تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[روايات الإمام مالك بن أنس عن عبد الله بن عمر في كتابه الموطأ]

ـ[إبراهيم محمد زين سمي الطهوني]ــــــــ[21 - 10 - 09, 07:01 م]ـ

[روايات الإمام مالك بن أنس عن عبد الله بن عمر في كتابه الموطأ]

من أعلام السنة المشهورين بالإمامة والثقة والورع والتقوى والأمانة، المتفق على جلالتهم، إمام دار الهجرة، الإمام مالك بن أنس الأصبحي، وقد اشتهر عند العلماء بأنه لا يروي إلا ثقة، وكان أثبت الناس في كل الشيوخ.

وقد اعتبر الشيخ ابن القيم مرسل مالك بن أنس صحيح، لكونه لا يروي إلا عن ثقة، واعتبر قوله عن عبد الله بن عمر من المرسلات المقبولة.

لذلك فإني في هذه العجالة أحاول كشف حقائق روايات الإمام مالك بن أنس عن عبد الله بن عمر، هل كلها صحيح أم بعضها فيه مقال؟.

وقد روى الإمام مالك عن عبد الله بن عمر أحاديث مرفوعة وموقوفة من طرق متعددة في أربعة وأربعين وجها، وكان معظمها صحيحا، وبعضها فيه كلام لا يضر، وبعض آخر مختلف فيه أو فيه شيء، ومنها ما فيه إبهام أو انقطاع، وحديث واحد ضعيف إسناده، وفيما يلي ييان لذلك مرتبا مشايخه على الترتيب الهجائي.

1. عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن الطفيل بن أبي بن كعب أخبره أنه كان يأتي عبد الله بن عمر فيغدو معه إلى السوق، وأنه لا يغدو إلا لإلقاء السلام. فهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات.

2. عن أيوب بن موسى أن عبد الله بن عمر نظر في المرآة لشكو كان في عينيه وهو محرم. وفي هذا الأثر انقطاع، لأن أيوب بن موسى – وهو ثقة- لم يلق عبد الله بن عمر، ولم يثبت في روايته عن أحد من الصحابة، وهو أيوب بن موسى بن سعيد بن العاص، ولم يثبت سماعه من جده. فروايته هذا الأثر عن ابن عمر كانت بواسطة. ولم يذكر هذا الأثر ابن عبد البر في تمهيده.

3. عن ثابت بن الأحنف أنه تزوج أم ولد لعبد الرحمن بن زيد بن الخطاب قال: فدعاني عبد الله بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، فجئته فدخلت عليه، فإذا سياط موضوعة، وإذا قيدان من حديد، وعبدان له قد أجلسهما، فقال: طلقها، وإلا والذي يحلف به، فعلت بك كذا وكذا. قال: فقلت: هي الطلاق ألفا، قال: فخرجت من عنده، فأدركت عبد الله بن عمر بطريق مكة، فأخبرته بالذي كان من شأني، فتغيظ عبد الله، وقال: ليس ذلك بطلاق، وإنها لم تحرم عليك، فارجع إلى أهلك. وثابت بن الأحنف هو: الأعرج، مولى عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب القرشي، المدني. ذكره ابن حبان في الثقات، ورمز له إبراهيم شمس الدين، وتركي فرحان المصطفى رمز (خ م د ن). وإن كان كما قالا، فهو ثقة، وإسناده صحيح.

4. عن حميد بن قيس المكي عن مجاهد أنه قال: كنت مع عبد الله بن عمر فجاءه صائغ، فقال له: يا أبا عبد الرحمن، إني أصوغ الذهب، ثم أبيع الشيء من ذلك بأكثر من وزنه، فاستفضل من ذلك قدر عمل يدي، فنهاه عبد الله عن ذلك. وهذا الحديث إسناده جيد، وقد وثق النقاد حميدا، وأما الإمام أحمد بن حنبل فقال: ليس بالقوي. ولعله يريد مقارنة حميد بن قيس مع من في طبقته من أجلاء أصحاب مجاهد، وأنه لم يصل إلى مرتبة القوي الثبت، وبمثل هذا قال بعض المتقدمين. وقد قال ابن عدي: لا بأس بحديثه، إنما يؤتى مما يقع في حديثه من الإنكار من جهة من يروي عنه. فمن هنا عرفنا رجحان قول جمهور العلماء في توثيق حميد. الله أعلم

5. عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن المعروف بربيعة الرأي عن عبد الله بن عمر في مجيئه إلى المسجد وقد صلى الناس المكتوبة. وهذا الأثر منقطع، لأن ربيعة الرأي لم يلق ابن عمر.

6. عن زياد بن سعد عن عمرو بن مسلم عن طاوس اليماني قال: سمعت عبد الله بن عمر: يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل شيء بقدر حتى العجز والكيس. وهذا الحديث في إسناده راو مختلف فيه، وهو عمرو بن مسلم، فقد قال أحمد بن حنبل: ضعيف، وقال مرة: ليس بذاك. وقال ابن معين: لا بأس به، ومرة: ليس بالقوي. وقال عبد الله بن أحمد لابن معين: عمرو بن مسلم أضعف أو هشام بن حجير، فضعف عمرو أو قال: هشام أحب إلي. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال ابن عدي: ليس له حديث منكر جدا. وقال الساجي: صدوق يهم. وقال ابن خراش وابن حزم: ليس بشيء. فيُفهم من مجموع هذه الأقوال بأن لعمرو أحاديث يهم فيها، ولكنه في نفسه ثقة، فأحسن حاله في الحديث أن يكون مترددا بين الحسن والضعف. والله أعلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير