"أ" أنْ يُخشَى اللَّبس بأن يكونَ إعرابُهما تقديريًّا (ويشمل ذلك أن يكون الفاعل و المفعول مقصورين، أو منقوصين أو إشارتين، أو موصوليين، أومضافين لياء المتكلم)، ولا قرينة، نحو "أكرَمَ مُوسى عِيسى" و "كلَّم هَذا ذاكَ" فإنْ وُجدَت قَرينَةٌ جَازَ نحو "أكَلَ الكُمَّثرَى مُوسَى".
"ب" أن يكون الفاعل ضميراً غيرَ مَحصُور، و المَفعول ظاهراً أو ضميراً، نحو "كلَّمتُ عليًّا" و "فهَّمتُه المسألة".
"ج" أنْ يُحصَر المفعول بـ "إنما" نحو "أنَّما زَرَعَ زَيدٌ قَمحاً" أو بـ "إلاَّ" (وهذا عند الكوفيين) نحو "مَا عَلَّمَ عليٌّ إلاَّ أَخاه" و أجاز الأَكثَرُون (البصريون والكسائي والفراء) تَقديمَه على الفَاعِل عِندَ الحَصرِ بـ "إلاًّ" مُستَنِدين في ذلك إلى قولِ دِعبلِ الخزاعي:
ولَمَّا أبَى إِلاَّ جِمَاحاً فُؤَادُهُ * ولمْ يسلُ عُنْ لَيلَى بِمالٍ ولا أهلِ
(فقدم المفعول المحصور بـ "إلا" وهو "جماحاً" على الفاعل وهو "فؤاده" والجماح هنا: الإسراع، وجواب "لما" في البيت بعده: تسلى بأخرى) وإلى قولِ مجنونِ بَني عامر:
تَزَوَّدتُ من لَيلى بتَكليمِ ساعَةٍ * فَما زادَ إلاَّ ضِعفَ ما بي كَلامُها
(قدم أيضاً المفعول المحصور بـ "إلاَّ" وهو "ضعف" على الفاعل و هو "كلامها").
وكذلك الحصر بـ "إنما" يجوز تقديمُ المفعول على الفاعل نحو "إنما" يجوز تقدِيمُ المفعول على الفاعل نحو "أنما قَلَّمَ الشجرَ زيدٌ".
وأمّا جَوازُ تَوَسُّطِ المَفعولِ بَينَ الفعل والفاعل فنحو {وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ} (الآية "41" من سورة القمر"54").
وأمَّا وُجُوبُ التَّوسُّطِ ففي ثلاث مسائل:
"إحداها" أن يَتَّصلَ بالفاعلِ ضميرُ المفعول نحو {وَإِذِ ابتَلى إبراهيمَ رَبُّهُ} (الآية "124"من سورة البقرة "2") و {يَوْمَ لا يَنفَعُ الظَّالمين مَعذِرتُهُمْ} (الآية "52"من سورة الغافر "40". وإنما وجب تقديم المفعول فيهما لئلا يعود الضمير على المفعول وهو متأخر لفظاً ورتبة).
ويجوزُ في الشِّعرِ فَقَط تأخيرُ المفعول نحو قولِ حسَّان بنِ ثابتٍ يمدَحُ مُطعِمَ بنَ عَدِي:
وَلَوْ أنَّ مَجداً أخلَدَ الدهرَ واحداً * من الناسِ أَبقَى مَجدُه الدَّهرَ مُطعِمَا
(قدَّم الفاعل و هو "مجدُه" وفيه ضمير يعُود على "مُطعماً" وهو مَفعولُه، و عادَ الضَّمير على مُتَأخِّر لَفظاً و رُتبة، وهذا في الشعر جائز).
(الثانية): أن يكون المفعولُ ضميراً، و الفاعِلُ اسماً ظاهِراً نحو: "أنقَذَني صَدِيقي".
(الثّالثة) أن يكونَ الفاعلُ مَحصوراً فيه بـ "إنَّما" نحو {إِنَّمَا يَخشَى اللّهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ} (الآية "28" من سورة فاطر "35")، أو بـ "إِلاَّ" نحو: "لا يزيدُ المحبَّةَ إلاَّ المَعروفُ".
أمَّا تَقديمُ المَفعولِ على الفعل جوازاً فنحو {ففريقاً كَذَّبتُم وَفَرِيقاً تَقتُلُونَ} (الآية "87"من سورة البقرة "2").
وأمَّا تَقدِيمُ المَفعولِ وُجُوباً فَفِي مسألتين:
(إحداهما) أن يكونَ لَهُ الصَّدَارَة كأنْ يكونَ اسمَ استِفهام نحو: {فَأَيَّ آيَاتِ اللّهِ تُنكِرُون} (الآية "81"من سورة غافر "40").
(الثانية) أن يَقعَ عامِلُه بعدَ الفاء، و ليسَ له مَنصوبٌ غَيرُه مقدَّم نحو: {وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} (الآية "3" من سورة المدثر"74").
معجم قواعد اللغة العربية الشيخ عبد الغني الدقر.
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[24 - 11 - 2006, 08:35 م]ـ
بوركت
سأضع اسمك في قائمة الأعضاء المميزين!!:)