[ملخص رسالة الدكتوراة منهج الشيخ الألباني في تعليل الأحاديث]
ـ[محمد ابوعبده]ــــــــ[09 - 11 - 10, 07:08 م]ـ
الإخوة الفضلاء حياكم الله جميعا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت قد وعدتكم بوضع ملخص لرسالة الدكتوراة التي تقدمت بها للجامعة الأردنية بعنوان منهج الشيخ الألباني في تعليل الأحاديث النبوية، وها أنا أوفي بما وعدت لعل الله تعالى ينفع بما كتبت سائلا منكم الدعاء والنصح وتقديم الملاحظات وبارك الله فيكم.
المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، فإن أصدق الحديث كلام الله تعالى، وأفضل الهَدْي هَدْي محمد صلى الله عليه وسلم، وإن شر الأمور مُحدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. أما بعد:
فإن علم الحديث النبوي ما زال متصدراً كل العلوم الشرعية لأهميته، فهو البناء المتين والأساس المكين لها، ومِنْ غير ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم تضطرب الأفهام وتختلف الأحكام، لذلك قعّد علماء الحديث قواعد لحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ووضعوا ضوابط للأخذ منه، ومن هذه القواعد: علم علل الحديث، الذي يعتبر أوعر مسالك العلوم الحديثية لخطورته ودقة مباحثه، ومن هنا فلم يُبَرِّز فيه إلا أفراد قليلون من أهل الشأن من المتقدمين كعلي بن المديني والبخاري والترمذي والدارقطني وغيرهم، ومِن المتأخرين برز العراقي وابن حجر، وفي هذا العصر لم يبرز إلا ندرة العلماء وعلى رأسهم الشيخ محمد ناصر الدين الألباني الذي عاش في عصر غير عصره، ودخل معترك ما لم يدخله غيره، فأحيا ما أوشك على الإنقراض – وأقصد علم العلل – فلم يجاريه فيه أحد، ولم يُطِل فيه النفس غيره، فأبدع فيه وكان بحق المتفرد فيه بين أقرانه.
ولكنه – ونتيجة للضعف البشري – تعرض للوقوع لأخطاء ما نجا منها أحد من كبار العلماء، وهذا أمر طبيعي، فالإنسان يصيب ويخطئ، وكفى بالمرء نبلاً أن تعد معايبه، وهذا لا يُنقص من مكانة الشيخ العلمية، بجانب الجهد الكبير الذي بذله في خدمة السنة النبوية المطهرة.
فقد لاقى الشيخ من خصومه هجوماً عنيفا من أجلها، ونسوا جهود الشيخ الكبيرة في خدمة السنة النبوية، فالعدل والإنصاف يقتضيان بأن ننظر إلى حسنات وجهود كل عالم ونبرزها، لا أن نسلط الضوء على أخطاء ليس معصوماً منها أحد فنبرزها.
وقد بدأت فكرة هذا البحث (التعليل عند الشيخ الألباني) تنمو عندي في سنة (1996) – في مرحلة الماجستير -، وقد أردت أن أكتب حول موضوع (الشيخ الألباني محدثا)، ولكن بعض الإخوة صرفني عنه لأسباب!!، ثم بقيت الفكرة حتى هذا الوقت فطرحتها على رئيس قسم أصول الدين فضيلة الدكتور عبد الكريم الوريكات، وعلى مشرفي الفاضل الأستاذ الدكتور باسم الجوابرة فشجعاني عليها ومضيت قُدُماً فيها. فأبصرت النور والحمد لله على توفيقه.
وقد كان الباعث الأهم على إبراز هذا الموضوع، ما كان يُثار حول الشيخ الألباني في أثناء المحاضرات من نقاشات، أو ما كان يتداوله الناس على صفحات الشبكة الإلكترونية، فكان البعض يخوض فيها دون علم مسبق، سوى ما كانت تتناقله الألسنة عن الشيخ الألباني، فمِن مُصيب ومِن مخطئ – بين مُقْسِط ومُجحِْف -. والبعض الآخر يخوض عن علم – بمكانة الشيخ - ولكن بلسان ناقم عليه. فكنت أبحث عن الإنصاف فلم أجده!!
وفي مرحلة إعداد هذه الرسالة بصُرت بما لم يبصره الآخرون، وأحطت بما لم يحط به الآخرون من جهود الشيخ وفضله في علم العلل وخدمة السنة النبوية، فأزلت كثيراً من الشبهات التي أُلصِقت بالشيخ ووقفت على أخطاء تُغتفر وتُناقش والمجال فيها واسع – فهذا أول بحث من نوعه يتناول مسائل – التعليل عند الشيخ الألباني - ولعله يسد ثغرة في المكتبة الإسلامية.
¥