تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هل كان الحاكم شيعياً؟؟

ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[22 - 11 - 09, 08:19 ص]ـ

الحمد لله وحده ..

فهذا بحث حسن ربما غفل عنه الناس، وقد أودعه الشيخ عبد الرحمن بن حسن قائد حاشية تحقيقه النفيس جداً للمنتخب من كتاب المنثورات لابن طاهر المقدسي = فأحببتُ إفراده هنا؛ لينتبه له أناس، وينتفع به آخرون ..

قال وفقه الله:

((في وصف الحاكم بالرفض غلوٌّ وإسراف , والله يحبُّ الإنصاف , وسننظر في نسبته إلى التشيُّع , ونبسط القول فيها في مقاماتٍ أربعة:

الأول: من وصفه بذلك.

* اتهمه أبو إسماعيل الأنصاري (ت: 481) بالرفض , كما في العبارة التي هنا , وسيأتي النظر فيها , وعلى خطاه سار تلميذه محمد بن طاهر (ت: 507) فنعت الحاكم بالتعصُّب الشديد للشيعة في الباطن , مع التظاهر بالتسنُّن في التقديم والخلافة , والانحراف المعلن الغالي عن معاوية رضي الله عنه , وستأتي عبارته , وانظر كذلك:

«الأنساب المتفقة» (70) , وقال في «تذكرة الحفاظ» (146): «كان يتَّهم بالتعصُّب للرافضة» , وتلقَّف هذا عنه ابن الجوزي , فذكر عبارته في «العلل المتناهية» (1/ 233).

* ووصفه بالتشيُّع فحسب , أو بالميل إليه , جماعةٌ من أهل العلم , منهم:

الخطيب البغدادي (ت: 463) , وقال في «تاريخ بغداد» (5/ 473):

«كان ابن البيِّع يميل إلى التشيُّع».

وأبو سعد السمعاني (ت: 562) , وقال في «الأنساب» (2/ 371):

«وكان فيه تشيُّع».

وابن الجوزي (ت: 597) , وقال في «المنتظم» (8/ 269): «كان متشيعًا ظاهر التشيُّع».

وابن تيمية (ت: 728) , وقال في «منهاج السنة» (7/ 373): «منسوبٌ إلى التشيُّع».

والذهبي (ت: 748) في مصنفاته: «السير» (17/ 165 , 174) ,

و «التذكرة» (1045) , و «العبر» (3/ 91) , و «الميزان» (3/ 608) ,

و «المعجم المختص» (303) , وستأتي عباراته.

وابن كثير (ت: 774) , وقال في «البداية والنهاية» (8/ 583 , 9/ 243): «ينسبُ إلى شيءٍ من التشيُّع» , «كان فيه تشيُّع».

وابن الجزري (ت: 833) , وقال في «غاية النهاية» (2/ 185): «كان شيعيًّا , مع حبه للشيخين رضي الله عنهما».

وابن الوزير (ت: 840) , وقال في «الروض الباسم» (237 , 568):

«فإنهم [أي: أئمة الحديث] مجمعون على أن أبا عبد الله الحاكم ابن البيِّع من أئمة الحديث , مع معرفتهم أنه من الشيعة».

الثاني: دلائل تشيُّعه.

1 – تصحيحُه لحديث الطير , وإدخاله إياه في كتابه: «المستدرك على الصحيحين» , وجمعه لطرقه , وهو أنه كان عندالنبي ^ طير , فقال: «اللهم ائتني بأحبِّ خلقك إليك يأكل معي هذا الطير , فجاء عليٌّ فأكل معه».

قال الخطيب في «التاريخ» (5/ 435): «وكان ابن البيِّع يميلُ إلى التشيُّع؛ فحدثني أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الأرموي , بنيسابور , وكان شيخًا صالحًا فاضلًا عالمًا , قال: جمع الحاكمُ أبو عبد الله أحاديث زعم أنها صحاحٌ على شرط البخاري ومسلم , يلزمهما إخراجها في صحيحيهما , منها: حديث الطائر , و من كنت مولاه فعليٌّ مولاه , فأنكر عليه أصحاب الحديث ذلك , ولم يلتفتوا فيه إلى قوله , ولا صوَّبوه في فعله».

وقال محمد بن طاهر: «ورأيت أنا حديث الطير، جَمْعَ الحاكم، بخطِّه , في جزءٍ ضخمٍ , فكتبته للتعجُّب». انظر: «السير» (17/ 176).

وقد أخرجه في «المستدرك» (3/ 130 , 131) من طريق يحيى بن سعيد عن أنس , ثم قال: «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشيخين , و لم يخرجاه. وقد رواه عن أنس جماعةٌ من أصحابه , زيادة على ثلاثين نفسًا , ثم صحَّت الروايةُ عن عليٍّ وأبي سعيد الخدري وسفينة».

وقال أيضًا: «حديث الطائر لم يخرَّج في الصحيح , وهو صحيح». انظر:

«المنتظم» (4/ 320).

وهو حديثٌ منكر , له طرقٌ كثيرةٌ لا يصحُّ منها شيء , قال الذهبي: «أقربُها غرائبُ ضعيفة , وأردؤها طرقٌ مختلقةٌ مفتعلة , وغالبُها طرقٌ واهية» , انظر جملةً منها في: «العلل المتناهية» (1/ 225 – 234) , و «البداية والنهاية» (11/ 75 –

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير