قلت: لكن قال عبدالله بن أحمد في العلل برقم (4653): ((قال أبي: رداد الليثي أبو مالك)). اهـ.
وقال صالج بن أحمد: ((سمعت علي بن المديني، يقول: رداد الليثي كنيته أبو مالك)). اهـ. رواه الدولابي في الكنى (1: 10).
فيحتمل أن هذا الخلاف غير مؤثر، فيكون اسمه رداد وله كنيتان: أبو الرداد، وأبو مالك .. وتكون تخطئة البخاري وابن حبان لقول معمر فيها نظر؛ لأنها حفظت عنه التسميتان.
وأنا أميل إلى أن الوهم في ذلك من معمر اشتبه عليه وأن الصواب أبو الرداد بلفظ الكنية .. وتبقى رواية أبي اليمان محتمله، وإن كان اتحاد المخرج يلقي بضلاله على هذه الكنية، إلا أن نقول: إن شعيب حدث به على الوجهين.
قال العجلي: أبو مالك الليثي مدني تابعي ثقة. ترتيب الثقات برقم (2239).
ح ـ وأما حديث يونس ين يزيد:
فأخرجه الخرائطي في المساوئ برقم (267): حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، ثنا عبدالله بن صالح، ثنا الليث، عن يونس، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبيه عبدالرحمن بن عوف، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (فذكره).
ويونس هذا هو ابن يزيد الأيلي أحد الثقات .. وعبدالله بن صالح فيه مقال مشهور. والانقطاع ظاهر في الرواية.
وهنا أنبه بأني قد أفدت من تخريج الدكتور عبدالله دنفو في كتابه القيم ((مرويات الزهري المعلة)) لهذا الحديث ولي عليه زوائد.
قلت: لرواية الزهري متابعتان: من رواية إسحاق بن أحمد الخزاعي، ومحمد بن عمرو:
1 ـ فأما رواية إسحاق بن أحمد الخزاعي:
فأخرجها الضياء في المختارة (3: 91/ برقم 894): أخبرنا أبو مسلم المؤيد بن عبدالرحيم بن الإخوة، وأم حبيبة عائشة بنت معمر بن عبدالواحد بن الفاخر بأصبهان: أن سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي أخبرهم ـ قراءة عليه ـ أنا أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن النعمان، أنا أبو بكر محمد بن ابراهيم بن علي بن عاصم بن زاذان، أنا أبو محمد إسحاق بن أحمد بن نافع الخزاعي، عن أبي سلمة، قال: اشتكى أبو الرداد فعاده عبدالرحمن بن عوف، فقال أبو الرداد: خيرهم وأوصلهم ما علمت أبا محمد! فقال عبدالرحمن: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: قال الله تعالى: "أنا الله وأنا الرحمن خلقت الرحم واشتققت لها من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها بتته".
2 ـ وأما حديث محمد بن عمرو:
فاختلف عنه في روايته لهذا الخبر كما مر عن الدارقطني .. وهذا تفصيل ما أجمل في ((علله)) وَفق ما وقفت عليه: رواه عنه خالد بن عبدالله، وعبدة، ويزيد بن هارون، عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
وخالفهما حماد بن سلمة، فرواه عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة: أن أباه عاد أبا الرداد ... الحديث.
أ ـ فأما رواية خالد بن عبدالله:
فأخرجها أبو يعلى في مسنده برقم (5953): حدثنا وهب بن بقية، حدثنا، خالد بن عبد الله عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: قال الله: "أنا الرحمن وهي الرحم شققت لها من اسمي، فمن وصلها أصله، ومن قطعها أقطعه فأبتُّه".
ب ـ وأما رواية عبدة:
فأخرجها وكيع في الزهد برقم (998): حدثنا عبدة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة (مثله).
ج ـ وأما رواية يزيد بن هارون:
فأخرجها أحمد في المسند (2: 498/ برقم 10474).
وأخرجها الخرائطي في المساوئ برقم (280): حدثنا سعدان بن يزيد.
كلاهما (أحمد، وسعدان): حدثنا يزيد، قال: وأنا محمد، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): قال الله عز وجل: "أنا الرحمن وهي الرحم شققت لها من اسمى، من يصلها أصله ومن يقْطَعها أقطَعْه فأبُته". السياق لأحمد.
ولفظ الخرائطي: "قال الله أنا الرحمن، وهي الرحم شققت لها من اسمى فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته". أو قال: "من قطعها بتتُّه".
شك يزيد بن هارون .. كذا قال! ولا يعصب هذا بيزيد فقد شاركه خالد الواسطي في ذلك .. فالشك من علٍ!.
وأخرجه الحاكم في المستدرك (4: 173/ برقم 7265): حدثنا أبو بكر أحمد بن يزيد بن هارون، أنبأ محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه): (فذكره).
قال الحاكم: ((هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه)).
كذا وقع الإسناد لديه وفيه خلل ظاهر .. ويحتاج لتحرير.
د ـ أما رواية حماد بن سلمة:
¥