ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[22 Oct 2004, 11:37 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اشكر الأخ المتسمي ب أخوكم على مروره ومشاركته والشكر موصلا لك أخي الرية على مرورك ومشاركتك.
وبالنسبة لسؤالكم عن كتاب الأمثال في القرآن الكريم للإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله وعن التعريف بطبعته فالطبعة التي لدي لدار المعرفة بيروت لبنان وسنة النشر 1421هـ - 2000م الطبعة الرابعة.
اسم المحقق سعيد محمد نمر الخطيب
وهناك طبعة أخرى وهي كالتالي:
دار النشر مكتبة الصحابة
مدينة النشر طنطا
سنة النشر 1406 - 1986
رقم الطبعة الأولى
اسم المحقق إبراهيم بن محمد
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[23 Oct 2004, 12:48 ص]ـ
لا زلنا مع كتاب الأمثال في القرآن الكريم للإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله
فصل
ومنها قوله تعالى (إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (يونس: 24).
شبه سبحانه الحياة الدنيا في أنها تتزين في عين الناظر فتروقه بزينتها وتعجبه فيميل إليها ويهواها اغترارا منه بها حتى إذا ظن أنه مالك لها قادر عليها سلبها بغتة أحوج ما كان إليها وحيل بينه وبينها.
فشبهها بالأرض التي ينزل الغيث عليها فتعشب ويحسن نباتها ويروق منظرها للناظر فيغتر به ويظن أنه قادر عليها مالك لها فيأتيها أمر الله فتدرك نباتها الآفة بغتة فتصبح كأن لم تكن قبل فيخيب ظنه وتصبح يداه صفرا منهما.
فهكذا حال الدنيا والواثق بها سواء وهذا من أبلغ التشبيه والقياس فلما كانت الدنيا عرضة لهذه الآفات والجنة سليمة منها قال تعالى (وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) (يونس: 25) فسماها هنا دار السلام لسلامتها من هذه الآفات التي ذكرها في الدنيا فعم بالدعوة إليها وخص بالهداية من شاء فذلك عدله وهذا فضله.
فوائد الآية
1 - أن الدنيا تعجب الناظر إليها وتغره إذا لم يفطن لذلك.
2 - أنه يجب على العاقل أن لا يركن إلى الدنيا ولا يغتر بها لأنها متاع قليل عما قريب تزول ولذلك شبهها الله بالنبات الذي ينبت بعد المطر و سرعان ما يضمحل ويزول.
وهذه أبيات من نونية ابن القيم عن الدنيا.
لا يلهينك منزل لعبت به******** أيدي البلا من سالف الأزمان
فاقد ترحل عنه كل مسرة******* وتبدلت بالهم والأحزان
سجن يضيق بصاحب الايمان لـ ... ـكن جنّة الماوى لذي الكفران
سكانها أهل الجهالة والبطا*******لة والسفاهة أنجس السكان
وألذهم عيشا فأجلهم بحق الله ***** ثم حقائق القرآن
عمرت بهم هذي الديار وأقفرت**** منخم ربوع العلم والايمان
قد آثروا الدنيا ولذة عيشها الـ*****ـفاني على الجنات والرضوان
صحبوا الأماني وابتلوا بحظوظهم ... ورضوا بكل مذلة وهوان
كدحا وكدا لا يفتر عنهم********* ما فيه من غم ومن أحزان
إلى أن قال
هربوا من الرق الذي خلقوا له**** فبلو ربق النفس والشيطان
لا ترض ما اختاروه هم لنوفسهم ... فقد ارتضوا بالذل والحرمان
لو سارت الدنيا جناح بعوضة***** لم يسق منها الرب ذو الكفران
لكنها والله أحقر عنده*********من ذا الجناح القاصر الطيران