{أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى}
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[23 - 10 - 2006, 04:21 ص]ـ
{أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} يونس: 53
الفعل: يَهِدِّي
هذه هي قراءة حفص عن عاصم.
كسرت الهاء في الفعل (يهِدَّي) للالتقاء الساكنين، فالفعل أصله " يَهْتَدِي "، فلمَّا قُصِدَ إدغامُه سكنتِ التاء، والهاءُ قبلها ساكنة، فكسرت الهاءُ لالتقاء الساكنين.
توجد خمس قراءات أخرى, منها:
قرئ بفتح الهاء نقلا لحركة التاء إليها: يَهَدَّي. قرأ ابن كثير وابن عامر وورش عن نافع {يَهْدِّى} بفتح الياء والهاء وتشديد الدال, أدغمت التاء في الدال ونقلت فتحة التاء المدغمة إلى الهاء.
كذلك توجد قراءة أخرى لحمزة والكسائي وخلف ـ بفتح الياء وسكون الهاء وتخفيف الدال: يَهْدي
في التاج: " (وهو لا يَهْدى الطَّريقَ ولا يَهْتَدِي ولا يَهَدِّي)، بفَتْح الياءِ والهاءِ وكَسْر الدالِ المُشدَّدةِ، (ولا يِهِدِّي)، بكسْر الياءِ وفَتْحها معاً مع كسْرِ الهاءِ والدالِ المشدَّدةِ. "
قال الطبرسي في المجمع: َهَدِّي ويَهِدِّي ويُهْدِّي ويِهِدِّي أصل جميعها يهتدي يفتعل وإن اختلفت ألفاظها أدغموا التاء في الدال لمقاربتها لها فإنهما من حيز واحد ثم اختلفوا في تحريك الهاء فمن قرأ يَهَدِّي ألقى حركة الحرف المدغم وهو التاء على الهاء ومن قرأ يَهِدِّي بكسر الهاء فإنه حرَّك الهاء بالكسر لالتقاء الساكنين ومن سكن الهاء جمع بين الساكنين ومن أشمَّ الهاء ولم يسكن فالإشمام في حكم التحريك ومن كسر الياء مع الهاء اتبع الياء بما بعدها من الكسرة وهو رديّ لثقل الكسر في الياء."
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[23 - 10 - 2006, 04:28 ص]ـ
قال الزجاج في التهذيب:
" قرأ أبو عمرو بن العلاء " أم لا يَهَدِّي " بفتح الهاء - وهذا صحيح جيد بالغ. الأصل يهتدي فأدغم التاء في الدال و طرح فتحتها على الهاء والذين جمعوا بين ساكنين؛ الأصل عندهم أيضا يهتدي, فأدغمت التاء في الدال, وتركت الهاء ساكنة, فاجتمع ساكنان.
وقرأ عاصم " أم من لا يَهِدَّي " وهي في الجودة كفتح الهاء في الجودة. والهاء على هذه القراءة مكسورة لالتقاء الساكنين."
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[23 - 10 - 2006, 05:06 ص]ـ
بورك النقل
ولا عدمت الأجر
تحياتي
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[23 - 10 - 2006, 05:46 ص]ـ
العزيز مغربي
شكرا لحضوركم واهتمامكم.
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[23 - 10 - 2006, 06:10 ص]ـ
قال تعالى في سورة يونس (قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّي إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ {35})
من حيث التكوين اللغوي كلمة يهدّي تعني يهتدي وحصل فيها إبدال معلوم التاء انقلبت دال مثل قوله (يخصّمون) في سورة يس وهي (يختصمون) وكلمة (ازّينت) وهي تزينت.
يبقى السؤال لماذا جاءت (يهدّي) هي فيها تضعيف الدال بينما يهتدي ليس فيها تضعيف الدال، والتضعيف يفيد المبالغة أي بالغ في عدم اهتداء هؤلاء. فلماذا بالغ هنا في الآية؟
هنا يتكلم عن الأصنام والأصنام ليست كالبشر لأنها غير قادرة على فعل شيء ولم يرد في القرآن نفي الهداية عن الأصنام إلا في هذه الآية.
في كل القرآن ورد نفي الهداية عن البشر، فجاء بلفظ يهتدي وتهتدي. وإذا فقد السمع والبصر مبالغة في عدم الهداية؛ لذا المبالغة في عدم الهداية جاءت كلمة (يهدّي) فكيف تهتدي الأصنام؟ لذا اقتضى المبالغة.
وتوجد قراءة متواترة (يهدي).
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[23 - 10 - 2006, 10:20 ص]ـ
بوركت رفيق الدرب
تحياتي
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[23 - 10 - 2006, 02:25 م]ـ
الكريم أبو ذكرى:
أشكر لكم إضاءتكم اللغوية البلاغية الجميلة.
بارك الله فيكم وبكم.