تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الحذف يعني: عدم الاحتياج]

ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[08 - 09 - 2010, 09:22 م]ـ

[الحذف يعني: عدم الاحتياج]

الحذف خلاف الأصل، أو عدول عن الأصل، وهو ظاهرة يلجأ إليها المتكلم وجوبا أو جوازا، لأسباب مختلفة، كالهدف المعنوي أو البلاغي أو لأمن اللبس أو الخفة .......... إلخ، ولا يكون الحذف مقبولا إلا إذا فهم المعنى، بقرينة حالية أو غيرها، حيث لا حذف إلا بدليل، لأن أمن اللبس ضرورة تنشدها اللغة، فالقاعدة التي تحكم عملية الحذف هي أن المراد من اللفظ الدلالة على المعنى، فإذا ظهر المعنى بقرينة حالية أو غيرها لم يحتج إلى اللفظ المطابق، وهذا يعني أن المتكلم يحذف ما لا يحتاج إليه في العملية الاتصالية، فالمهم هوإيصال المعنى، مع تقليل الجهد المبذول في عملية الاتصال، ويمكن أن أمثل على ذلك بالجملة التالية: لعمرك إن الحياة عقيدة وجهاد، فقد حذف الخبر وجوبا لأن المبتدأ مشعر بالقسم، وهذا من حكمة العربية.

وقد نتج عن الحذف منهج التقدير لتفسير العدول عن الأصل، فهومحاولة لرد الفرع إلى الأصل، من أجل فهم التركيب الغامض، على اختلاف بين النحاة في عملية التقدير، ومكان المقدر.

والذي يبدو لي أن التقدير ينبغي أن يكون بالقدرالذي يحتاجه التركيب، أي أن يكون نابعا من أهمية المعنى والحاجة إليه لفهم التركيب، وتفسير العلاقات فيه، فهو واجب في جملة "نحن العربَ أكرم الناس للضيف " لأن كلمة العرب منصوبة، ولا ناصب لها في التركيب، فنقوم بتفسير ذلك عن طريق تقدير الفعل أعني أو أخص، من أجل فهم المعنى، وغير واجب في قوله تعالى"إذا السماء انشقت" لأن "إذا" تدخل على الاسم والفعل، كما هو رأي الفراء، والعلاقات المعنوية واضحة.

أما عن مكان المقدر فتقوم الرتبة بتعيين مكان المقدر، لأن القياس أن يقدر الشيء في مكانه الأصلي لئلا يخالف الأصل من وجهين: الحذف ووضع الشيء في غير محله، فمثلا: يقدرالمفسَّرفي نحو: زيدا رأيته" مقدما عليه، وجوزالبيانيون تقديره مؤخرا، وقالوا: إنه يفيد التخصيص، أي: زيدا (رأيت) رأيته " وفي رأيي أنه الأفضل هنا، لأن تقديم الاسم في الرتبة وإشغال الفعل بضميره كان من أجل الاهتمام به وتخصيصه.

أما ابن هشام فيقول: وجوزالبيانيون تقديره مؤخرا، وقالوا: لأنه يفيد التخصيص، أي: زيدا (رأيت) رأيته " وليس كما توهموا"، وإنما يرتكب ذلك عند تعذر الأصل نحو"أيهم رأيته؟ إذ لا يعمل في الاستفهام ما قبله، أو عند اقتضاء أمر معنوي كقراءة النصب في قوله تعالى"أما ثمودَ فهديناهم"لأن أما لا تدخل على فعل.

والله تعالى أعلم

ـ[سالي]ــــــــ[09 - 09 - 2010, 03:41 م]ـ

جزاكم الله خيراً

أستاذنا الكريم، سؤال في الحذف: هل حذف خبر (أن) الواقعة بعد (لو) واجب أم جائز؟ وذلك فيمن أعرب المصدر المؤول الواقع بعد (لو) مبتدأ محذوف الخبر، لاسيما أن النحاة حينما يعددون مواطن حذف الخبر وجوباً يذكرون (لولا) فحسب، ولا يشيرون إلى (لو). فهل يحذف كـ (لولا) وجوباً إذا كان كون عام فقط؟ وهل من مصادر ذكرت ذلك؟

وقد ذكروا أن مذهب سيبويه في إعراب المصدر المؤول بعد لو أنه مبتدأ لا يحتاج إلى خبر لجريان ذكر المسند والمسند إليه في صلة (أن)، فهل معنى ذلك أننا لا نقدر محذوفاً؟ ثم إنه قد ورد الخبر مذكوراً في قوله تعالى (ولو أنما في الأرض أقلام)، فكيف نوفق بين ما ذهب إليه سيبويه وما ورد في الآية الكريمة من ذكر الخبر؟

ولكم جزيل الشكر

ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[12 - 09 - 2010, 08:55 م]ـ

السلام عليكم

خبر أنّ لا يحذف.

اما عن خبر المصدر المؤول فمذهب سيبويه أنها لا تحتاج إلى خبر، وقيل أيضا أنه محذوف ويقدر، وقيل أيضا أنّ المصدر المؤو ل فاعل.

والله تعالى أعلم.

ـ[شيماء رشيد محمد زنكنة]ــــــــ[12 - 09 - 2010, 11:59 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إخوتي أخواتي الأعزاء أرجو التنبه إلى مسألة مهمة جدا وهي أنَّ (الحذف والتقدير) غير موجود في حقيقة اللغة وإنَّما الذي دعا الى القول به هو الغرض التعليمي ونظرية العامل الذي جنى على النحو العربي واثقل كاهله ودليل ذلك ما نجده في كلام سيبويه (هذا باب غير غير مستعمل إظهاره , لا يستعمل إظهاره ........ ) ومثل هذه الأقوال كثيرة جدا في الكتاب فإذا كان الحذف والتقدير لايستعمله العربي ولا يحتاج الى التقدير في المواطن التي قالوا أنّ فيه حذفا فما الداعي لدرس الحذف والتقدير الذي لا نجني منه أي شيء سوء كد الذهن وهو غير موجود في حقيقة اللغة فإذا كان العربي يفهم من الحال او المقام او السياق معنى الكلام فما الفائدة من معرفة المحذوف وشرط الحذف ولما حذف وهل الحذف واجب ام جائز وغير ذلك الذي أغرق النحاة أنفسهم في شرحه وبيانه مع العلم أن الكلام المقدر لايقوله العربي ولا يتفوّه بمثل ذلك الكلام وغير موجود في أصل اللغة وإنما الذي دعا الى دراسة هذه الموضوعات (الحذف والتقدير وغيرهما) هو نظرية العامل

والصحيح ان نقول بالأستغناء لا بالحذف ذلك أن المتكلم قد يستغني عن بعض الأركان الأساسية في الجملة للدلالة علية أي لوجود دليل يدل عليه والدليل اما ان يكون:

الحال او المقام أوالسياق أو قد تقوم العلامة أوالحرف أحيانا بدور القرينة الدالة فيكتفي بالمذكور للدلالة عليه ويستغني عن ذكر بقية أركان الجملة وامثلة الأستغناء كثيرة جدا فكل ما قيل من الجمل والتراكيب والعبارات أن فيه حذف هو في حقيقة الأمر استغناء

ومن يريد الأستزادة والأستفاده فليعود إلى كتاب (البديل المعنوي من ظاهرة الحذف) لل أ. د. كريم حسين ناصح الخالدي

ففيه الكثير من النصوص القرآنية لتفسير الاستغناء وكيف أستغني عن الفاعل او الفعل والفاعل أو المبتدأ أو الخبرأو جواب الشرط ........ هلم جرى للدلالة عليه وأنصح الجميع بإقتناء الكتاب وقراءته فهو بديع جدا ويصحح الكثير من المفاهيم.

والكتاب منشور في دار صفاء في الأردن.

وأرجو النفع لجميع زوار وأعضاء الفصيح وغيرهم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير