تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[قول أبي حاتم: "لا يجيء"!]

ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[08 - 08 - 10, 08:39 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

مِن العبارات التي كان يستخدمها أبو حاتم في نقده للأسانيد قوله: ((فلان عن فلان لا يجيء))، ويعني بها أنّ هذا الراوي لم يكن من تلاميذ هذا الشيخ ولم يُحدِّث عنه. وفي هذا دلالة على وقوع خطأ في إسناد الحديث.

ومِن أمثلة ذلك في علل ابن أبي حاتم:

- الحسن عن أبي أمامة لا يجيء. [س570]

- الحسن البصري عن سهل بن الحنظلية لا يجيء. [س926]

- سماك عن عائشة بنت طلحة لا يجيء. [س711]

- أبو قلابة عن أبي الشعثاء لا يجيء. [س839]

- أبو سلمة عن ثوبان لا يجيء. [س1078]

- عبادة بن نسي عن أبي موسى لا يجيء. [س1284]

- الزهري عن أبي حازم لا يجيء. [س1968]

- الزهري عن أبان بن عثمان لا يجيء. [س2602]

قلتُ: ومِمَّا وقفتُ عليه استقراءً:

- إبراهيم بن طهمان عن ابن أبي ذئب لا يجيء

- إسماعيل بن أمية عن أيوب بن خالد لا يجيء

فهل لدى الإخوة ما يساهمون به في هذا الموضوع؟

ـ[هادي آل غانم]ــــــــ[08 - 08 - 10, 10:09 م]ـ

وكذلك من أمثلته عند ابن أبي حاتم:

ــ واصل عن أبي قلابة لا يجيء (س 1117)

ــ سعبد بن المسيب عن سراقة لا يجيء (س 2117)

ــ عاصم عن عبيدة السلماني لا يجيء (س 2350)

والله الموفق

ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[08 - 08 - 10, 10:15 م]ـ

الظاهر أنه قصد الانقطاع بين الراويين

ـ[أبو محمد الشربيني]ــــــــ[08 - 08 - 10, 11:54 م]ـ

جزاك الله خير الجزاء، ونفعك بعلمك، ونفع به،

ولو أتبع النص بتفسير من الأئمة لكان أفضل

مثال: رواية عبادة بن نسي عن أبي موسى

قال العلائي في جامع التحصيل: عبادة بن نسي روى عن معاذ وأبي الدرداء وعبادة بن الصامت وجماعة غيرهم وأكثر من ذلك مراسيل، وقال البخاري في حديثه عن أبي سعيد الخير أراه مرسلا لم يسمع منه ذكره الترمذي في العلل وأنكر أبو حاتم روايته عن أبي موسى الأشعري وقال لا يجيء.

ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[09 - 08 - 10, 12:36 ص]ـ

الكرام .. هادي آل غانم، أبو العز النجدي، أبو محمد الشربيني ..

جزاكم الله خيراً على الإضافة. ونعم العبارة دالة على الانقطاع لعدم رواية هذا الراوي عن ذاك الشيخ.

ـ[صلاح الزيات]ــــــــ[15 - 08 - 10, 04:14 م]ـ

هذا الذي يعبر عنه بـ (الخروج عن نظام الأسانيد) كما سماه فضيلة شيخنا سعد الحميد فيما أذكر، وهو أشبه ما يكون بكسر معهود الإسناد.

ومن النصوص فيه أيضاً:

ما ذكره ابن أبي حاتم 1/ 921: قال أَبُو مُحَمَّد: ذكرت لأبي، فقلت سمعت يونس بْن حبيب، قَالَ: ذكرت لعلي بْن المديني حديثًا حَدَّثَنَا بِهِ مُحَمَّد بْن كثير المصيصي، عَن الأوزاعي، عَن قتادة، عَن أَنَس، قَالَ: نظر النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم إِلَى أَبِي بكر وعمر، فقال: هذان سيدا كهول أهل الجنة فقَالَ علي: كنت أشتهي أن أرى هذا الشيخ، فالآن لا أحب أن أراه.

فقال أَبِي: صدق، فإن قتادة عَن أَنَس لا يجيء هذا المتن.

ومما يدل على دروج استعمالها عندهم أيضاً القصة المشهورة لأبي زرعة الرازي مع أحد طلاب الحديث، وللطافتها أسوقها كاملة للفائدة؛ فيقول أبو زرعة فيها: سمعتُ أبا زُرْعةَ يقولُ:

سَمعتُ مِنْ بعضِ المشايخِ أحَادِيثَ فَسَألني رَجُلٌ مِنْ أصحابِ الحَدِيثِ فَأعطيتُهُ كِتَابي فردَّ علىّ الكِتابَ بَعدَ ستةِ أشهرٍ فَأنظرُ في الكِتابِ فَإذا إنّهُ قدْ غَيّرَ سبعةَ مَوَاضع.

قَالَ أبو زُرْعةَ: فَأخذتُ الكِتابَ وَصرتُ إلى عندهِ، فَقلتُ: ألا تَتَقى اللهَ تَفْعلُ مِثلَ هذا!.

قَالَ أبو زُرْعةَ: فَأوْقفتُه عَلى مَوْضعٍ مَوْضعٍ، وَأخبرتُهُ، وَقلتُ لهُ:

أمَّا هَذا الذي غَيّرتَ فإنّهُ هذا الذي جَعَلتَ عَنْ ابنِ أبى فُدَيك فإنّهُ عَنْ أبى ضَمْرةَ مَشْهور، وَليسَ هَذا مِنْ حَدِيثِ ابنِ أبى فُدَيك، و أمَّا هَذا فإنّهُ كَذا وكَذا فإنّهُ لا يجيء عَنْ فُلاَن، وَإنَّمَا هَذا كَذا فَلمْ أزلْ أُخْبرهُ حَتى أوْقفتُهُ عَلى كُلِّهِ.

ثُمّ قُلْتُ لَهُ: فإني حَفظتُ جَميعَ مَا فيهِ في الوقتِ الذي انتخبتُ عَلى الشيخِ، وَلو لم أحْفظهُ لَكَانَ لاَ يَخْفى عَلىّ مِثلَ هَذا فاتقِ اللهَ عز وجل يا رجل!.

قَالَ أبو مُحمّد فَقلتُ لَهُ: مَنْ ذَلكَ الرّجل الذي فَعَلَ هَذا؟

فَأبى أنْ يُسميَهُ.

وفي هذا المعنى يقول الشيخ طارق عوض الله في كتاب الإرشادات172: (المتابعة .. وما لا يجيء ... قد تجيء متابعة من راو لآخر عن شيخ من الشيوخ، فيرى أهل العلم أن هذه المتابعة خطأ، والصواب أن الحديث حديث الرجل الأول؛ وهذا تقدم التنبيه عليه. لكن؛ أحياناً يستدل أئمة الحديث على عدم صحة هذه المتابعة بغرابة الإسناد، من حيث أن رواية هذا المتابع عن هذا الشيخ لا تعرف، ولا تجيء في الأحاديث، فيقولون في إعلال مثل ذلك: " فلان عن فلان لا يجيء "، أو " فلان لا يُعرف بالأخذ عن فلان " ونحو هذا. ويقوي الإعلال بذلك؛ حيث يكون هذا الراوي المتابع مشهوراً، معروفاً بكثرة الحديث والأصحاب، ثم لا يجيء روايته عن هذا الشيخ إلا من طريق غريبة، يتفرد بها من ليس معروفاً بالحفظ، أو ليس من أصحابه الملازمين له، والعارفين بحديثه).

وفي لسان المحدثين يقول مؤلفه -سلمه الله-: (كان من تعابيرهم في نقد الأسانيد التي يستنكرونها أو الغريبة التي لا يعرفونها ولم يسمعوا بها ويقطعون أو يظنون أنها قد وقع فيها خطأ أو تركيب أن يقولوا: فلان عن فلان لا يجيء؛ أي أن فلاناً لا يعرف له رواية عن فلان).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير