[قراءة لحديث: (لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة)]
ـ[عزالدين المعيار الإدريسي]ــــــــ[14 - 09 - 10, 03:59 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
روى الإمام مسلم بن الحجاج في الصحيح قال: حدثنا يحيى بن يحيى قال: أخبرنا هشيم عن داود بن أبي هند عن أبي عثمان عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة "
عن هذا الحديث تأتي هده الحلقات لتتناوله من خلال مقدمة و مبحثين أولهما من حيث الصناعة، و أهم ما قاله العلماء في مفرداته و معناه، و ثانيهما عن فضل لزوم مذهب أهل السنة و الجماعة، و خاتمة في فقه الحديث وآفاق المستقبل، منتظرا من الإخوة الكرام التجاوب مع الموضوع بما يغنيه ...
و الله ولي التوفيق
ـ[عزالدين المعيار الإدريسي]ــــــــ[15 - 09 - 10, 02:55 ص]ـ
أوتي النبي صلى الله عليه وسلم جوامع الكلم، و أطلعه الله تعالى على غيوب مما كان و ما يكون إلى قيام الساعة، و هذا شيء معلوم ضرورة، مقطوع به لأهل العلم و الإيمان، مقطوع به عند أهل المعرفة و الإتقان
يقول الله تعالى: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول} [الجن: 26]
و حديث أهل الغرب من أعلام نبوته صلى الله عليه و سلم، و هو إخباره باشيء قبل وقوعه، و الأحاديث في هذا الباب، بحر لا يدرك قعره، و لا ينزف غمره على حد تعبير أبي الفضل عياض رحمه الله
ـ[عزالدين المعيار الإدريسي]ــــــــ[15 - 09 - 10, 03:37 ص]ـ
المبحث الأول: الحلقة الأولى:
أخرج هذا الحديث مسلم في الصحيح في كتاب الإمارة باب قوله صلى الله عليه و سلم " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم حتى ياتي أمر الله و هم كذلك"
و في آخر الباب ساق حديث أهل الغرب، في إطار ما يعرف عند علماء الحديث بالشواهد، و يقصدون بها وبالمتابعات، تلك الأحاديث التي يؤتى بها لتقوية حديث الباب كما هو الشأن هنا، و قد يتساهل فيها غير الشيخين، لأن الاعتماد على الأصل الصحيح لا عليها
و تفرد مسلم بالنسبة للبخاري بلفظ "أهل الغرب " و نظم ذلك العلامة المحدث محمد المدني بن الحسني فقال من قصيدة طويلة:
فليس تزال طائفة بغرب. . . بفضل الله قائمة السنام
كما جاء الحديث بذا صريحا. . . عن المختار مولانا التهامي
فمسلم في الصحيح روى فأضحى. . . صحيحا عندنا دون اتهام
و جاء الحديث بلفظ "أهل المغرب" عند غير مسلم، رواه بذلك عدد من كبار المحدثين حسب ما نقل عنهم أو وصل إلينا في كتبهم كالحافظ بقي بن مخلد، و أبي العرب التميمي الإفريفي و الحافظين الدارقطني و أبي ذر الهروي
كما رواه بهذا اللفظ أبو نعيم في الحلية، و قال: حديث مشهور رواه عن داود الأئمة، منهم شعبة و ابن عيينة.
و أورده بهذا اللفظ كذلك السيوطي في الدر المنثور معزوا إلى مسلم، و صاحب كنز العمال باللفظين من غير عزو.
و بلفظ المغرب معزوا إلى مسلم، و غير معزو إليه ذكره عدد من المحدثين و الفقهاء و الإخباريين من أهل العلم
ـ[عزالدين المعيار الإدريسي]ــــــــ[16 - 09 - 10, 12:24 ص]ـ
المبحث الأول: الحلقة الثانية
تكلمنا في الحلقة السابقة على الحديث من حيث التخريج و المظان،و نتحدث عنه في هذه الحلقة من حيث سنده الذي فيه على مستوى المصطلح:
أولا: قوله: "حدثنا" و "أخبرنا " و مذهب مسلم التمييز بينهما، فحدثنا لا يجوز إطلاقه إلا لما سمعه من لفظ الشيخ، و هو مذهب جمهور المحدثين.
ثانيا: العنعنة و هي رواية الحديث بصيغة: فلان عن فلان من غير بيان للتحديث و الإخبار والسماع، و مذهب جماهير أهل الحديث و الفقه و الأصول، أنه متصل بشرط أن لا يكون المعنعن مدلسا، و بشرط ثبوت اللقاء بين الراوي و المروي عنه بالعنعنة
و رد مسلم هذا الشرط و اكتفى بثبوت المعاصرة، و إمكان اللقاء بينهما، كما صرح بذلك في مقدمة الصحيح.
على أن ما كان في الصحيحين عن المدلسن بعن محمول على ثبوت السماع من جهة أخرى أو منزل بمنزلة السماع.
ثالثا: الحديث المرفوع: و هو ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه و سلم قولا أو فعلا أو تقريرا، أضافه إليه صحابي أو تابعي أو من بعدهما إلى اليوم بغض النظر عن اتصال إسناده أو عدمه، و اشتط الخطيب رفع الصاحب
قال العراقي:
¥