تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وهو تعبير يفيد القصر، فلا دين فيما سوى هذا الدين الذي يتحقق فيه اختصاص الله بالحكم تحقيقاً لاختصاصه بالعبادة ([6]) {ولكن اكثر الناس لايعلمون} ([7]) " لقد رسم يوسف بهذه الكلمات القليلة الناصعة الحاسمة المنيرة كل معالم هذا الدين وكل مقومات هذه العقيدة، كما هز بها كل قوائم الشرك والطاغوت والجاهلية هزاً شديدا" ([8])

هـ-الفهم الثاقب

عندما يتدبر المتدبر ويوسف يعبر عن هذا الدين القيم ماهو؟ ليجلي ذلك للمستقبلين يعلم مدى الفهم عند يوسف {إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم} ([9]) " وحين نفهم معنى العبادة على هذا الفهم - بأن الدين كله لله والأمر والحكم كله له وحده سواءً تعلق هذا الأمر بشعيرة تعبدية أو بتوجيه أخلاقي أو بشريعة فالدينونة لله وحده في هذا كله هي مدلول العبادة التي خص الله - بها نفسه ولم يجعلها لأحد سواه - حين نفهم العبادة على هذا النحو نفهم لماذا جعل يوسف اختصاص الله بالعبادة تعليلاً لاختصاصه بالحكم، فالدينونة – العبادة -

"لاتقوم إلا بالحكم ولايمكن أن تقوم إذا كان الحكم لغير الله " ([10]) إن فهم الرسالة فهماً ثاقباً من أجل شرحها للناس مهم للغاية فإنه" من الحقائق المسلمة اليوم أن الإتصال بالناس ونقل امعاني والأفكار إليهم وتبادلها معهم، وتهيئة الأجواء للحوار والمناقشة حول قضايا الحياة .. عمل من صميم العملية الإعلامية " ([11]) " ذلك أن بث الحقائق والمعلومات والآراء بين الناس هو جوهر الإعلام " ([12]) " وقد تعددت أساليب القرآن الكريم للوصول إلى هذه الغاية فمن قصص إلى ضرب أمثال إلى إثارة التساؤلات العجيبة إلى التقرير إلى أسلوب المقابلة بين حال المؤمن وحال الكافر وما أعد لكلك منهما في الآخرة إلى غير ذلك .. " ([13]) " وإيصال حقائق الإسلام إلى المستقبل لاتأتي إلا في جو من الحرية، ولذلك شرع الجهاد في سبيل الله حتى يزاح الطغاة عن طريق الدعوة لتصل إلى الناس صافية نقية وهم يملكون الإختيار العقدي في حرية مطلقة " ([14]) {فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر} ([15])


[1]- د. أحمد بدر - الرأي العام [القاهرة -مكتبة غريب -بدون] ص53.

[2]- ثمة تعريف للإتجاه بأنه حالة من الإستعداد والتأهب العصبي والنفسي .. وبهذا يكون درجة بين القناعة والرأي الخارجي أو السلوك نفس المرجع السابق ص53.

[3]-سورة يوسف

[4]- د. عمر محمد باحاذق -أسلوب القرآن الكريم [دمشق - بيروت - دار المأمون - الأولى 1414هـ -1994م ص.

[5]- سورة يوسف الآية 40.

[6]- سيد- في ظلال القرآن 4/ 1991 مرجع سابق.

[7]- سورة يوسف الآية 40.

[8]- سيد -مرجع سابق 4/ 1998.

[9] سورة يوسف الآية 40.

[10]- سيد -في ضلال القرآن، مرجع سابق 4/ 1990 - 1991. بتصرف.

[11]- د. إبراهيم إمام - دراسات في الفن الصحفي [القاهرة -الإنجلو -بدون] ص 48،63، 65. -وللمؤلف - الإعلام الإذاعي والتلفزيوني في [القاهرة - دار الفكر العربي -بدون] ص254.

[12]- د. إبراهيم إمام - الإعلام الإسلامي في المرحلة الشفهية [القاهرة - الإنجلو -1980] ص28

- د. أحمد بدر الرأي العام، مرجع سابق ص 295 - 296.

- د. إبراهيم إمام - العلاقات العامة والمجتمع [القاهرة - الإنجلو 1976الثانية] ص217.

- د. حسن الحسن - الإعلام والدولة [بيروت - دار صادر - الأولى - 1965 م] ص 339.

[13]- د. سيد محمد ساداتي الشنقيطي - مفاهيم إعلامية من القرآن الكريم [الرياض - دار عالم الكتب - الأولى - 1406، 1986م] ص 72.

[14]- المرجع السابق الصفحة نفسها بتصرف.

[15]- (6) سورة الكهف الأية 29.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير