تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل كل كلام النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم: وحي يوحى؟]

ـ[أبو فارس المصباحي]ــــــــ[16 - 10 - 09, 12:31 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله ..

[هل كل كلام النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم: وحي يوحى؟]

أرجو التوضيح

ـ[أبو المعالي القنيطري]ــــــــ[16 - 10 - 09, 03:02 ص]ـ

قوله تعالى: "وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى)، كلام مطلق يحتاج إلى تقييد، وتقييده يكون بالكلام الذي يكون في باب التشريع فقط فهو الوحي، أما غيره من كلام الدنيا وأمورها فليس بوحي، إذ لو كان وحيا لما جاز أن يخطئ فيه، كما وقع في تأبير النخل، في الحديث الذي رواه مسلم من حديث أَنَسٍ: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِقَوْمٍ يُلَقِّحُونَ فَقَالَ لَوْ لَمْ تَفْعَلُوا لَصَلُحَ قَالَ فَخَرَجَ شِيصًا فَمَرَّ بِهِمْ فَقَالَ مَا لِنَخْلِكُمْ قَالُوا قُلْتَ كَذَا وَكَذَا قَالَ أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِأَمْرِ دُنْيَاكُمْ".

وما وقع أيضا في أسرى بدر أيضا، حين عاتب الله نبيه، وهذا استقراء لكثير من النصوص الشرعية و الاحاديث النبوية, ولذلك فان الصحابة الكرام رضي الله عنهم كانوا من أفهم الخلق لمدلول العصمة النبوية, فلم يرد أمر ناقشوه فيه الا بعد سؤالهم له: أذلك وحي يا رسول الله أم هو الرأي والمشورة؟ فإن قال لهم وحي سكتوا لأنهم عرفوا أنه ليس من عنده، وان قال لهم بل هو الرأي والمشورة، تناقشوا معه وربما اتبع رأيهم كما في بدر وأحد والخندق.

وقد كان عليه الصلاة السلام يقرهم في كثير من تصحيحهم له.

فقد ورد في سيرة ابن هشام (انه عليه السلام حين نزل عند ادنى ماء من بدرلم يرض الحباب بن المنذر بهذا المنزل, وقال للرسول صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله ارأيت هذا المنزل امنزلا انزلكه الله ليس لنا ان نتقدمه ولا نتأخرعنه. ام هو الرأي والحرب والمكيدة؟ قال: بل هو الرأي والحرب والمكيدة, فقال: يا رسول الله فان هذا ليس بمنزل فانهض بالناس حتى نأتي ادنى ماء من القوم فننزله ثم نغور ما وراءه من القلب ثم نبني عليه حوضا فنملؤه ماء ثم نقاتل القوم فنشرب ولا يشربون, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد اشرت بالرأي, فنهض رسول الله ومن معه من الناس)

فالرسول صلى الله عليه وسلم استمع الى قول الحباب وتبع رأيه. والله أعلم.

ـ[أبو فارس المصباحي]ــــــــ[16 - 10 - 09, 03:50 م]ـ

قوله تعالى: "وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى)، كلام مطلق يحتاج إلى تقييد، وتقييده يكون بالكلام الذي يكون في باب التشريع فقط فهو الوحي، أما غيره من كلام الدنيا وأمورها فليس بوحي، إذ لو كان وحيا لما جاز أن يخطئ فيه، كما وقع في تأبير النخل، في الحديث الذي رواه مسلم من حديث أَنَسٍ: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِقَوْمٍ يُلَقِّحُونَ فَقَالَ لَوْ لَمْ تَفْعَلُوا لَصَلُحَ قَالَ فَخَرَجَ شِيصًا فَمَرَّ بِهِمْ فَقَالَ مَا لِنَخْلِكُمْ قَالُوا قُلْتَ كَذَا وَكَذَا قَالَ أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِأَمْرِ دُنْيَاكُمْ".

وما وقع أيضا في أسرى بدر أيضا، حين عاتب الله نبيه، وهذا استقراء لكثير من النصوص الشرعية و الاحاديث النبوية, ولذلك فان الصحابة الكرام رضي الله عنهم كانوا من أفهم الخلق لمدلول العصمة النبوية, فلم يرد أمر ناقشوه فيه الا بعد سؤالهم له: أذلك وحي يا رسول الله أم هو الرأي والمشورة؟ فإن قال لهم وحي سكتوا لأنهم عرفوا أنه ليس من عنده، وان قال لهم بل هو الرأي والمشورة، تناقشوا معه وربما اتبع رأيهم كما في بدر وأحد والخندق.

وقد كان عليه الصلاة السلام يقرهم في كثير من تصحيحهم له.

فقد ورد في سيرة ابن هشام (انه عليه السلام حين نزل عند ادنى ماء من بدرلم يرض الحباب بن المنذر بهذا المنزل, وقال للرسول صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله ارأيت هذا المنزل امنزلا انزلكه الله ليس لنا ان نتقدمه ولا نتأخرعنه. ام هو الرأي والحرب والمكيدة؟ قال: بل هو الرأي والحرب والمكيدة, فقال: يا رسول الله فان هذا ليس بمنزل فانهض بالناس حتى نأتي ادنى ماء من القوم فننزله ثم نغور ما وراءه من القلب ثم نبني عليه حوضا فنملؤه ماء ثم نقاتل القوم فنشرب ولا يشربون, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد اشرت بالرأي, فنهض رسول الله ومن معه من الناس)

فالرسول صلى الله عليه وسلم استمع الى قول الحباب وتبع رأيه. والله أعلم.

كلامٌ أكثر من رائع ...

هل يدل هذا على أن ماقاله النبي في الأمور الدنيوية كـ الحروب والزراعة ليست تشريعات .. وإنما التشريع ما يكون فقط في فروض الإسلام والمناسك والعقيدة فقط؟

ـ[أبو المعالي القنيطري]ــــــــ[16 - 10 - 09, 04:41 م]ـ

السلام عليكم

أخي الكريم -بارك الله فيك ورضي عنك-

ما قاله النبي في الأمور الدنيوية كـ الحروب والزراعة لا تعتبر تشريعات إلا إذا كانت قرينة تدل على دخوله في التشريع، وإلا فالأمر على إطلاقه، والحكمة من ذلك -أي من تردده في الأمور الدنيوية- بيان بشريته صلى الله عليه وسلم، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: "إنما أنا بشر أنسى كما تنسون"، فلو جاز في حقه صلى الله عليه وسلم أن لا يخطئ لجاز في حقه أيضا أن لا ينسى، وهذا من طبيعة البشر، لكن أمور الشرع معصوم فيها النبي صلى الله عليه وسلم.

لكن بعض الأمور الدنيوية، رغم أنها دنيوية، أحيانا تقترن بها أمور شرعية، مثلا: الحروب فهي مسألة دنيوية، لكن فيها آداب شرعية، وأحكام فقهية، من حيث صلاة الخوف، أو قضيايا الأسرى والغنائم، أو آداب الكر والهجوم، ...

فالأمور الدنيوية على إطلاقها أي أنها دنيوية، ما لم تأت قرينة تربطها بالتشريع. والله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير