تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أنا مَنْ*قيل فيه*هو الكريم، يعني انا المقول فيه هذا القول، وهو رد على سؤال سائل، .........

ـ[ابنة الإسلام]ــــــــ[24 - 10 - 2006, 04:23 م]ـ

وعليكم السلام.

أخي الفاضل عزدبان، النعت والبدل من التوابع ويمكن التفريق بينهما من حيث الوظيفة النحوية لكل منهما ومن حيث خصائصهما.

فالنعت (الصفة) تابع مشتق أو مؤول بالمشتق يأتي إما للتوضيح أو التخصيص.

فجملة (جاء أحمد) قد تحتاج إلى توضيح إذا كان معهودا بين المتكلم والمخاطب أكثر من رجل اسمه أحمد، ولتوضيح هذه الجملة نستخدم النعت، فنقول مثلا: (جاء أحمد الكاتب).

ولو قلنا (قابلنا رجلا كريما) فإن كلمة (كريما) خصصت الرجل الذي قابلناه.

وقد يأتي النعت ليؤدي وظائف أخرى غير التخصيص، كما في قوله تعالى: {بسم الله الرحمن الرحيم} فـ (الرحمن والرحيم) نعتان جاءا للمدح ولم يفيدا توضيحا ولا تخصيصا، وفي (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) فالرجيم نعت جاء للذم هنا ولم يرد به توضيحا ولا تخصيصا.

وكما هو ملاحظ من الأمثلة السابقة فقد جاء النعت فيها مشتقا.

وقد يكون مؤولا بالمشتق كما في قولنا (هذا رجل ذو علم) أي صاحب علم، وقوله تعالى {الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب} أي المنزل.

أما البدل فهو التابع المقصود بالحكم بلا واسطة.

فلو قلنا (قرأت الكتاب نصفه) فالحكم هنا وقوع القراءة، والمقصود بهذا الحكم حقيقة نصف الكتاب وليس الكتاب كله، لكن الكلام في البدل يبنى على خلاف الأصل، ولو جئنا بالكلام على الأصل لقلنا: (قرأت نصف الكتاب)، وكذلك لو قلنا: (حضر الشيخ عبد الله) فالمقصود بالحكم هنا (وهو الحضور) هو عبد الله، فهو فاعل الحضور حقيقة، ولو بنيت الكلام على الأصل لقلت حضر عبد الله، ثم لو خشيت أن يلتبس عبد الله بغيره (بسبب الاشتراك في الأسماء) وأردت توضيح من هو عبد الله أستخدم التابع الذي وظيفته التوضيح وهو النعت، فأقول (حضر عبد الله الشيخ).

لكن الكلام في البدل مبني على خلاف الأصل كما سبق وذكرنا وذلك لفائدة بلاعية منها مثلا التوطئة والتكريم وإظهار التقدير والاحترام كما في المثال الأخير، فمؤكد أن (حضر الشيخ عبد الله) أكثر أدبا من (حضر عبد الله الشيخ).بقي أن نقول أن الأصل في البدل أم يكون جامدا بعكس النعت.

وفي سورة الفاتحة: قوله تعالى {بسم الله الرحمن الرحيم} (لو كانت آية من سورة الفاتحة كما قال بعض العلماء) فالرحمن الرحيم صفتان لله كما سبق وذكرنا. والكلام مبني على الأصل.

وقوله تعالى {الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. مالك يوم الدين} فهذه أربعة أوصاف لله عز وجل، والحكم الذي هو الحمد كائن لله على الحقيقة والكلام مبني على الأصل، وقد وصف نفسه سبحانه وتعالى بهذه الأوصاف العظيمة أول كتابه فهو يستحق الحمد لكونه موصوفا بها.

وكما يلاحظ فهي مشتقة إلا كلمة (رب) جامدة لكنها تؤول بالمشتق، أي المعبود أو المالك أو المصلح، وكل هذه المعاني وأكثر منها تحتمله هذه الكلمة البليغة.

وقد يعربها بعضهم بدلا إلا أن الظاهر بالنسبة لي أنها نعت. والله أعلم.

ـ[خالد مغربي]ــــــــ[24 - 10 - 2006, 08:27 م]ـ

بورك فيكم

نقاش ولا أروع وحوار ماتع!!:)

تحياتي

ـ[عزدبان]ــــــــ[24 - 10 - 2006, 11:00 م]ـ

ما شاء الله عليكِ، فعلا لقد أبدعت

ذكرتيني بأمور قد نسيتها منذ زمن ..

بارك الله فيك وأبقاك ورفع شأنك

وبوركت يا أباالأسود على المداخلة الطيبة

ـ[ابنة الإسلام]ــــــــ[25 - 10 - 2006, 05:01 م]ـ

أخي الفاضل مغربي، بارك الله فيكم.

أخي الفاضل عزدبان، جزاكم الله خيرا، ووفقكم لكل خير.

وقد وقعتَ أخي عزدبان في خطأ إملائي شائع، وهو زيادة ياء بعد تاء الرفع في قولك (ذكرتيني) والصواب (ذكرتِني) بدون ياء، وإنما كسرة التاء هي التي تدل على التأنيث. وياء التأنيث ضمير رفع ولا تكون إلا بعد فعل الأمر كـ (اكتبي)، وبعد الفعل المضارع (تكتبين، لن تكتبي، لم تكتبي).

وعذرا على الإطالة، وإنما علقت على هذا لتعم الفائدة، ولعلمي بحرصكم على تحصيلها، بارك الله في الجميع.

أخي الفاضل أبا الأسود، شكرا على مداخلتك، وهاك الإجابة على سؤالك عن إعراب الكلمة في آية سورة المائدة (نقلا من كتاب "إعراب القرآن الكريم وبيانه" للأستاذ محيي الدين الدرويش.

الواو استئنافية، والصابئون رفع على الابتداء، وخبره محذوف، والنية به التأخير عما في (إن) من اسمها وخبرها، كأنه قيل: إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى حكمهم كذا، والصابئون كذلك. هذا ما رجحه سيبويه في مخالفة الإعراب، وأنشد شاهدا له:

وإلا فاعلموا أنا وأنتم بغاة ما بقينا على شقاق

أي: فاعلموا أنا بغاة وأنتم كذلك. ويكون من باب عطف الجمل، فالصابئون وخبره المحذوف جملة معطوفة على قوله: {إن الذين آمنوا} ولا محل لها من الإعراب كما لا محل للجملة التي عطفت عليها، وإنما قدم "الصابئون "تنبيها على أن هؤلاء أشد إيغالا في الضلالة واسترسالا في الغواية؛ لأنهم جردوا من كل عقيدة.

هذا ما ذهب إليه الخليل وسيبويه ونحاة البصرة في إعراب "والصابئون"، وهناك أوجه أخرى، منها:

1 - إن الواو عاطفة، والصابئون معطوف على موضع اسم (إن) لأنه قبل دخول (إن) كان في موضع رفع، وهذا مذهب الكسائي والفراء.

2 - إنه مرفوع عطفا على الضمير المرفوع في " هادوا" وروي هذا عن الكسائي.

3 - أن تكون (إن) بمعنى نعم، أي: حرف جواب، وما بعده مرفوع بالابتداء، فيكون " والصابئون" معطوفا على ما قبله.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير