن تبين له الحق من الضلال، كذلك ذريته تمتحن إذا جاءتهم البينةالتي يتبين بها الرشد من الغي، فبعد أن يخرج الله الناس من الظلمات إلى النور سيظهر على إثرها طاغوت يريد أن يخرج الناس من النور ليعيدهم إلى الظلمات، فمن يكفر بهذا الطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى.
والسؤال الذي يتبادر إلى الأدهان هو: ما هو هذا اليقين الذي تضمنته آية الكرسي والذي سيكون بسببه ما يكون؟
لا شك أنه يقين أعظم من اليقين الذي جاءت به بينات عيسى عليه السلام لأن الله لا يأتي بآيات جديدة بعد المسيح إلا لأنها خير منها يقينا أو على الأقل مثلها. فإذا أراد الله أن يتكلم على ذلك اليقين فإنه يضرب له المثل بما نعلمه كمثل أعلى لليقين، وحيث أن معجزة إحياء الموتى هي المثل الأعلى لليقين عند الناس فإن الله ضرب المثل لذلك اليقين بذلك فأتى بثلاث حالات لإحياء الموتى لنفهم منها أنهاهي ردود أفعال الناس حينما يأتيهم اليقين.
المثل الأول: ضرب لردود أفعال الظالمين الذين سيجحدون البينة بعد أن تستيقنها أنفسهم: ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم رب الذي (يحيي ويميت) ....
المثل الثاني: ضرب للناس الذي يكونون في ضلال ولكن سيهتدون إلى الحق بعد أن يتبين لهم الرشد من الغي: أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى (يحيي) هذه الله بعد (موتها) .....
المثل الثالث: ضرب للمسلمين فهم مؤمنون أن الله عزيز حكيم وبعد أن يبين الله اليقين سيعلمون حق اليقين أن الله عزيز حكيم لأنهم سيدركون ذلك بأنفسهم، فبعد أن كان علم يقين صار حق يقين.: وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف (تحيي الموتى) .....
إذن فهذه الأمثلة الثلاثة لإحياء الموتى ضربها الله لما سيكون من الناس بعد أن تأتيهم الآية الكبرى التي شبهت لما فيها من اليقين بآية إحياء الموتى التي هي في نظر الناس أعظم البينات.
ونفهم من هذه الأمثلة أن الناس سينقسمون إلى فسطاطين،
فسطاط استيقن البينة فكفر وجحد بها ظلما.
وفسطاط مؤمن:منهم من استيقن البينة فآمن، ومنهم من كان مؤمنا قبل مجيء البينة، هؤلاء هم المسلمون الذين ستزيدهم تلك البينة إيمانا ويتحقق ما آمنوا به أن الله عزيز حكيم.
وهكذا نرى أن آية الكرسي والآيات المتعلقة بها قد جاءت بين الأمر بالإنفاق وبين بيان الجزاء على ذلك (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة ماءة حبة ... )
أكتفي بهذا والسلام عليكم ورحمة الله.
ـ[أبو علي]ــــــــ[17 Sep 2004, 09:36 ص]ـ
الحمد الله رب العالمين
كل نبي ضرب الله به مثلا.وحيث أن الإسلام ملة إبراهيم عليه السلام ووصفه الله بأنه كان أمة فإن خير مثل يضرب لأمة الإسلام إنما يضرب بمن سميت الملة باسمه، ونحن نرى هنا أن الله تعالى ضرب المثل بإبراهيم مرتين، في المرة الأولى (ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه .... ) فلأن البينة حجة أتى بها الإسلام وستظهر على يد أهل الإسلام.
وضرب إبراهيم مرة ثانية مثلا لأهل الإسلام وكيف سيستقبلون البينة.
وأنت حينما تفتح المصحف فستجد أن سورة البقرة هي الوحيدة التي كتب فيها اسم إبراهيم بدون ياء، كتب هكذا (إبر'هم)، 15 مرة كتبت بهذا الرسم، وكلمة (إبر'هم) الخامسة عشر هي التي جاءت في قوله تعالى (وإذ قال إبر'هم رب أرني كيف تحيي الموتى .... ).
وفي كتابة اسم (إبر'هم) بدون ياء 15 مرة في القرآن كله جاءت كلها في سورة البقرة (إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون).
إني أرى حكمة مبينة في تأويل آية الكرسي وأنتم أيضا أليس كذلك؟
والحمد لله الحكيم الحميد.
ـ[أبو علي]ــــــــ[21 Sep 2004, 10:04 ص]ـ
هذا ما أراه في علاقة السورة الثانية في القرآن باسم (البقرة) وهي علاقة (مماثلة)، ضربت قصة البقرة وما حقق الله بها من يقين اهتدى به بنو إسرائيل إلى الحق باليقين الذي تتضمنه السورة، وإذا كان الله قد جعل بعضا من لحم البقرة سببا أحيى به ميتا فإن بعضا من آيات السورة هي أعظم آية في القرآن، والآية تقاس عظمتها بنسبة اليقين الذي تحمله، وحيث أن الإجابة تأتي بعد السؤال فإن أمر الله بذبح البقرة جاء بعد أن سأل بنوا إسرائيل رسولهم موسى عليه السلام أن يدعو الله أن يبين لهم الحق ليهتدوا به في تلك القضية كذلك فإن السورة تعتبر إجابة بالهدى لسورة الفاتحة التي هي في مضمونها دعاء نسأل فيه الله الهدى (إهدنا الصراط المستقيم ... ).
فما هو قولكم أيها الإخوة؟
¥