[إصلاح غلط اللسان فى أحاديث سيد ولد عدنان]
ـ[محمد المناوى]ــــــــ[31 - 10 - 10, 02:19 ص]ـ
مقدمة عن اللغة العربية وأهميتها
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
فإن إصلاح كلام المرء ولغته أمر مهم خاصة فى هذا الزمان الذى انتشرت فيه العجمة وغيبت العربية واستثقلها الناس
حتى بعض طلبة العلم بدعوى أن الناس لا يفهمون العربية!!!!!!
إن تغييب اللغة العربية مخطط قديم من أعداء الإسلام لهدم هذا الدين وأنى لهم ذلك؟!!
لذلك قال شيخ الاسلام فى اقتضاء الصراط المستقيم:فإن اللسان العربي شعار الإسلام وأهله، واللغات من أعظم شعائر الأمم التي بها يتميزون، ولهذا كان كثير من الفقهاء أو أكثرهم يكرهون في الأدعية التي في الصلاة والذكر: أن يدعى الله أو يذكر بغير العربية ا. هـ
وقال أيضا:
وأما اعتياد الخطاب بغير اللغة العربية - التي هي شعار الإسلام ولغة القرآن - حتى يصير ذلك عادة للمصر وأهله، أو لأهل الدار، أو للرجل مع صاحبه، أو لأهل السوق، أو للأمراء، أو لأهل الديوان، أو لأهل الفقه، فلا ريب أن هذا مكروه فإنه من التشبه بالأعاجم، وهو مكروه كما تقدم.ولهذا كان المسلمون المتقدمون لما سكنوا أرض الشام ومصر، ولغة أهلهما رومية، وأرض العراق وخراسان ولغة أهلهما فارسية، وأهل المغرب، ولغة أهلها بربرية عودوا أهل هذه البلاد العربية، حتى غلبت على أهل هذه الأمصار: مسلمهم وكافرهم، وهكذا كانت خراسان قديما.ثم إنهم تساهلوا في أمر اللغة، واعتادوا الخطاب بالفارسية، حتى غلبت عليهم وصارت العربية مهجورة عند كثير منهم، ولا ريب أن هذا مكروه،
وإنما الطريق الحسن اعتياد الخطاب بالعربية، حتى يتلقنها الصغار في المكاتب وفي الدور فيظهر شعار الإسلام وأهله، ويكون ذلك أسهل على أهل الإسلام في فقه معاني الكتاب والسنة وكلام السلف، بخلاف من اعتاد لغة، ثم أراد أن ينتقل إلى أخرى فإنه يصعب.
واعلم أن اعتياد اللغة يؤثر في العقل، والخلق، والدين تأثيرا قويا بينا، ويؤثر أيضا في مشابهة صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين، ومشابهتهم تزيد العقل والدين والخلق.
وأيضا فإن نفس اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرض واجب، فإن فهم الكتاب والسنة فرض، ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.ثم منها ما هو واجب على الأعيان، ومنها ما هو واجب على الكفاية ا. ه
وأقول يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون
فإن هذه اللغة محفوظة كما أن الدين محفوظ حيث هى التى يفهم بها القرآن والسنة
إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له حافظون
هذه مقدمة يسيرة عن أهمية اللغة العربية وإلا فالحديث يطول فى الحديث عن العربية والجناية التى عليها والمخططات التى ضدها
والكلام عن هذا الأمر ذو شجون، لكن المقصد من هذا الموضوع ذكر بعض الكلمات الحديثية التى يخطىء البعض فى نطقها فى الأحاديث والآثار وربما خطأه هذا يحيل المعنى وقد يخفى ذلك على الكثير
وكما قال السيوطى ولكن لغة العرب متسعة جداً ولا يبعد أن تخفى على الأكابر الأجلة
و قال الشافعي في الرسالة: "ولسان العرب أوسع الألسنة مذهبًا، وأكثرها ألفاظًا، ولا نعلمه يحيط بجميع علمه إنسان غير نبي، ولكن لا يذهب منه شيء على عامتها حتى لا يكون موجودًا فيها من يعرفه. والعلم به عند العرب كالعلم بالسنة عند أهل الفقه: لا نعلم رجلاً جمع السنن فلم يذهب منها عليه شيء ".
وفى موضوعى هذا سأذكر بعد الكلمات التى قد يخطىء البعض فى نطقها (وكنت ممن يخطىء فيها) وضبطها الصحيح
وقد اهتم العلماء قديما وحديثا بهذا الأمر ألا وهو ضبط الحديث والتصحيف وبيان الغلط الذى قد يقع فيه المرء فى رواية أوقراءة الحديث
ومثال ذلك كتاب إصلاح غلط المحدثين للإمام الخطابى وتصحيفات المحدثين للعسكرى وغيرهما
وكان يقال لا تأخذوا القرآن من مصحفىّ ولا العلم من صَحَفى
وقيل:
من يأخذ العلم عن شيخ مشافهة .... يكن من الزيف والتصحيف فى حرم
ومن يكن آخذا للعلم من صحف .... فعلمه عند اهل العلم كالعدم
وأبدأ فى ذكربعض الأمثلة وأرجو معاونة الإخوة
قوله صلى الله عليه وسلم: " لخُلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك "
الخلوف: بضم الخاء وليس بفتحها على الصحيح
قال ابن حجر رحمه الله فى الفتح (ج125/ 4):بضم المعجمة واللام وسكون الواو بعدها فاء. قال عياض: هذه الرواية الصحيحة، وبعض الشيوخ يقوله بفتح الخاء، قال الخطابي: وهو خطأ
قال ابن الجوزى فى كشف المشكل من حديث الصحيحن:وكثير من أصحاب الحديث يقولون ولخلوف بفتح الخاء وهو غلط لأن الخلوف هو الذي بعد وتخلف
قوله صلى الله عليه وسلم لابنة الجون (لقد عذت بمَعَاذٍ)
البعض ينطقها بمعاذ بالضم وهذا خطأ والصواب بمَعاذ بفتح الميم
قال ابن حجر فى الفتح (ج411/ 9 ط دار الحديث): (قد عذت بمعاذ) هو بفتح الميم ما يستعاذ به، أو اسم مكان العوذ، والتنوين فيه للتعظيم
قول ابن عمر أحلت لنا ميتتان و دمان، فأما الميتتان: فالحوت و الجراد، و أما الدمان، فالكبد و الطِحال
الطِحال بكسر الطاء ككتاب قاله الصنعانى فى سبل السلام (ج36/ 1ط دار الحديث)
محمد بن يسرى المناوى
يتبع
¥