[شرح الآجرومية: مقدمة في علم النحو]
ـ[أبو محسن]ــــــــ[12 - 11 - 2006, 04:42 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
اما بعد:
أيها الأحبة أريد ان أساهم في هذا المنتدى الرائع بهذه الدروس المتواضعة في شرح متن الاجرومية للامام اللغوي الفذ والعالم الكبير: ابو عبد الله محمد بن داوود الصنهاجي المعروف بابن اجروم الذي كتب الله لمصنَّفه القبول في قلوب الناس شرقا وغربا وانكبو عليه بالشرح والحفظ والتعليق والتدريس منذ قرون.
فنقول والله التوفيق:
قال رحمه الله:
ص: بسم الله الرحمن الرحيم.
ش: افتتح المصنف متنه كغيره من المؤلفين بالبسملة طلبا للعون من الله وتبرءا من الحول والقوة رجاء حصول البركة والأجر في هذا العمل.
وكما جرت عليه العادة عند الشارحين والمؤلفين نتكلم على مبادئ علم النحو التي بمعرفتها يكون الطالب على بصيرة بما يتعلمه، لأن العلم الذي لا تعرف مبادئه مجهول وقد لا ينفع بل قد يؤدي إلى ضرر عظيم، ومبادئ كل فن عشرة نظمها بعضهم بقوله.
إن مبادي كل علم عشرة =الحد والموضوع ثم الثمرة
ونسبة وفضله والواضع =والاسم الاستمداد حكم الشارع
مسائل والبعض بالبعض اكتفى =ومن درى الجميع حاز الشرف
نبدأ بإذن الله تعالى بشرح وتبيان كل مبدإ على حدة:
النحو: لغة: يطلق على معان منها: الجهة، القصد، المثل،،المقدار.
اصطلاحا: هو العلم بالقواعد التي يعرف بها احوال اواخر الكلمات من رفع ونصب وخفض وجزم وحذف وذكر حال تركيبها.
الموضوع: موضوع علم النحو هو الكلمات العربية من حيث تركيبها واحوال اواخرها.
الثمرة: ثمرة علم النحو هي صيانة اللسان من الخطإ في الكلام العربي، وفهم الوحيين كتاب الله وسنة نبيه المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه وبه يشرف الفتى بين الأقران ولله در من قال.
النحو زين للفتى = يكرمه حيث أتى
من لم يكن يدره = فحقه أن يسكتا
نسبته: انه ينتسب الى علوم اللغة العربية الاثنا عشر.
فضله: انه يعين على فهم الكتاب والسنة اذ انهما منزلان بالوضع العربي المبين وقد حث عليه الشارع.
الواضع: المشهور ان اول واضع لعلم النحو ابو الاسود الدؤلي بأمر من أمير المؤمنين علي رضي الله تعالى عنه وذلك لما فشا اللحن في الكلام العربي بسبب اختلاط العرب بالأعاجم وخيف أن ينتقل ذلك إلى القرآن والسنة وروي أن أمير المؤمنين قال له: الكلمة اسم أو فعل أو حرف انح على هذا النحو ومنه سمي علم النحو.
الاسم: اسمه علم النحو ويسميه البعض في عصرنا علم القواعد العربية.
الاستمداد: علم النحو مستمد من اللغة العربية وأكثر ما يستدل به النحاة القرآن والسنة وكلام الشعراء المعتبرين.
حكم الشارع فيه: فرض من فروض الكفاية اذا تعلمه البعض سقط عن الباقين.
مسائله: البحث في احوال واحكام اوخر الكلمات العربية.
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[12 - 11 - 2006, 05:23 م]ـ
أحسنت
تابع يا رعاك الله
تحياتي
ـ[أبو طارق]ــــــــ[12 - 11 - 2006, 05:40 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء
وبارك الله فيك
ـ[أبو محسن]ــــــــ[12 - 11 - 2006, 10:09 م]ـ
الكلام
ص: الْكَلاَمُ هُوَ اللَّفْظُ الْمُفِيدُ بِالوَضْعِ.
ش: يبتدئ النحاة غالبا بالكلام لأنه به يقع التفاهم و التخاطب.
و الكلام له معنيان لغوي و اصطلاحي
أ) الكلام لغة: عبارة عن القول و ما كان مكتفيا به كإشارة و كتابة وغيرها ومنه قول الشاعر:
إذَا كلَّمتني بالعيون الفواتِر = رددت عليها بالدموع البوادر
و لم يعلم الواشون ما كان بيننا = و قد قضيت حاجاتنا بالضمائر
فسمى الإشارة بالعين كلاما.
ب) و اصطلاحا ما عرفه المصنف و هو ما توفرت فيه الشروط الأربعة التالية:
1 - أن يكون لفظا: اللفظ لغة الطرح و الرمي و اصطلاحا الصوت المشتمل على بعض الحروف الهجائية فخرج بهذا القيد ما لم يكن لفظا كالكتابة و الإشارة
2 - أن يكون مفيدا: فائدة يحسن السكوت عليها بحيث لا يبقى المستمع ينتظر كلاما آخر يتمم المعنى حتى يكون هو السائل فمثال ما كان غير ذلك مفيدا جاء الذي فالسكوت عند هذا الكلام غير مستحسن لأن السامع يبقى منتظرا صلة الموصول
3 - أن يكون مركبا من كلمتين فصاعدا سواء كانت الكلمة الثانية ظاهرا نحو السماء مشرقة أو مستترة نحو استقم و التقدير استقم أنت.
4 - أن يكون بالوضع و هذا القيد يعني أن تكون كلماته موضوعة في اللسان العربي فيخرج بهذا القيد الألفاظ المهملة كديز (مقلوب زيد) و اللغات الأجنبية الأخرى
فمثال ما استوفى الشروط و يصدق عليه أن يسمى كلاما الأمثلة التالية:
الحمد لله رب العالمين
جاء الذي أكرمته
إن تجتهد تبلغ المنى
ومثال ما لم يصدق عليه اسم الكلام اصطلاحا بسبب فقدانه لشرط أو أكثر من شروط الكلام مايلي:
أن تكتب على السبورة (قام محمد) فالخط المكتوب على السبورة ليس كلاما لأنه ليس بلفظ.
إن قام زيد – لعدم الفائدة
زيد – لعدم الفائدة و عدم التركيب بخلاف قولك زيد جوابا لمن قال لك من جاء؟ فإنه كلام لأنه فاعل لفعل محذوف يفسره ما قبله.
Hello لكون الكلمة ليست بالوضع العربي.
¥