تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[هل التصغير نعت؟]

ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[23 - 10 - 2006, 01:11 ص]ـ

يمثل التصغير جزءا مهما من نسيج اللغة العربية.

لم يأت التصغير جزافا, فللتصغير دلالته المعنوية, حيث أنه يوحي بمعنى خاص.

فعندما نقول: هذا جبيل, فإن كلمة (جبيل) تفيد الوصف, أي تصف الجبل بأنه صغير.

و إلى ذلك أشار كبار علماء اللغة.

قال ابن يعيش في المفصل:

" اعلم أن التصغير والتحقير واحد، وهو خلاف التكبير والتعظيم، وتصغير الإسم دليل على صغر مسماه، فهو حلية وصفة للإسم؛ لأنك تريد بقولك: رجيل: رجلاً صغيراً، وإنما اختصرت بحذف الصفة وجعلت تصغير الإسم والزيادة عليه علماً على ذلك المعنى. "

وقد أجاب ابن يعيش عن إشكال أثير حول التصغير, و الإشكال يتلخص في أن زيادة المبنى تفيد زيادة المعنى, وحيث أن التصغير يدل على تغيير المكبر عن حاله, فكان المناسب أن يكون التغيير بالنقص وليس بالزيادة , حيث أن النقص يناسب التصغير.

وقد أجاب ابن يعيش - في المفصل - على هذا الإشكال بثلاثة تفسيرات:

الأول: " إنّ التصغير لما كان صفة وحلية للمصغر بالصغر، والصفة إنما هي لفظ زائد عن الموصوف جعل التصغير الذي هو خلف عنه بزيادة، ولم يجعل بنقص ليناسب حال الصفة "

الثاني: أنهم لما أرادوا الدلالة على معنى التصغير والإيذان بذلك؛ جعلوا العلامة بزيادة لفظ, لأن قوة اللفظ تؤذن بقوة المعنى.

الثالث: أن أكثر الأسماء ثلاثية, فلو كان التصغير بنقص؛ لخرج الاسم عن منهاج الأسماء, ونقص عن البناء المعتدل.

ـ[خالد مغربي]ــــــــ[23 - 10 - 2006, 02:26 ص]ـ

كما تعودناك أخي حجي

فاعلا مفيدا

بورك فيك

ـ[مهاجر]ــــــــ[23 - 10 - 2006, 06:22 ص]ـ

بسم الله

السلام عليكم

ومما يؤكد كلام دكتور حجي حفظه الله:

أن من مسوغات الابتداء بالنكرة أن تكون مصغرة، لما في التصغير من الوصف المخصص للنكرة، كقولك: رجيل عندنا، فهي بمثابة: رجل صغير عندنا، كما أشار إلى ذلك دكتور حجي في مداخلته.

والله أعلى وأعلم.

ـ[أمير الإنسانية]ــــــــ[23 - 10 - 2006, 08:06 ص]ـ

ما أعرفه أن المفصل للزمخشري

وابن يعيش له شرح المفصل

ـ[خالد مغربي]ــــــــ[23 - 10 - 2006, 10:32 ص]ـ

بوركت أمير الإنسانية

وصواب أن المفصل للزمخشري

وقد شرحه ابن يعيش النحوي

دمت بخير

ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[23 - 10 - 2006, 02:23 م]ـ

العزيز مهاجر:

شكرا لمشاركتكم الجميلة.

بارك الله فيكم.

---

أمير الإنسانية:

نعم, كما ذكرتم, وكما أوضح الأخ الكريم مغربي.

سقطت كلمة (شرح) سهوا.

يوجد زهاء أربعين شرحا لكتاب المفصل للزمخشري, ولكن أقوى تلك الشروح شرح المفصل لابن يعيش.

يوجد شرح آخر مستفيض للخوارزمي, موسوم بالتخمير.

ـ[قبة الديباج]ــــــــ[23 - 10 - 2006, 11:28 م]ـ

بارك الله فيكم د. حجي .. ونفع بكم

عيدكم مبارك ..

ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[24 - 10 - 2006, 01:06 ص]ـ

شكر الله لك أخي الدكتور حجي، ونفعنا بعلمك.

التصغير للتحقير كما أوردت موفقا، وقد يكون للتحبُّب أيضا نحو بُنَيّ وبُنَيّة. فما هو الوجه في تصغير عَرَب على عُرَيْب يا رعاك الله؟!

سلمك الله،

أخوك عبدالرحمن.

ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[24 - 10 - 2006, 01:56 ص]ـ

أختي في الله قبة الديباج:

بارك الله فيك.

شكرا للحضور والمتبعة.

وفقك الله إلى كل خير.

كل عام وأنت بخير.

ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[24 - 10 - 2006, 02:52 ص]ـ

الأستاذ الفاضل و الأخ الكريم عبد الرحمن السليمان:

بارك الله فيكم أخي العزيز.

كل عام و أنتم بخير.

سعيد بحضورك غاية السعادة.

حول استفسار شخصكم الكريم:

لا يخفى عليكم أن هناك أهداف للتصغير غير التحقير والتحبب.

ورد ذكر (عُريب) في اللغة للدلالة على التعظيم, فقد أشار صاحب الصحاح إلى هذا المعنى , حيث أورد بيت شعر لأَبي الهِنْدِيّ، عَبْدُ المؤْمنبن عبدالقُدُّوس:

ومَكْنُ الضِبَابِ طَعَامُ العُرَيْ

بِ ولا تَشتهيهِ نفوسُ العَجَمْ

ثم عقب على ذلك بقوله: " وإنما صغَّرهم تعظيمًا، كما قال: أنا جُذَيْلُهَا المُحَكَّكُ، وَعُذَيْقُهَا المُرجَّبُ. "

و الأبيات كاملة كما في اللسان والتاج:

فأَمَّا البَهَطُّ وحِيتَانُكُمْ،

فما زِلْتُ فيها كثيرَ السَّقَمْ

وقد نِلْتُ منها كما نِلْتُمُ،

فلَمْ أَرَ فيها كَضَبَ هَرِمْ

وما في البُيُوضِ كبَيْضِ الدَّجاج،

وبَيْضُ الجَرادِ شِفاءُ القَرِمْ

ومكْنُ الضِّبابِ طَعامُ العُرَيْـ

ـبِ، لا تشْتَهيهِ نفوسُ العَجَمْ

من معاني التصغير الدالة على التعظيم: دويهية

ففي كتاب مغني اللبيب:

" وبعضهم يثبت مجيء التصغير للتعظيم كقوله:

دويهية تصفر منها الأنامل

والبيت كاملا هو:

وكل أناس سوف تدخل بينهم

دويهية تصفر منها الأنامل

وقد أشار العلامة رضي الدين الاسترابادي في شرح شافية ابن الحاجب, إلى مجيء التصغير للتعظيم, حيث قال ما نصه:

" وقيل: يجيء التصغير للتعظيم, فيكون من باب الكناية, يكنى بالصغر عن بلوغ الغاية في العظم, لأن الشيء إذا جاوز حده جانس ضده, وقريب منه قول الشاعر:

داهية قد صُغِّرت من الكبر

صِلُّ صفا ما تنطوي من القِصَر

واستدل لمجيء التصغير للإشارة إلى معنى التعظيم بقوله:

وكل أناس سوف تدخل بينهم

دويهية تصفر منها الأنامل

كما أشار ابن يعيش في شرح المفصل إلى مجيء التصغير للتعظيم:

"و أضاف الكوفيون قسما رابعا يسمونه تصغير التعظيم كقول الشاعر:

وكل أناس سوف تدخل بينهم

دويهية تصفر منها الأنامل

فقال: دويهية, والمراد تعظيم الداهية, إذ لا داهية أعظم من الموت. "

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير