تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وكم قليلٍ مستطابِ!

ـ[علي المعشي]ــــــــ[18 - 11 - 2006, 12:00 ص]ـ

السلام عليكم

يقول ابن الرومي:

فدع عنك الكثير فكم كثيرٍ ... يعافُ وكم قليلٍ مستطابِ

في قوله (وكم قليلٍ مستطابِ) نجد أنه جر (مستطاب) على أنها صفة لـ (قليل)

هل (كم) الخبرية الثانية في محل رفع مبتدأ؟ وإن كانت كذلك .. أليس حق (مستطاب) الرفع على أنها خبر كم الخبرية؟

ثم ما تقدير الخبر على الوضع الحالي؟ وهل هذا الموضع من المواضع القياسية لحذف الخبر؟

مع جزيل شكري وتقديري.

ـ[أبو تمام]ــــــــ[18 - 11 - 2006, 01:23 ص]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أخي الكريم علي لا يخفى عليك جواز حذف الخبر إن دل عليه دليل كقوله تعالى:" أكلها دائم وظلها " أي وظلها دائم.

في قول ابن الرومي فقد تأولت البيت ونظرت له مرات فبدا لي بعد قراءتي الأبيات السابقة له وهي:

عدوك من صديقك مستفاد *فلا تستكثرن من الصحاب

فإن الداء أكثر ما تراه *يكون من الطعام أو الشراب

إذا انقلب الصديق غدا عدوا* مبينا و الأمور إلى انقلاب

و لو كان الكثير يطيب كانت مصاحبة الكثير من الصواب

و لكن قل ما استكثرت إلا* وقعت على ذئاب في ثياب

فدع عنك الكثير فكم كثير* يعاف و كم قليل مستطاب

أن جملة (يعاف) صفة لكثير، ومستطاب صفة لـ (قليل)، والخبر في كل منهما محذوف دل عليه معنى الأبيات السابقة، فهو يريد أن ينصح بعدم الانجراف وراء الكثرة في الصحبة، لأنها مضرة على الإنسان، كما في كثرة الطعام، والشراب إذا أكثرت منهما، كذلك إذا انقلب الصديق يتحول إلى عدو، لذلك لا تكثر من الأصحاب، لأنهم إذا لم يرضوا عنك وتخاصمتم في يوم من الأيام فسوف يكونون أعداء، لذلك لو أن الكثرة تزيننا وتنفعنا لكنت مصاحبا الكثير من الناس، لكني وجدت الغالب منهم ما هم إلا ذئاب في ثياب بشر، فاترك الكثير فإني أقول لك إن لم تفهم: إن الكثيرمن الأصحاب المعيوفين الذين تكره معاشرتهم مروا بي في حياتي بحكم تجربتي، والقليل المستطيبين الذين أنصحك فيهم مروا بي في حياتي بحكم تجربتي.

فخبرهما أظنه جملة (مروا بي).

أو أي فعل مناسب للمعنى.

هذا ما بدا لي

والله أعلم

ـ[علي المعشي]ــــــــ[01 - 12 - 2006, 07:56 م]ـ

مرحبا أخي أبا تمام

صحيح أن البيت ذو علاقة بما قبله من الأبيات، ولكن في الوقت نفسه يمكن أن يستقل بمعناه وفكرته دون الرجوع إلى ما قبله، وأما قولك إن جملة (يعاف) صفة فإني أخالفك لأنك جعلت العمدة فضلة دون مبرر لفظي أو معنوي،

وأما خبر كم (الثانية) فلو لم يكن هناك مانع لفظي في (مستطاب) وهو الجر لكانت هي الخبر، ولكن ما دام الشاعر قد جرها صفة فأرى أن الخبر محذوف مفهوم من الصفة المذكورة وتقديره (يستطاب) علما بأن اسم الفاعل واسم المفعول يحملان من حيث المعنى على مضارعيهما، ولا أقصد هنا أن الصفة سدت مسد الخبر وإنما دلت على الخبر المحذوف في ظل المقابلة في البيت: كم كثير يعاف ـ كم قليل مستطاب، فقليل نقيض كثير، ومستطاب نقيض يعاف، وجملة يعاف خبر كم الأولى .. فإذا حملنا اسم المفعول (مستطاب) على مضارعه تبين لنا الخبر المحذوف ..

هذا والله أعلم.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير