[تقع (حيث) مفعولا به عند بعض]
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[21 - 08 - 2010, 03:17 م]ـ
:::
قال ابن هشام ـ رحمه الله تعالى ـ في مغني اللبيب:
وقد تقع [حيث] مفعولا به وفاقا للفارسي، وحمل عليه (الله أعلم حيثُ يجعل رسالته) إذ المعنى أنه تعالى يعلم نفس المكان المستحق لوضع الرسالة فيه، لا شيئا في المكان، وناصبها يعلم محذوفا مدلولا عليه بأعلم، لا بأعلم نفسه، لان أفعل التفضيل لا ينصب المفعول به، فإن أولته بعالم جاز أن ينصبه في رأى بعضهم ا. هـ
قوله: (وحمل عليه) ومنه أيضا قول الجماز:
وحَلأَّها عن ذي الأراكةِ عامرٌ ... أخو الخُضْرِ يَرْمي حيث تُكْوى النواحِزُ
فـ " حيث " مفعول به لأنه ليس يريد أنه يرمي شيئاً حيث تكون النواحز إنما يريد أنه يرمي ذلك الموضع.
قوله: (وناصبها يعلم محذوفا مدلولا عليه بأعلم) أي: ناصبُ حيث على أنها مفعول به فعلٌ محذوف تقديره يعلم دل عليه أفعل التفضيل (أعلم).
قوله: (لا بأعلم نفسه) فإن قيل ولم لا يجوز النصب بأفعل نفسه، فالجواب، قوله: (لان أفعل التفضيل لا ينصب المفعول به) لأنه ضعيف لضعف مشابهته للفعل، فهو لا يرفع الفاعل إلا في مسألة الكحل. وعليه فإن رأيت ما يوهم أن أفعل التفضيل نصب المفعول به فواجب أن تقدر فعلا محذوفا هو ناصب المفعول لا أفعل التفضيل، ومن ذلك قوله تعالى: (هو أعلم من يضل عن سبيله) أي: هو أعلم من كل أحد يعلم من يضل عن سبيله.
قوله: (فإن أولته بعالم جاز أن ينصبه في رأى بعضهم) أي: إن أخرجت أفعل عن معنى التفضيل، وجعلته بمعنى اسم الفاعل جاز أن ينصب المفعول به عند بعض النحاة، فمعنى (أعلم حيث) أي عالم حيث.
والله أعلم وهو الموفق.
ـ[دعبل الخزاعي]ــــــــ[21 - 08 - 2010, 03:47 م]ـ
جوزيتَ خيرا أستاذنا الكريم ...
وها نحنُ ننهل لآلئًا جديدة من علوم العلامة ابن هشام من بحرٍ بل محيطٍ متلاطم الأمواج لا ساحل له ...