[ما نوع الاستثناء في البيت الآتي؟]
ـ[زاهر الترتوري]ــــــــ[05 - 09 - 2010, 12:18 ص]ـ
يقول مالك بن الريب:
تذكّرتُ مَن يبكي عليَّ فلم أجد ... سوى السيفِ والرمحِ الردينيِّ باكيا
أعرب بعض زملائي كلمة سوى مفعولا به معتبرين هذا الاستثناء مفرغا، لكن عندما تأملت هذا البيت وجدت فيه مستثنى منه، وكل ما في الأمر أنه تأخر، مثل بيت الكميت:
وما ليَ إلاّ آلَ أحمدَ شيعةٌ ... وما ليَ إلاّ مذهبَ الحقّ مذهبُ
وعليه يكون إعراب سوى مستثنى منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة منع من ظهورها التعذر، كما أن آل في بيت الكميت مستثنى منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، فما رأيكم بارك الله فيكم؟
ـ[ناصر الدين الخطيب]ــــــــ[05 - 09 - 2010, 01:01 ص]ـ
السلام عليكم
أتفق مع من اعتبر سوى مفعولا به لأنّ الفعل وجد ينصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر
ـ[زاهر الترتوري]ــــــــ[05 - 09 - 2010, 01:10 ص]ـ
السلام عليكم
أتفق مع من اعتبر سوى مفعولا به لأنّ الفعل وجد ينصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك على المشاركة والرد، لكن ألا ترى أخي أن وجد هنا ليست من أفعال القلوب التي تأخذ مفعولين؟
ـ[ناصر الدين الخطيب]ــــــــ[05 - 09 - 2010, 01:16 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك على المشاركة والرد، لكن ألا ترى أخي أن وجد هنا ليست من أفعال القلوب التي تأخذ مفعولين؟
بل هو كذلك أخي
ألا ترى ما دلّ عليه من قرينة , وهو الفعل "تذكّرت" فالتذكّر عمل تخيليّ والعلاقة بين الفعلين علاقة شعوريّة تصوريّة
ـ[عطوان عويضة]ــــــــ[05 - 09 - 2010, 07:47 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرى - والله أعلم - أن كلا التوجيهين محتمل، وأن وجد تحتمل أن تكون من أفعال الجوارح، وأن تكون من أفعال القلوب، وعلى القول بأنها من أفعال القلوب فإنها تحتمل كذلك أن تنصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر، وتحتمل أن تنصب مفعولا واحدا وأن تنصب مفعولا وحالا، فليس كل أفعال القلوب تنصب مفعولين بالضرورة.
وذلك كما يلي:
* أن تكون وجد من أفعال الجوارح.
- بمعنى: إنني تذكرت من يبكي علي بعد موتي (أمي وأبي وزوجي وبنتي وأختي ...... ) ولكنني عند تيقن الموت لم أجد (لم أشهد حولي) باكيا بالفعل (تجوزا) إلا السيف والرمح.
وهذا ما ذهب إليه أخونا زاهر، وعليه يكون في البيت تقديم وتأخير ويكون فيه استثناء تقدم على المستثنى منه، وهو توجيه قوي فهو ينفي البكاء عن كل أحد ويثبته للسيف والرمح، ويقويه عطف (أشقر خنذيذ) في البيت التالي على السيف، ولو لم يكن باكيا متأخرا ما حسن العطف بعد تمام الكلام.
وقريب منه (إذا حلَّ ضيفي با لفلاة ولم أجد ... سوى منبت الأطناب شبَّ وقودها) أي لم أر إلا أوتاد البيت.
* أن تكون وجد من أفعال القلوب ولكنها ليست التي تنصب مفعولين، فهي بمعنى الوجود الذهني، وليست بمعنى العلم؛ كما تقول: تذكرت ما تعلمت من الفارسية فلم أجد -أي في ذاكرتي- إلا بضع كلمات، أي فلم أستحضر غيرهن. ومثله من الوجود الذهني قوله (حباني به ظلم القباع ولم أجد ... سوى أمره والسير شيئاً من الفعل)
- وعليه احتمل الكلام: لم أستحضر غيرهما أو غيرهن (السيف والرمح والفرس) باكيا، فتكون سوى مفعولا به وباكيا حالا. فهو ينفي البكاء عما سوى السيف والرمح، ولا يثبته لهما أو ينفيه عنهما، ولا استثناء مقصودا في الكلام وسوى هنا كهي في، (سواي بتحنان الأغاريد يطرب).
أو: أن تكون سوى مفعولا به من باب الاستثناء المفرغ، إي إلا هذين، وباكيا تمييزا، وإن كانت مشتقة. أي لم أجد شيئا سوى هذين من جنس الباكين
وقريب منه (وحسبي ضنى ً في الحب أني لم أجدْ ..... سوى الموت للداء المخامر من طبّ) فدخول من ترجح التمييز وتبعد المفعولية، لا تقول: ما وجدته من عاقل وأنت تعني ما وجدته عاقلا.
أو: أن تكون سوى حالا تقدمت النكرة باكيا، وباكيا مفعولا به. والأصل لم أجد باكيا سوى هذين.
* أن تكون وجد من أفعال القلوب الناصبة مفعولين، كما ذهب أخونا ناصر الدين. أي فلم أعلم سواهما باكيا (عليّ) (أو عند موتي)، أي لا على الإطلاق. ويقوي التقييد بعلي أنه يقصد البكاء عليه (من يبكي علي)، ولو قصد الإطلاق (لم أجد غير السيف والرمح باكيا) ما صح لأن الإنسان يبكي وربما يبكي غيره على المجاز، كالسيف والرمح هنا.
ومن مجيء وجد الناصبة مفعولين قوله: (ولكن تدبَّرتُ الأُمورَ؛ فلم أَجِدْ ... سوى الحلم والإغضاء خيراً وأفْضلاَ)
هذا والله تعالى أعلم
وقد تخلل كتابة هذه المشاركة تناول السحور وصلاة الصبح وانشغال بأمور أخرى، وقد كان في الخاطر أفكار ذهبت، وأخرى طرأت، فإن كان في القول شطط أو خلل فاعذروا أخاكم، ولعلي أعاود فيه النظر عند ثؤوب النشاط، أما الآن فقد كل الذهن وحنت النفس للكسل.
فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ِ
¥