السؤال: هل المقصود بموسى الحديد هي موس الحلاقة التي نستخدمهانعم، والفصيح أن يقال (موسى الحلاقة) وليس (موس الحلاقة).
وعلى القول بأنها مشتقة من (أوسى) تكون (موسى) مصروفة لأن الألفَ لامُ الكلمة وليست للتأنيث.
, وهل قوله (فهو موسى) أي فهو محلوق, نعم.
وأرجو أن توضح قوله (هو فعلى من ماس يميس إذا تبختر في مشيه لتحركه كذلك عند الحلق به فقلبت الياء واواً لضمِّ ما قبلها كموقن من اليقين فيمنع للألف المقصورة) يقال: ماس فلانٌ، ويميسُ فلان ميْسا إذا تبختر في مشيه أو حركته، وعليه فهو يقول إن هذه الآلة مشتقة من الميس، وإنما اشتقت من الميس على سبيل المجاز أي كأنهم شبهوا حركتها أثناء حلق الشعر بحركة الشخص المتبختر، وعلى هذا يكون وزن (موسى) (فُعْلى) مثل (حُبلى)، ولما كانت الفاء مضمومة قلبت العين (الياء) واوا لتناسب ضمة الفاء، وعلى هذا الوزن تكون الألف الأخيرة زائدة للتأنيث فيمتنع من الصرف لكونه مختوما بألف التأنيث المقصورة.
وهل الأزهري خالف هذا القول عندما قال: (والضم: بناء على أن وزنه فعلى وألفه زائدة من: ماس رأسه موسًا: حلقه) حيث إنه لم يقل مثل الخضري تبختر في مشيه؟ وهل يمنع الاسم من الصرف للألف المقصورة فقط؟ الأزهري هنا يوافق الخضري في كون الوزن (فُعلى) والألف زائدة للتأنيث وعليه يوافقه في أنه ممنوع من الصرف للعلة نفسها.
ويخالفه في أن هذه الآلة مشتقة عنده من (ماس يموسُ موسا) وكما ترى هذا الفعل واوي العين ومعناه (حلقَ) على الأصل لا المجاز، بخلاف (ماس يميس) الذي عند الخضري فهو يائي، وهو بمعنى تبختر في مشيه، وينبني على هذا الاختلاف أن العين في (موسى) عند الأزهري ليست منقلبة عن أصل لأن الفعل واوي العين أصلا، بخلاف العين (الواو) عند الخضري فهي منقلبة عن ياء كما تقدم.
السؤال الثالث: في قول الشاعر: (لَقَدْ رَأَيْتُ عَجَباً مُذْ أَمْسا) ظرفًا مجرورا! أليس الظرف منصوبًا فقط؟ لا يقال في الإعراب (ظرف مجرور) وإنما يقال ذلك في غير الإعراب، وذلك لأن الظروف المتصرفة قد تفارق الظرفية فترفع وتنصب وتجر حسب العوامل، فإذا وجدتَ ظرفا متصرفا قد فارق الظرفية فجُرّ بالحرف مثلا فلك أن تتجوز فتقول مثلا (الظرف هنا مجرور بالحرف، أو هنا دخل الجار على الظرف ... إلخ) على اعتبار أنه صالح للظرفية، أو على اعتبار أن الغالب فيه الانتصاب على الظرفية، أما في الإعراب فتقول: اسم مجرور.
وقد جاء (أمس) في شطر البيت مجرورا بمذ، ثم إن (أمس) في الشاهد ليس مبنيا كما هو الأشهر، وإنما هو معرب إعراب ما لا ينصرف، وعلتا منعه هما العلمية والعدل، وتقول في إعرابه: اسم مجرور بمذ وعلامة جره الفتحة الظاهرة لأنه ممنوع من الصرف، والألف للإطلاق.
السؤال الرابع: (مررت بعذارَى) هل (عذارَى) ممنوعة من الصرف؟ لِمَ؟ نعم هي ممنوعة من الصرف؛ لأنها على صيغة منتهى الجموع فيكون لها حكم مفاعل وفواعل وفعالل ... إلخ.
تحياتي ومودتي.
ـ[محمد الغزالي]ــــــــ[16 - 09 - 2010, 11:45 م]ـ
للثقل
مادام أن الضمة مقدرة للثقل, لِمَ لمْ تظهر الفتحة في النصب؟ فالضمة إذا قُدرت في الرفع والجر تظهر في النصب!
نعم هي ممنوعة من الصرف؛ لأنها على صيغة منتهى الجموع
ألا يُشترط في صيغة منتهى الجموع أن يكون بعد ألف تكسيره كسرة, وهنا فتحة؟
[بارك الله في علمك]
ـ[علي المعشي]ــــــــ[17 - 09 - 2010, 08:17 م]ـ
مادام أن الضمة مقدرة للثقل, لِمَ لمْ تظهر الفتحة في النصب؟ فالضمة إذا قُدرت في الرفع والجر تظهر في النصب!
ألا يُشترط في صيغة منتهى الجموع أن يكون بعد ألف تكسيره كسرة, وهنا فتحة؟
[بارك الله في علمك]
الثقل حاصل في ثلاث الحركات على الياء، ولكنه في الفتحة أقل قليلا من أختيها الضمة والكسرة لذلك ظهرت الفتحة غالبا على ياء المنقوص العادي، وإذا علمت أن بعض العرب يستثقل الفتحة على المنقوص العادي فيقدرها على الياء تقديرا علمت أن تقديرها في ياء معدي كرب أولى لأنه مركب ملازم للتركيب، ولما كان في لزوم التركيب ثقل وفي الحركة ثقل تخففوا من أحد الثقلين فقدروا الفتحة على الياء، ولا يتعارض هذا مع ظهور الفتحة على ياء المنقوص في المركبات الإضافية الأخرى التي لا تلازم التركيب لأن التركيب فيها يكون عارضا.
وأما الفتحة في عذارَى فهي عارضة لأجل الألف بدليل أن بعضهم يقول العذارِي والصحارِي، وإنما تكون الفتحة عند من يقلب الياء ألفا، وهذه الفتحة العارضة لا تؤثر في الحكم الأصلي، يقول سيبويه (وذلك قولك: عذارى وصحارى، فهي الآن بمنزلة مدارى ومعايا لأنها مفاعل)
تحياتي ومودتي.