[حرف في القرآن يعجز النحويين بإعرابه ....]
ـ[اللبيب]ــــــــ[27 - 10 - 2006, 03:12 ص]ـ
حرف في القرآن يعجز النحويين بإعرابه .... ألا وهو (فاء التزيين):
قال تعالى: ((أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا))
قال تعالى: ((أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون))
قال تعالى: ((ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون))
فاء التزيين: حرف يؤتى به في مواضع غير معينة لتزيين (تجميل الكلام)؛ ليكون هذا الحرف رابط بين الشدة وطلب أمر ما، وفي القرآن الكريم جاء مع أربعة أفعال؛ هي: (يشكرون)، و: (يتدبرون)، و: (يعقلون)، و: (حسبتم)، ولو لحظنا جيدا لوجدنا أن هذه الأفعال فيها دعوة حتمية من الله تعالى إلى مخلوقيه لالتزام جوانب الشكر والتدبر والتعقل والتحسب (وهي أمور منبتها العقل)، وقد اختلف النحويون في إعراب هذا الحرف، وهم في ذلك على ثلاثة آراء:
(1): منهم من أعربه حرف عطف.
(2): ومنهم من أعربه حرف استئناف.
(3): ومنهم من أعربه حرف زيادة بغير توكيد.
والصواب ـ والله أعلم ـ أنه حرف تزيين، وهذا الإعراب بلاغي وليس نحويا؛ لأن النحو ابن البلاغة، ولذلك يقال في البلاغة النحو العالي ....
ـ[هاوي لغة الضاد]ــــــــ[27 - 10 - 2006, 03:21 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء يا أخي اللبيب و لدي إضافة بسيطة ..
وهي أن البعض أجاب ببطلان الإعرابات الثلاثة بالأدلة المبينة في أدناه:
(1): لا يكون حرف عطف؛ لأن العطف يقتضي أمور؛ هي:
أ / التشريك في الحكم الإعرابي.
ب / ووجود جملتين متكافئتين.
ج / وأن الله لم يرد منهم: (الشكر)، و: (التدبر)، و: (التعقل)، و: (التحسب) بعد ذكر النص، وإنما صيغة النصوص تشير إلى أنهم لم يشكروا، ولم يتدبروا، ولم يتعقلوا، ولم يتحسبوا في الماضي وإن كانت صيغة الأفعال مضارعة.
فأين هذا؟
(2): لا يكون حرف استئناف؛ لأن الاستئناف يقتضي انتهاء معنى الجملة الأولى تماما، ثم البدء بجملة جديدة، والجملة الأولى في النصوص الكريمة كلها لم ينته معناها.
(3): لا يكون حرفا زائدا؛ لأن النحويين اتفقوا على أنه لا يجوز أن تكون هناك زيادة في الكلام بلا أن يكون معها غرض التوكيد، والمواضع التي وردت في القرآن الكريم كانت الزيادة لإفادة التوكيد، وهنا لا موجب لعده حرفا زائدا لعدم حاجة الموضع إلى هذا، فليس في ما قيل أي احتمالية للشك ها هنا.
لذا فإن الفاء ها هنا حرف يفيد تزيين الكلام ـ والله أعلم ـ.
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[27 - 10 - 2006, 04:21 ص]ـ
بورك النقل يا لبيب
وبورك التعليق يا هاوي
تحياتي
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[27 - 10 - 2006, 08:52 ص]ـ
أخي اللبيب
إليك ما حير علماء النحو!!!:)
هُنا ( http://www.rabitat-alwaha.net/moltaqa/showthread.php?t=10587&page=1)
دمت بخير
ـ[مهاجر]ــــــــ[27 - 10 - 2006, 05:36 م]ـ
بسم الله
السلام عليكم
جاء في مشاركة الأخ الكريم اللبيب:
(1): لا يكون حرف عطف؛ لأن العطف يقتضي أمور؛ هي:
أ / التشريك في الحكم الإعرابي.
ب / ووجود جملتين متكافئتين.
ووجود الجملتين المتكافئتين، قد يكون مقدرا، بحيث تقدر جملة بعد همزة الاستفهام، ثم يعطف عليها بالفاء، فيكون تقدير الكلام على سبيل المثال في:
قوله تعالى: ((أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا)): أعميت قلوبهم، ومن ثم يعطف بالفاء: فلا يتدبرون القرآن.
وفي قوله تعالى: ((أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون))
أضللتم فحسبتم أنما خلقناكم عبثا.
وفي قوله تعالى: ((ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون))
أجحدتم فلا تشكرون.
وفي المسألة قولان:
القول الأول:
أن همزة الاستفهام لها الصدارة دوما، كما أشار إلى ذلك ابن هشام، رحمه الله، في "مغني اللبيب"، في بيان الحكم الرابع من الأحكام التي اختصت بها همزة الاستفهام عن بقية أدوات الاستفهام، لأن بقية الأدوات تفقد الصدارة إذا ما سبقت بأداة عطف، كما في:
قوله تعالى: (فأين تذهبون)، إذ سبقت فاء العطف أداة الاستفهام: "أين".
وقوله تعالى: (فهل يهلك إلا القوم الفاسقون)، إذ سبقت فاء العطف أداة الاستفهام: "هل".
وقوله تعالى: (فأنى تؤفكون)، إذ سبقت فاء العطف أداة الاستفهام: "أنى".
وقوله تعالى: (فأي الفريقين)، إذ سبقت فاء العطف أداة الاستفهام: "أي".
وقوله تعالى: (فما لكم في المنافقين فئتين)، إذ سبقت فاء العطف أداة الاستفهام:"ما".
فلما علمت صدارة همزة الاستفهام، تقدمت على الفاء العاطفة في الآيات التي ذكرها الأخ اللبيب في مشاركته.
وهذا مذهب الشيخ سيبويه، رحمه الله، والجمهور.
*****
وأما الزمخشري، غفر الله له، في جماعة من أهل الفن، فقد ذهب إلى تقدير الجملة المكافئة التي تصدر بهمزة الاستفهام، ومن ثم يعطف عليها بالفاء، كما تقدم في تقدير الجمل المكافئة المحذوفة في الآيات، وعليه لا يكون في الكلام تقديم أو تأخير.
بتصرف من "مغني اللبيب"، (1/ 38، 39).
ورأي الجمهور، أرجح، والله أعلم، من جهة أن الأصل عدم تقدير محذوف إلا إن تعذر السياق بدونه، ورأي الزمخشري وجماعته أرجح من جهة أن الأصل عدم التقديم والتأخير.
والله أعلى وأعلم.
¥