ـ[الدكتور فتح الرحمن]ــــــــ[22 - 09 - 10, 09:04 م]ـ
الأخ أبو محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كفيت جزاك الله خيراً
قولك: (نعم قد لا يستلزم من قول النقَّاد أنَّ هذه الرواية:" كذب ". أن يكون فيها كذاب، أو وضَّاع، بل قد يطلق الأئمة النقَّاد على رواية ما بأنَّها كذب، وهم يقصدون أنَّها خطأ، أو وهم، ولا يقصدون أنَّ فيها كذاب، فهذا معلوم معروف من عمل النقَّاد رحمهم الله تعالى).
هناك عدد من الرواة ذكروا في الكذابين، وعلتهم من جهة الغفلة. مثل: عباد بن كثير الثقفي.
فقد أخرج ابن عدي في " الكامل " (5/ 538):
قال أبو طالب: سمعت أحمد بن حنبل يقول: "عباد بن كثير أسوأهم حالاً"، قلت: كان له هوى؟ قال: "لا، ولكن روى أحاديث كذب لم يسمعها، وكان من أهل مكة، وكان رجلاً صالحاً"، قلت: كيف كان يروي ما لم يسمع؟ قال: "البلاء والغفلة".
ومثله ما جاء في تاريخ يحيى بن معين (النص: 5270)، في عطاء بن عجلان العطار:
قال يحيى بن معين: "لم يكن بشيء، وكان يوضع له الحديث: حديث الأعمش، عن أبي معاوية الضريرة غيره، فيحدث بها.
وبهذا رُبَّما يذكر الراوي ضمن الوضاعين والكذابين بسبب غفلته كما جاء في الجرح والتعديل (4/ 1/82) في محمد بن ميمون الخياط المكي:
قال أبو حاتم الرازي: كان أمياً مغفلاً، ذكر لي أنه روى عن أبي سعيد مولى بني هاشم عن شعبة حديثاً باطلاً، وما أُبعِد أن يكون وُضِع للشيخ؛ فإنه كان أمياً.
ذكرتُ هذا تأكيداً لقولك السابق، جزاك الله خيراً.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
ـ[التلميذ]ــــــــ[23 - 09 - 10, 02:38 م]ـ
من مشاهير الرواة واختلاف أهل العلم فيه مشهور أيضًا، وهذا بيانه:
أقول المعدلين:
نُقل عن أحمد، وابن معين، والبخاري ما يدل على أنهم يوثِّقونه، ونُقل عنهم غير ذلك، مما يدل على نوع توقف، أو رجوع عن التوثيق:
فأما عن أحمد فقد نقل ابن شاهين في ثقاته عن أحمد قوله: " لا يزال بالري علم ما دام بها محمد بن حميد - يعني الرازي - حيا ".
وقال عبد الله بن أحمد: قدم علينا محمد بن حميد - يعني الرازي - وكان أبي بالعسكر؛ فلما خرج قدم أبي، وكان أصحابه يسألونه عن ابن حميد، فقال لي: ما لهؤلاء يسألوني عن ابن حميد؟ قلت: قدم ها هنا فحدثهم بأحاديث لا يعرفونها قال لي: كتبتَ عنه؟ قلت: نعم كتبت عنه جزءاً، قال: اعرض علي؛ فعرضتها عليه؛ فقال: " أما حديثه عن ابن المبارك، وجرير فهو صحيح، وأما حديثه عن أهل الرَّي فهو أعلم ".
وقيل لمحمد بن يحيى الذهلي: ما تقول في محمد بن حميد؟ فقال: ألا تراني أحدِّث عنه!
وقال ابن شاهين أيضاً: سئل يحيى بن معين عن محمد بن حميد الرازي، فقال: ثقة ليس به بأس، ذا رأي كيّس.
وفي سؤالات ابن الجُنيد روى عن ابن معين قوله فيه: " ثقة، وهذه الأحاديث التي يُحدّثُ بها ليس هو مِن قِبَله، إنما هو مِن قِبَل الشيوخ الذين يحدّث عنهم ".
وقال جعفر بن أبي عثمان الطيالسي: " ابن حُميد ثقة، كتب عنه يحيى، وروى عنه ".
وقال الخليلي: " كان حافظا عالما بهذا الشأن رضيه أحمد ويحيى ".
وقد رُوي عن أبي زرعة الرازي قوله: " مَن فاته محمد بن حميد يحتاج أن ينزل في عشرة آلاف حديث ". وهذا ليس بتعديل له كما يظهر، وحكم أبي زرعة عليه آتٍ قريباً.
وقد صحح له الدارقطني في موضع من سننه يأتي موضعه في آخر الترجمة، وقال عنه في كتابه التصحيف:" حدثنا أحمد بن كامل القاضي، ثنا محمد بن جرير، قال قرأ علينا محمد بن حميد: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ} (الأنفال: من الآية 30) ". فقال يجرحوك مكان يخرجوك.
أقوال المجرِّحين:
طائفة من النُقاد من أئمة أهل الريّ - كأبي زرعة وأبي حاتم - جرّحوه جرحًا مُفَسَّراً (كإثبات أبي زرعة، وأبي حاتم، وإسحاق بن منصور الكوسج، وصالح بن محمد الأسدي، ومحمد لبن عيسى الدّامَغَانيّ، أنه يسرق الأحاديث فينسبها لنفسه) وهذا بيان ذلك:
رُوي عن أبي حاتم الرازي وجماعة من مشايخ أهل الري وحفاظهم؛ فذكروا ابن حميد؛ فأجمعوا على أنه ضعيف في الحديث جداً، وأنه يحدث بما لم يسمعه، وأنه يأخذ أحاديث أهل البصرة والكوفة فيحدث بها عن الرازيين.
¥