تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وأقول في الختام: إنْ لم تَرُقْ لنا بعض الألفاظ التي أوردها الدكتور محمود، وإذا عددناها من باب المبالغة، فإنّ هناك كثيرٌ من التراكيب التي تثبت صحّة ماذهب إليه، وهي كافية في القول: إنّ سيبويه قد ارتكز على الحديث والأثر في إقامة قواعده.

وتبقى المسألة أولا وآخرًا خاضعة للآراء، فلك رأيك، ولي رأيي، وللدكتور بهاء رأيه، وللدكتور محمود رأيه. والمقدّم لدينا هو صاحب الدليل الأقوى، وكلّ ذلك مقبول مادام أنّ الأمر فيه رفعة للعربية وإعلاء من شأنها وإثراء لمواردها ومناهلها، ولا يهدم شيئًا من أركانها، ولكلّ مجتهدٍ نصيب.

والله أعلم ..

دمتم

ـ[منذر أبو هواش]ــــــــ[13 - 03 - 2009, 09:57 ص]ـ

تنحية الحديث الشريف من شيم القرآنيين

لي أُسوة بعلمائنا النحويين العارفين بالحديث في اعتبار الكلمة الواحدة من الحديث. هذا «ابن خروف» قال في كتابه «شرح جمل الزجاجي» (632) وفي الحديث: (اثنتان وثِنتان) ولم يزد على ذلك. وورد عند سيبويه في الكتاب (3: 359، 362 – 363): (ثِنتان).

وفي الكتاب (4: 149) فقالوا: (اثنتان) وهو وارد في «صحيح مسلم» (5629) من قول عمر – رضي الله عنه –: (ثِنتان) وفي «سنن أبي داود» (4597) من قول النبي، صلى الله عليه وسلّم: «ثِنتان وسبعون في النار».

ويلوحُ لي أنَّ سيبويه يعلم أنَّ هذه اللفظة من ألفاظ الحديث، ولكنه لا يرفعه ورعاً اتّباعاً لمنهجه الذي رسمه لنفسه في كتابه في عدم عزو الأقوال والشعر، وهو يعزو إلى شيوخه فقط بقوله: قال الخليل، وقال يونس، وقال ... ، وهو لا يُخَرِّجُ غيرَ القرآن الكريم؛ لأنّه يحفظه بيقين كما يحفظ قراءاته؛ لأنه طالب علم من الطراز الأول، وكما اختار الله – عز وجل – للقرآن الكريم أئمة، وللحديث الشريف حَفَظَةً اختص بالنحو سيبويه إماماً للنحاة ورائداً. والنحو يجب أن يقوم على الأركان الآتية:

أ - القرآن الكريم بقراءاته.

ب - الحديث الشريف، وكلام الصحابة.

ج - كلام العرب: من شعر ونثر.

د - القياس، وسيبويه بارع في القياس.

وإذا هُدِم ركنٌ من هذه الأركان تزعزع البناءُ، وآلَ إلى السقوط. ومَنْ أولى من رسول الله - صلى الله عليه وسلّم - أن يُستشهد بكلامه من العرب وهو سيد الفصحاء والبلغاء والمحيطُ باللغة؟

أليس من العار والشنار أن نُنَحِّ كلامَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلّم - وأصحابهِ – رضي الله عنهم – من الشواهد النحوية؟ وهو رصيد ضخم، ومعجم لا يضاهيه معجم، عُني به علماؤنا الأفذاذ عناية فائقة؟

أليس من الواجب علينا أن نلقِّن أبناءَنا في قاعات الدرسِ النحوَ مرتكزين على المادة التي تلقّاها الصحابةُ - رضي الله عنهم – مع القرآن الكريم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلّم - ونحببَهم بها؛ ليتعلقوا بأمثلتها وشواهدها وخاصّة في هذه الأيّام ... ؟

ثم ألا يتحتّم علينا أن نؤيّد ذلك بأن إمام النحاة سيبويه احتجَّ في كتابه بأحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلّم - وكلام أصحابه – رضي الله عنهم – ما دمنا نلمح ذلك في كتابه، ونستشفُّ بريقَ الحديث يشعُّ من بين سطوره غير متكلفين؟

وقد استشهد النحويُّون من بعد سيبويه بالحديث والأثر. ولا أستثني أبا الحسنِ ابن الضائع وتلميذَه أبا حيّان - وإن شغبا على الحديث – وصار ينقلُ كلامَهما السيوطيُّ. وهذه كتبهم ناطقة بما أقول. وهذا ابن مالك حامل لواء الحديث الشريف في كل بحوثه النحويّة.

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[16 - 03 - 2009, 02:13 ص]ـ

أشكر فضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور محمود فجال على إجاباته عما ورد في تعليقاتي من مسائل، فليسمح لي بإبداء تعليقات على هذه الإجابات، فأقول:

1 - قول ابن منظور لا يعني أكثر من أن هذا اللفظ ورد في الحديث، وقد أخذه من النهاية في غريب الحديث، وليس في هذا دليل على أن سيبويه أراد الاستشهاد بما ورد في هذا الحديث، وانظر إلى سياق قول سيبويه:

ومن هذا النحو أسماء اختص بها الاسم المنادى لا يجوز منها شيء في غير النداء، نحو: يا نومانُ، ويا هناه، ويا فل.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير