تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولست بالأكثر منهم حصى ... إنما العزة للكاثر

فمؤول عندهم بتأويلات مختلفة؛ منها: زيادة (أل) في لفظ (الأكثر). ومنها: أن الجار والمجرور متعلق بكلمة محذوفة تماثل المذكورة، والتقدير: بالأكثر أكثر منهم. ومنها: أن (من) بمعنى (في). أي: بالأكثر فيهم. ومنها: أن (من) للتبيين، وليست لابتداء الغاية؛ كأنه قال: ولست بالأكثر من بينهم.

وكل هذه التأويلات متكلفة لا يعرف عنها الشاعر شيئًا، فهي إما لغة، وإما شاذة. وقد أجاز أبو عمرو الجرمي الجمع بين (أل)، و (من) , مستدلاً بهذا البيت.

ثالثًا- بقي أن تعلم أن الفرق بين قول: (الله أكبر)، وقول (الله الأكبر) من وجهين:

أحدهما: أنك إذا قلت: (الله أكبر) فإنك تريد الإخبار عن لفظ الجلالة (الله) بهذه الصفة (أكبر) لا غير. فإذا قلت: (الله الأكبر)، احتمل أن يكون (الأكبر) خبرًا عن لفظ الجلالة، واحتمل أن يكون صفة له. واحتمال الوصفية فيه أقوى من احتمال الخبرية؛ ولهذا كان الأول أبلغ في التعبير عن المراد من الثاني.

والوجه الآخر: أن قولنا: (الله) يفيد إثبات وجود الله عز وجل، وقولنا: (أكبر) يفيد نَفْيَ أن يكون لله سبحانه وتعالى شريك؛ لأن الشريك لا يكون أكبر من الشريك الآخر فيما فيه الاشتراك. فتضمنت الجملة على هذا أمرين: الأول: إثباتُ الألوهية، والثاني: نَفْيُ الشريك. وهذا الأمر الثاني لا يوجد في قول: (الله الأكبر)؛ لأن لفظ (الأكبر) يفهم منه أن هناك إله آخر اسمه (الله)؛ ولكنه أصغر من الأول، فيكون هناك إلهان اسمهما (الله): الله الأكبر، والله الأصغر، وهذا شرك والعياذ بالله. ويبين لك ذلك أن قولك: (زيد الأكبر) يقتضي بالضرورة وجود زيد آخر؛ ولكنه أصغر من الأول. ومن ذلك ما روي أنه كان لخالد بن الزبير أولاد، وفيهم (محمد الأكبر)، و (محمد الأصغر) ..

فثبت بذلك أن قول (الله الأكبر) يتضمن إثباتًا لوجود الله مع احتمال وجود الشريك، وأن قول (الله أكبر) يتضمن إثباتًا لوجود الله مع نفْيِ الشريك. وبهذا يظهر لنا السر في اختيار قولنا: (الله أكبر) في الأذان وفي الصلاة، دون قولنا:

(الله الأكبر). فتأمل!

وأما قول المكبر في العيدين: (الله أكبر كبيرًا) امتثالاً لأمر الله عز وجل:? وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ ? (البقرة: 185) فانتصب فيه

(كبيرًا) على إضمار الفعل؛ كأنه قال: أُكَبِّرُ الله تَكْبِيرًا، فقوله: (كَبيرًا) بمعنى: (تَكْبِيرًا)، وهو من وضع الاسمَ موضعَ المَصْدَرِ الحقيقي .. والله تعالى أعلم!

عن موقع موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة

ـ[ابو زياد22]ــــــــ[02 - 08 - 2010, 02:58 م]ـ

جزاك الله خير (أكبر) نكرة تدل على العموم واتساع المعنى

ـ[ابنة القوم]ــــــــ[02 - 08 - 2010, 06:07 م]ـ

بارك الله فيك و بعلمك

ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[05 - 08 - 2010, 01:32 م]ـ

أشكر الأخ الكريم على هذا النقل ولكن لي ملحوظة يسيرة وهي:

أن الأذان عبادة والعبادة توقيفية لذا لا يقال فيه (الله الأكبر)

ـ[ابن القاضي]ــــــــ[05 - 08 - 2010, 10:32 م]ـ

الأخ نبيل الجلبي، جزاك الله خيرا على هذا النقل المميز المفيد.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير