تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

* (3) الفاعِلُ عمدةٌ:

لا يَستغني فِعلٌ عنْ فاعل، فإن ظهَرَ في اللفظ نحو "دخَلَ المعلمُ" وإلاَّ فهو ضَميرٌ مستَترٌ راجعٌ إمَّا إلى مذكُور نحو "أبراهيمُ نَجَح" أوْ راجعٌ لِمَا دلَّ عليه الفعلُ كالحديث: "لا يَزْني الزَّاني حينَ يزْني وهو مُؤْمِنُُ، ولا يَشرَبُ الخَمرَ حِينَ يَشرَبُها وهُو مُؤْمِنٌ" ففي "يشرب" ضميرٌمستَترٌ مرفوعٌ على الفاعليَّةِ راجعٌ إلى الشَّارب الدَّالِّ عليهِ يَشرَب.

أورَاجعٌ لما دَلَّ عليه الكَلامُ نحو: "كلاَّ إذَا بَلَغَتِ التَّراقِيَ" (الآية "26" من سورة القيامة "75") ففاعل"بَلَغَتْ" ضميرٌ راجِعٌ إلى الروح الدَّال عليها سِياقُ الكلام.

* (4) حذفُ فِعله:

يجوزُ حذفُ فِعلِ الفَاعلِ، إن أجِيبَ به نَفيٌ كقَولِك "بَلَى عَلِيٌّ" جواباً لمن قال "ما نَجَحَ أحَدٌ" ومنه قوله:

تجَلّدْتُ حتَّى قيلَ لم يَعرُ قلبَه* من الوَجد شيءٌ قلتُ بل أعظمُ الوجد

(فـ "أعظم الوجد" فاعل فعل محذوف دل عليه مدخول النفي، والتقدير: بل عراه أعظم الوجد، و "تجلدت" من التجلد، وهوالتصبر، "لم يعر"من عراه إذا غشيه). أوأجيب به استِفهامٌ مُحقَّق، نحو "نعَم خالدٌ"جواباً لمن قال: "هل جَاءك أحد؟ " ومنه "وَلَئِنّ سَألتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللّهُ" (الآية "87"من سورة الزخرف"43" فلفظ الجلالة فاعل بفعل محذوف دل عليه مدخول الاستفهام، والتقدير: خلقنا اللّه)، أو مُقَدَّر كقولِ ضِرار بن نَهشَل يَرثي أخَاه يَزيد:

ليُبكَ يَزِيدُ ضَارِعٌ لخُصُومَةٍ * و مُختَبِطٌ مما تُطِيحُ الطَّوائِحُ

(فـ "ضارع" فاعل فعل محذوف دل عليه مدخول الاستفهام المقدر، كأنه قيل من يُبكيه؟ فقيل: ضَارعٌ أي يبكيه ضارع، هذا على رِواية ليبك مجهولاً، ورواه الأصمعي بنصب يزيد، ولبيك معلوماً، فعلى هذا لا شاهد فيه، وهذه الرواية، أقرب إلى الصحيح.

ويَجبُ حَذفُ فِعلهِ إذا فُسِّر بعدَ الحروفِ المُختَصَّةِ بالفعل نحو "أذَا السَّمَاءُ انشَقَّتْ" (الآية "1" من سورة الانشقاق"84").

* (5) تَوحِيدُ فِعله مع تَثنِيةِ الفَاعِلِ وجَمعِه:

يُوَحَّدُ الفعلِ مع تَثنِيَةِ الفَاعِلِ وجَمعِه كما يُوحِّدُ مع إفرادِه نحو "زَحَفَ الجيشُ" و "تصَالَحَ الأَخَوَانِ" و "فازَ السَّابِقُون" و "تعَلَّم بناتُكَ" و مِثلُه "أَزَاحِفٌ الجَيشُ" و "أفَائِزٌ السَّابِقُون" و "أمُتَعَلِّم بَنَاتُكَ". ولُغَةُ تَوحِيدِ الفِعلِ هي الفُصحى و بها جاءَ التنزيلُ، قال تعالى: {قالَ رجُلانِ} (الآية "23" من سورة المائدة "5") و {قالَ الظَّالِمُونَ} (الآية "8" من سورة الفرقان "25") و {قالَ نِسوةٌ} (الآية "30" من سورة يوسف "12") ولُغةُ طَيئٍ وأَزد شَنوءة (وهي المشهورة بلغة "أكلوني البراغيث" كما في سيبويه): مُوَافَقَةُ الفِعل لِمرْفُوعِهِ بالإِفرادِ و التَّثنية و الجمع نحو {ضَرَبُوني قَوْمُكَ} و {ضَرَبتَنِي نِسوَتُكَ" و "ضرَبَانِي أخَوَاكَ" وقال أمَيَّةُ:

يَلُومُونَني في اشتِراءِالنَّخِيـ * ـلِ أهلِي فَكُلُّهُمُ أَلوَمُ

("أهلي" فاعل يلومونني، فألحق الفعل علامة الجمع مع أنه مسند إلى الظاهر).

وقال أبو فِراس الحمداني:

نُتِجَ الرَّبِيعُ مَحَاسِناً * أَلقَحنَهَا غُرُّ السَّحائِبْ

(غر جمع "غراء" مؤنث أغر بمعنى أبيض، وهي فاعل "ألقحنها" وألحق به علامة جمع المؤنث وهي النون).

والصَّحيحُ أنَّ الألِفَ و الوَاوَ والنونَ في ذلكَ أَحرُفٌ دَلُّوا بها على التَّثنيةِ والجَمعِ تذكيراً وتأنيثاً، لا أَنَّها ضَمَائِر الفَاعِلين، وما بَعدَهَا مُبتدأ على التَّقدِيم والتأخير أو ما بَعدَهَا تابعٌ على الإِبدَال من الضَّمير، بدل كُل من كُلّ.

والصحيح أنَّ هذه اللغة لا تَمنعُ مع المُفرَدَين، أو المُفرَدَات المُتَعَاطفة بِغَير "أو" نحو "جاءَاني زيدٌ وخالدٌ" (وذلك كقول عبد اللّه بن قيس الرقيات يرثي مصعب بن الزبير:

تولى قتال المارقين بنفسه * وقد أسلماه مُبعدٌ وحَمِيمُ).

* (6) تأنيث فِعلِه وجُوباً، وجَوازاً، وامتناعُ تأنيثِه:

إن كانَ الفاعِلُ مُؤَنَّثاً أُنِّثَ فِعلُه بِتَاءٍ سَاكِنَةٍ في آخِرِ الماضِي (جامداً كان الفعل أو متصرفاً، تاماً أو ناقصاً) وبِتَاءِ المُضَارَعَةِ في أوَّل المُضَارع.

ويَجبُ هذا التَّأنِيث في ثلاثِ مَسَائل:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير