4 - قال: (إبراهيم اسم أعجمي .. وسبب منعه من الصرف العلمية .. والعجمة. لكنه يُجرُّ بالكسر إذا دخلت عليه (اللام) فيُقال: بيت آل إبراهيم. حسب علمي) [العدد 193]. والكاتب لا ينتهي عن التخليط القبيحِ، ثم يختمه بقوله: (حسب علمي)، معَ أنَّه ليس لديه في هذه المسألة ونحوها من العلم شيءٌ؛ فإنَّ (آل) ليست (أل) التعريف؛ وإنما هي اسمٌ بمعنى (أهل)؛ ولذلك لا يُجرّ ما أضيفت إليه بالكسرةِ كما يزعمُ؛ قال تعالى: http://www.ahlalloghah.com/images/up/01204cbc20.gif إن الله اصطفى آدم ونوحًا وآل إبراهيمَ http://www.ahlalloghah.com/images/up/2654672cb0.gif . ورحم الله ابن قتيبة في (أدبه)، وابن فارس في (صاحبيّه)، وأبا العلاء في (لاميته).
5 - خطَّأ أن يقال (دخلوا بالمكان)، وزعم أن الصواب (دخلوا في المكان) [العدد 178]. وهذا باطلٌ؛ فالباء تأتي ظرفيَّةً باطِّرادٍ، كما قال تعالى: http://www.ahlalloghah.com/images/up/01204cbc20.gif أن تبوَّءا لقومكما بمصر بيوتًا http://www.ahlalloghah.com/images/up/2654672cb0.gif ، وقال: http://www.ahlalloghah.com/images/up/01204cbc20.gif إلا آل لوط نجيناهم بسحر http://www.ahlalloghah.com/images/up/2654672cb0.gif ، ثم قال زهير:
بها العِين والآرام يمشين خلفةً ... وأطلاؤها ينهضن من كل مجثم
6 - جعلَ (المَهين) من مادَّة (هون) [العدد 134]. وهذا خطأ؛ فإن (المَهين) صفةٌ مشبَّهةٌ على زنةِ (فَعيل)، من مادَّة (مهن)؛ يقال: مهُن يمهُن مهانةً؛ فهو مهِين. أمَّا الذي من (هون)، فـ (مُهَان). ولم يقولوا: (هانَه يَهينه)؛ فيجوز أن نقولَ: (مهِين).
7 - ذكر أن المصدر الميميَّ من (أجهضَ) هو (مجهَِض) بكسر الهاء، وفتحها [العدد 111]. وهذا خطأ؛ فإنَّه بفتحِ الهاءِ فقط، كـ (مُدخَل)، و (مُخرَج)، و (مُنزَل).
8 - قالَ: (أدم: على وزن أفل قياساً، والمراد به الجلد يكون للقعود عليه) [العدد 111]. وهذا خطأ؛ فإنها على وزن (فعل)، لأن الهمزةَ أصليَّة.
9 - قال: (الدمع: هو إغراق العين بالماء دون انسكابٍ) [العدد 134]. وهذا غيرُ صوابٍ؛ فإن الدَّمْعَ ربَّما سالَ حتى يبُلَّ بعضَ الجسدِ؛ ألم ترَ ما قال امرؤ القيس في معلقته:
ففاضت دموع العين مني صبابة ... على النحر، حتى بلَّ دمعيَ مِحملي
وقال المرَّار الفقعسي:
إذا خطرت منه على النفس خطرةٌ ... مرَتْ دمع عيني، فاستهلَّ على نحري
وقال ربيعة بن مقروم الضبي:
ففاضت دموعي، فنهنهتها ... على لحيتي، وردائي سُجوما
و (الدمع) مصدر (دمَِعَ يدمَع). وإطلاقُه على (الماءِ الخارجِ من العين) من بابِ المجازِ المرسَل، الذي عَلاقتُه التلازمُ (اللازمية، أو الملزومية)، كما سُميَ الملفوظ لفظًا، والمنسوج نسجًا، والمخلوق خلقًا. ثمَّ أصبحَ حقيقةً عرفيَّةً، وجرَى مَجرى الأسماءِ؛ فجمعوه على (أدمع) جمعَ قلةٍ، و (دموعٍ) جمعَ كثرةٍ، واعتدُّوه اسمَ جنسٍ جمعيًّا؛ فألحقوه تاءَ الوَحْدة؛ فقالوا: (دمْعة)، ثم جمعوه جمعَ مؤنَّثٍ سالمًا؛ فقالوا: (دمَعات). وقولُ المتأخرينَ في (لفظ): (لفظة) جائِزٌ، لأنَّه لمَّا انتقلَ مِن حيِّز المصادر إلى حيِّز الأسماء غيرِ المصادرِ من طريقِ المجاز، جرت عليهِ أحكامُها. ولما كان حينَئذ دالاًّ على شيءٍ غيرِ محصورٍ بحدٍّ، احتاجوا إلى لفظٍ خاصٍّ يدلُّ على القطعةِ منه؛ فزادوا التاءَ في آخرِه.
وقد بقيَ أن أذكرَ أن إغراقَ العين بالماء، أو تردُّدَه فيها من غيرِ انسكابٍ، يقال فيه: (ترقرقت عينه)، و (اغرورقت).
10 - قال: (أقادَ من القِود بكسر القاف) [العدد 193]. وهذا غيرُ صحيح؛ فإنها من (القَوَد) بفتحِها، كما في المعجماتِ.
11 - ذكرَ أن أصل " أسعَدُ " هو " سعُد " بضم العين [العدد 259]. وهذا غيرُ صحيحٍ؛ بل هو (سعِد) بكسر العينِ، من بابِ (علِمَ)، كما في معجمات اللغة. ولا أدري كيفَ زعمَ أن أصلَها بالضمِّ! هلاّ مدَّ يدَه إلى أصغر معجَمٍ، وراجعَ فيه هذه الكلمة، ليبرأ من معرَّة القولِ بلا علمٍ، ولا برهانٍ!
¥