ـ[سيف أحمد]ــــــــ[19 - 03 - 2009, 12:19 م]ـ
بورك الجمع الطيب الطيب .......
شكرا لك أخي (أبو مالك النحوي) على التوضيح والشكر موصول للدكتور بهاء الدين.
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[19 - 03 - 2009, 09:51 م]ـ
قلت:
3_ حديث (كل مولود يولد على الفطرة .. ) أورده سيبويه على أنه قول عن العرب، وموضع الشاهد فيه: حتى يكون أبواه هما اللذان يهودانه .. ) ولم يرد موضع الشاهد في روايات الحديث في كتب متون الحديث، ولم يذكره سيبويه للاحتجاج، وإنما ذكر أنه يجوز في (اللذين) الرفع من وجهين والنصب من وجه واحد.
فأجاب الشيخ حفظه الله:
فأقول: قال سيبويه في الكتاب (2: 393): وأما قولهم: (كلُّ مولود يولد على الفطرة حتى يكون أبواه هما اللذان يهودانه وينصرانه).
قلتُ في «ارتكاز الفكر النحوي» الشاهد (77): هكذا أورد الحديث سيبويه، وتبعه على ذلك النحويون، وهو بهذا اللفظ لم أجده في كتب السنة، ولعل عبارة (هما اللذان) من إدراج النحاة في الحديث لتقدير المعنى ...
ثم قلت: روي الحديث بألفاظ مختلفة، وذكرتُ رواية «صحيح البخاري» (1385): (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) إلى آخر التخريج.
والنّحاةُ أبو عليّ، وابن جني، والصيمريّ، والرضيّ، والسيوطيّ، وغيرُهم ذكروه في كتبهم على أنه حديث. فهذا الحديث دخله بعض تقديرات النحاة لتقدير المعنى، وذلك لا يخفى على أهل الحديث. وهذا يُشبه عند علماء الحديث (المدرَج)،قال في البيقونية:
والمدْرجاتُ في الحديث ما أتتْ = من بعض ألفاظِ الرواة اتصلَتْ
ولو رجعنا إلى «فتح الباري» (3: 250) لوجدنا فيه: « ... ثم وجدت أبا نعيم في مستخرجه على مسلم أورد الحديث بلفظ: ما من مولود يولد في بني آدم إلا يولد على الفطرة، حتى يكون أبواه يهودانه. الحديثَ، وكذا أخرجه (ابن مردويه) من هذا الوجه .. ».
فهذا الحديث بعدما بيّنت لفظه الثابت يُقرر حقيقةً في خلق الإنسان وطبيعته لا يعلمها إلا الله – عز وجل – ويعلمُها رسوله - صلى الله عليه وسلّم - عن طريق الوحي.
فهذا الكلام إن لم يكن حديثاً فماذا يكون إذن؟ وسيبويه ذكره على أنه من قول العرب، وصَدَقَ سيبويه، أليس رسولُ الله - صلى الله عليه وسلّم - عربيًّا قرشيًّا؟ بل أليس هو من ساداتهم وأفصحهم؟
قلت:
لا أنكر أنه يوجد نص من نصوص الحديث الشريف بمعنى النص الذي أورده سيبويه على أنه مما درج على ألسنة العرب، ولكن ما أردته هو أن سيبويه لم يذكره على أنه حديث، ولم يذكر لنا الروايات التي وردت على لسان العرب لهذا النص، ولكن يفهم من كلامه أنه يجوز في القياس أن يقال: هما اللذان، وهما اللذين، وأن الرفع من وجهين، على أنهما مبتدأ وخبر الجملة في موضع نصب خبر يكون، أو على أن ابويه مبتدأ واللذان خبره، وهما ضمير فصل، واسم يكون ضمير شأن، وجملة (أبواه هما اللذان) خبر يكون. وان النصب من وجه واحد، وهو أن هما ضمير فصل، وأبواه اسم يكون واللذان خبر يكون.
اما القول بالإدراج لبيان المعنى فغير وارد أبدا، لأن عبارة (هما اللذان) هي موضع الأوجه الإعرابية الجائزة، ولم يورد سيبويه النص إلا لأجل هذه العبارة فكيف يكون إدراجا من النحويين لبيان المعنى؟
أما قول الشيخ: إن لم يكن حديثا فماذا يكون؟ فإني لا أنكر أن المعنى مأخوذ من الحديث، ولكن هل هذا النص الذي ذكره سيبويه بألفاظه حديث مروي عن الرسول صلى الله عليه وسلم؟ أم أن العرب تصرفت فيه، كما تصرف أهل الجفاء من الأعراب فقرؤوا: ولم يكن كفوا له أحد؟
أنا أقول إن العرب تصرفت في الحديث، ولذلك قال سيبويه: قولهم .. كذا.
وأما أن يكون مراد سيبويه من (قولهم) قول الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه من العرب فلا يصح أبدا، لأنه يمكن على هذا أن نجعل كل قول وارد عن العرب مما فيه أمر من أمور الإسلام حديثا، وهذا لا يقره أحد.
فمثلا يذكر سيبويه أن أبا الخطاب سمع من العرب من يقول: حيهل الصلاة، فهل نجعل هذا حديثا، أم نقول الحديث هو: حي على الصلاة.
وللحديث صلة إن شاء الله.
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[26 - 03 - 2009, 02:27 م]ـ
قال الشيخ حفظه الله:
¥