[يرجى إبداء النقد يا أهل النحو ...]
ـ[طالب نجيب]ــــــــ[02 - 09 - 2010, 05:18 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ...
إلى السادة المهتمين بالنحو، هذا رد كتبته على زكريا أوزون في مسألة من المسائل التي اعترض فيها على النحاة في كتابه المشؤوم (جناية سيبويه ... )، أرجو منكم ألاّ تبخلوا عليّ بملاحظاتكم، وأن توجّهوا ليَ النقدَ فيما كتبت، فأنا محتاج إليه، حتى أكون على بصيرة فيما أكتب.
يقول زكريا أوزون في كتابه ص 37: "فالفعل (جلس) مثلاً هو فعل لازم لأنه لم يأخذ مفعولاً به (اسماً منصوباً) وهذا خطأ كبير نبيّنه في المثال التالي: (جلس أحمد على السرير). نلاحظ أنّ فعل الجلوس قد تمّ من قبل الفاعل أحمد وقد وقع على السرير، وعليه فالسرير هو ما تم وقوع الفعل عليه فهو مفعول به وإن كان مجروراً، كذلك عندما نقول: (نام الطفل في السرير) فإنّ فعل النوم وقع في السرير لا في مكان غيره ... ".
قلت: ينبغي على كلّ متصدّرٍ لنقد أيِّ مسألة من مسائل النحو أن يكون متصوراً لها أولاً، ومن ثمّ أن يمتلك القدرة على حسن تقريرها كما هي، لكن الحاصل مع المؤلف في هذه المسألة وفي غيرها من المسائل – للأسف - هو أنه لم يرتقِ بعدُ إلى مرحلةٍ يحسن فيها تصور المسائل تصوراً صحيحاً فضلاً عن حسن تقريرها.
ففي هذه المسألة يذهب المؤلف إلى أنّ النحاة غاب عن أذهانهم أنّ الاسم المجرور هو في أصله عبارة عن مفعول به بحجة أنهم أطلقوا على بعض الأفعال (أنها لازمة)، وهذا افتراء عليهم، والدليل على ذلك أمور:
1 - قسم النحاة الأفعال في العربية إلى أفعال تتعدى إلى المفعول به بنفسها مثل قولنا: (قرأ الطالب الكتابَ)، فالفعل (قرأ) تجاوز الفاعل إلى المفعول به، فوقع معناه الذي هو القراءة على الكتاب بنفسه من دون وساطة الحروف، وإلى أفعال تتعدى إلى المفعول به بغيرها أي بوساطة حروف الجرّ، مثل قولنا: (مررت بالولد)، فالفعل (مررت) تجاوز الفاعل إلى المفعول به، فوقع معناه الذي هو المرور على (الولد) لا بنفسه بل بغيره أي بوساطة حرف الجرّ كما هو واضح.
وهنا مسألة يحسن ذكرها وهي أنّ مصطلح (الأفعال المتعدية) إذا أطلق فإنه ينصرف إلى الأفعال التي تتعدى بنفسها، وهذا لا يمنع أنه يصدق على الأفعال التي تتعدى بحروف الجرّ، ومن هذا نستنتج أنّ إطلاق النحاة على بعض الأفعال أنها لازمة لا يمنع من كونها متعدية إلى المفعول به، بخلاف ما فهمه المؤلف وإنما المقصود من ذلك هو أنّ هذه الأفعال متعدية بنفسها.
2 - ذكر النحاة أنّ حروف الجر لها معنىً عامّ تشترك فيه جميعها، وهو تعدية الفعل إلى المفعول به، أي إيصال معناه إلى المفعول به، ثمّ بعد ذلك يفترق كل حرف من حروف الجر عن سائر الحروف بمعنى يختص به عن غيره، ففي المثال الذي ذكره المؤلف وهو (جلس أحمد على السرير) يكون لحرف الجر (على) معنيان: معنى عام هو إيصال معنى الفعل الذي هو الجلوس إلى (السرير)، ومعنى خاص هو الاستعلاء، فلاحظوا أنّ الفعل اللازم هنا (جلس) قد تعدى إلى المفعول به، إذ إنّ معناه وصل إليه، إلاّ أن وصول معناه إلى المفعول به كان بوساطة حرف الجر، ولا أدري الآن أين هو الخطأ الكبير فيما قرره النحاة؟!.
3 - وأزيد فأقول: إنّ النحاة ذكروا أنّ الأسماء المجرورة وإن كانت كذلك من حيث اللفظ إلاّ أنها منصوبة من حيث المعنى لأنها في حكم المفعول به فذكر بعضهم أنّ الجار والمجرور في محل نصب مفعول به، بل إنّ المحقق الإمام الرضي ذهب إلى أنّ الاسم المجرور وحده هو الذي في محل نصب مفعول به من دون حرف الجرّ، وهذا الذي ذهب إليه أبلغ في بيان كون السادة النحاة على دراية بهذه القضية، وليس كما ذهب إليه المؤلف.
والله تعالى أعلم ...
ـ[مبتدئ في النحو]ــــــــ[02 - 09 - 2010, 11:48 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الطيب، وانت في الطريق الصحيح.