تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الجَرحُ لغةً: -بفتح الجيم- التأثير في الجسم بالسلاح (4)، وفي علم الجرح والتعديل: وصفُ الراوي في عدالته أو ضبطه بما يقتضي تليين روايته أو تضعيفها أو ردَّها. (5)

فالمقصود من العنوان: دراسةُ الجوانب أو النَّواحي التي يكون فيها جرحُ الإمامِ للرَّاوي مقيَّداً بالنسبة لشيءٍ معين، كشيخ الراوي ومكان سماعه، وزمان تحديثه ونحو ذلك.

[وجوه تقييد الجرح]

وقفتُ للجرح المقيَّد على وجوهٍ عديدة, وهي:

أ: تجريحُ الراوي في بعض الأوقات دون بعض, وهذا الوجه على أربعة أضرب:


(2) انظر: القاموس المحيط (ص1620).
(3) انظر: إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول للإمام الشوكاني (2/ 709 - 710).
(4) انظر: لسان العرب (2/ 422).
(5) انظر: ضوابط الجرح والتعديل للدكتور عبد العزيز العبد اللطيف رحمه الله (ص21).

.............................................

الضرب الأول: تضعيف حديث الراوي أو تليينه بعد التغيُّر, وتصحيح حديثه أو تحسينه قبل ذلك, والتغيُّر غالبًا ما يعتري الراوي في آخر عمُره فينقص حفظُه وينسى بعض محفوظه ويهم في الإسناد في اسم شيخه أو غيره, أويُلقَّن فيقبل التلقين (1) , أما التغيُّر الذي يوجدُ في مرض الموت فليس بقادح في الثقة, لأنَّ غالب الناس يعتريهم في مرض الموت نحو ذلك, ويتم لهم وقت السِّياق وقبله أشد من ذلك (2) , والتغير ونقصُ الحفظ غير الاختلاط (3) الذي سيأتي بيانه, وقد يراد به الاختلاط أيضا. (4)
مثاله: عبد الرزاق بن همّام الصنعاني:
ذكره الحافظ ابن رجب (رحمه الله تعالى) فيمن أضر في آخر عمره وقال: "أحد أئمة الحديث المشهورين، وإليه كانت الرحلة في زمانه في الحديث, حتي قيل: إنه لم يرحل إلى أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رحل إلى عبد الرزاق.
قال الإمام أحمد في رواية إسحاق بن هانئ: ((عبد الرزاق لا يُعبأ بحديث من سمع منه, وقد ذهب بصره, كان يلقن أحاديث باطلة, وقد حدث عن الزهري أحاديث كتبناها من أصل كتابه وهو ينظر جاؤوا بخلافها)).
ونقل عنه الأثرم معنى ذلك.
وقال في النيسابوري يعني محمد بن يحيى الذهلي: ((قدم على عبد الرزاق مرتين: إحداهما بعدما عمي)).

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير