{ذكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ}
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[16 - 10 - 2006, 04:00 م]ـ
{وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنذِرُونَ. ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ} الشعراء: 208 - 209
ما موقع ذكرى الإعرابي؟
لا يظهر الإعراب في آخر ذكرى, لأنها منتهية بألف مقصورة.
يجوز فيها وجهان: النصب, و الرفع على أنها خبر لمبتدأ محذوف.
قال الفراء:
" ذِكْرى فى مَوضع نصب أى ينذرونهم تذكرة وذِكرى. ولو قلت: (ذكرى) فى موضع رفعٍ أصَبت، أى: ذلك ذكرى، وتلكَ ذكرى. " (1)
وقال الزجاج: " فمن نصب فعلى المصدر ودل عليه الإنذار لأن قوله: {إِلَّا لَهَا مُنذِرُونَ} معناه: ألا لها مذكرون ذكرى, ويجوز أن تكون في موضع رفع على معنى: إنذارُنا ذكرى, على خبر الابتداء "
---
هوامش:
(1) معاني القرآن للفراء.
(2) تهذيب معاني القرآن و إعرابه للزجاج.
ـ[مهاجر]ــــــــ[16 - 10 - 2006, 05:19 م]ـ
بسم الله
السلام عليكم
بارك الله فيك دكتور حجي على هذه الوقفات القرآنية اللطيفة.
وإضافة لما تفضلت به أيها الكريم:
يقول أبو السعود رحمه الله:
{وَمَآ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ} من القُرى المهلكة {إِلاَّ لَهَا مُنذِرُونَ} قد أنذروا أهلَها إلزاماً للحجَّةِ.
{ذِكْرِى} أي تذكرةً ومحلُّها النصب على العلَّةِ أو المصدر لأنَّها في معنى الإنذارِ كأنَّه قيل مذكرون ذكرى أو على أنَّه مصدرٌ مؤكِّدٌ لفعل هو صفةٌ لمنذرون أي إلا لها منذرون يذكرونهم ذكرى أو الرَّفع على أنَّها صفةُ منذرون بإضمار ذوو أو بجعلِهم ذكرى لإمعانِهم في التَّذكرةِ أو خبر مبتدأ محذوف. اهـ
فجعل النصب راجعا إلى:
القول بأن "ذكرى" مفعول لأجله، فيكون تقدير الكلام: وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون أرسلناهم لأجل الذكرى، ونظيره قولك: ضربت ابني التأديب، أي: لأجل التأديب.
أو المصدر إما مباشرة بتقدير: مذكرون ذكرى، وهو قول الزجاج، أو على أنَّه مصدرٌ مؤكِّدٌ لفعل هو صفةٌ لمنذرون أي إلا لها منذرون يذكرونهم ذكرى، فـ "ذكرى": مصدر مؤكد للنعت "يذكرونهم"، لأنها جملة فعلية أتت بعد نكرة "منذرون"، والجمل بعد النكرات صفات كما قد علم من كلام النحاة، وهو ما تفضلت، دكتور حجي، بالإشارة إليه في وجه النصب.
وأما الرفع فله ثلاثة أوجه:
الوجه الأول: أنه خبر لمبتدأ محذوف، أي: هي ذكرى، وهو الوجه الذي ذكره دكتور حجي.
والوجه الثاني: أنَّها صفةُ منذرون بإضمار ذوو، أي: ولها منذرون ذوو ذكرى.
أو بجعلِهم ذكرى لإمعانِهم في التَّذكرةِ، فكأنهم من شدة حرصهم على الذكرى تلبسوا بها حتى جاز الإخبار عنهم بها، كما تقول: فلان رجل عدل، أو صوم، من كثرة عدله أو صيامه حتى كأن العدل أو الصوم قد تجسد في شخصه، والمعنى: فلان رجل عادل أو صائم، ويجوز تخريجه على: فلان رجل ذو عدل أو: ذو صوم، ولكنه، كما تقدم، يقصد به المبالغة، وفي التنزيل:
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ)، فأخبر عن الماء بالمصدر "غور"، والمعنى: "غائر" ولكنه أراد المبالغة في بعد هذا الماء عن متناول أيديهم.
والله أعلى وأعلم.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[16 - 10 - 2006, 09:23 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله في الأستاذ الفاضل: الدكتور حجي إبراهيم. والأستاذ المتألق مهاجر
وجزاكما الله خير الجزاء على ما أفدتمانا به
بوركتما
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[16 - 10 - 2006, 09:32 م]ـ
بوركتم
و
نفع الله بكم
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[17 - 10 - 2006, 11:13 ص]ـ
الأخ العزيز مهاجر:
وعليكم السلام أخي الفاضل.
ما أجمل ماأضفت من إضاءات لغوية في منتهى الجمال.
بارك الله فيك وبك.
-----
الأخ الكريم أبو طارق:
أشكر لكم كلماتكم.
بارك الله جهدكم وعطاءكم.
-----
العزيز مغربي:
سعداء بوجودكم.
نفع الله بك, وجعلك صورة عملية لمعاني القرآن الكريم.