لولاكَ .. ماذا نقول في الضمير؟
ـ[علي المعشي]ــــــــ[26 - 11 - 2006, 08:03 م]ـ
السلام عليكم
يقول أكثر النحاة: إن (لولا) إذا دلت على امتناع الجواب لوجود الشرط فإن الاسم الذي يليها يكون مرفوعا بالابتداء والخبر يحذف وجوبا إذا كان كونا عاما مثل: (لولا الصديقُ لضللتُ الطريقَ). (الصديق مبتدأ وخبره محذوف تقديره موجود)
وإذا قلنا: (لولاكَ لضللتُ الطريقَ) لم يختلف المعنى إلا أن كاف الخطاب جاءت بعد لولا مكان (الصديق) ..
والسؤال هو:
هل هذا التركيب صحيح؟
وإن كان صحيحا فهل يصح أن يكون ضمير النصب أو الجر في محل رفع فنقول إن كاف الخطاب في محل رفع مبتدأ؟
في انتظار آرائكم، مع وافر الود.
ـ[أبوعبيدالله المصرى]ــــــــ[26 - 11 - 2006, 10:05 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ورد هذا الاستعمال وإن كان قليلًا, والأكثر على كون الضمير بعد (لولا) الامتناعيَّة هذه ضمير رفع منفصلًا نحو قوله تعالى ((لولا أنتم لكنَّا مؤمنين)).
وسيبويهِ والجمهور على أنَّ (لولا) في هذه الحالة جارَّة للضمير قد نزلت منزلة (لعلَّ) التى تجرُّ المبتدأ عند عقيل, فالضمير في (لولاك) في محل جرٍّ بـ (لولا) في محل رفع مبتدأ.
وذهب الأخفش إلى أنَّ (لولا) هنا غير جارَّة والضمير بعدها في محل رفع مبتدأ, وهم استعاروا ضمير الجرِّ مكان ضمير الرفع كما حدث العكس في نحو قولنا (ما أنا كأنت) , ورُدَّ عليه بأن النيابة قد وقعت في الضمائر المنفصلة لشبهها في استقلالها بالأسماء الظاهرة كما قال الإمام ابن هشام في المغني.
والله أعلم
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[26 - 11 - 2006, 10:48 م]ـ
بوركتما
وذهاب الأخفش إلى أن (لولا) غير جارة للضمير فيه من الصحة مافيه
لأن ما بعد (لولا) مبتدأ خبره محذوف رغم تفصيل النحاة في أمر وجوب الحذف وجوازه 00
وعلى هذا فضمير الخطاب مبني في محل رفع مبتدأ 00
ـ[علي المعشي]ــــــــ[27 - 11 - 2006, 12:51 ص]ـ
مرحبا أخي أبا عبيد الله
أحسنت أخي .. هذا هو ما قيل في الضمير المتصل بعد لولا .. ولكن ألا ترى معي أن الرأي الأول فيه نوع من التكلف وتجريد لولا من شرطيتها الواضحة؟
أليست (لولا الصديق لضللت الطريق) هي من حيث شرطية لولا (لولاك لضللت الطريق)؟
أرى أن القائلين بأن (لولا جارة) لم يدفعهم إلى هذا القول سوى إشكال جعل ضمير الجر في محل رفع، وليس لأن تغييرا ما في الدلالة طرأ على لولا ..
وإذا علمنا أن ضابط نقل حرف من باب إلى باب إنما يكون تبعا للتغيير الطارئ عليه من حيث الدلالة .. الأمر الذي لا وجود له هنا.
وأما قصر النيابة على المنفصل فهو محل نظر، لأن المتصل المجرور ينوب عن المرفوع في أسلوب التعجب (أفعل به) فتكون الهاء في محل رفع فاعل.
وفي أحد أوجه (عساه، عساني، عساك) تنوب الهاء والياء والكاف عن اسم عسى المرفوع ..
وعليه يكون لرأي الأخفش نظائر في كلام العرب .. رحم الله الأخفش وسائر علماء المسلمين الأحياء منهم والميتين ..
تحياتي.
ـ[مهاجر]ــــــــ[27 - 11 - 2006, 02:44 ص]ـ
ومن طريف ما يستشهد به في هذه المسألة، قول الشاعر:
علي شراء الزيت في كل جمعة ******* ولولاه ما قلت لدي الدراهم
أي: لولا شراء الزيت ما قلت لدي الدراهم، فنابت هاء الغائب عن اسم لولا.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[28 - 11 - 2006, 10:05 م]ـ
كانت تلك صرخة "زوج مكلوم"، وهذه صرخة "عاشق مكلوم"، تشهد لما نحن بصدده إذ يقول:
دامن فضلك لو رحمت متيما ******* لولاك لم يك للصبابة جانحا
والشاهد: لولاك، والقياس: لولا أنت، بدليل: (لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ).
والله أعلى وأعلم.