تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد تَنَاوَلْتُ هذه الدراسة من خلال تمهيد ومقدمة و ثلاثة فصول وخاتمة، فأما التمهيد فجعلته في مطلبين؛ الأول منهما فقد خصصته للحديث عن ترجمة الشيخ الألباني، والثاني تحدثت فيه عن أهم ما يتعلق بالعلة ومسائلها. وأما المقدمة فبينت فيها: أهمية هذه الدراسة وأهدافها والمشكلات التي واجهتني، ثم تحدثت عن الدراسات السابقة، والمنهجية العامة والخاصة التي سار عليها الباحث في إعداد هذه الدراسة.

ثم تحدثت في الفصل الأول عن العلل الناشئة عن عدم الاتصال، وقسمته إلى مبحثين؛ تكلمت في الأول منهما عن علل دفع السماع المتوهم وثبوته وبينت فيه أن هناك سماعات لبعض الرواة لم تثبت لهم فقام أهل النقد بنفيها– بالرغم من وجود صيغ السماع -، وهناك سماعات لرواة آخرين نُفِيَتْ عنهم فقام العلماء باستخدام القرائن لإثباتها لهم، ثم بينت أن الشيخ الألباني قد سار على منهج العلماء النقاد في هذه المسائل. وأما المبحث الثاني فتناولت فيه العلل الناشئة عن تعارض الوقف مع الرفع وعن تعارض الوصل مع الإرسال، وذكرت أشهر المسائل المتعلقة بهما، وما كان موقف الشيخ الألباني منها، حيث أنه استخدم قرائن الترجيح فيها ولم يخرج عن منهج أهل النقد والتعليل.

وأما الفصل الثاني - وكان مهماً للغاية لشهرته ودقته - فكان للحديث عن زيادات الرواة الثقات، وجعلته في ثلاثة مباحث، تحدثت في الأول منها عن زيادة الثقة واختلاف أهل النقد فيها ثم ذكرت رأي الشيخ الألباني فيها، وعرّجت فيه للحديث عن الشذوذ والنكارة عند الشيخ الألباني، ثم بينت مكانته بين أقسام أهل النقد الذين اختلفوا في هذه الزيادة (رفضا وقبولا). وفي المبحث الثاني تحدثت عن المزيد في متصل الأسانيد وأثبتّ أن الشيخ الألباني كانت له يد فيه حيث نفى ذلك عنه بعض المشتغلين بالحديث من الدكاترة الفضلاء. وفي المبحث الثالث تناولت موضوع الإدراج وخاصة ما كان منه في الإسناد، وكيف تعامل معه الشيخ الألباني.

وأما الفصل الثالث والأخير فتحدثت فيه عن العلل الناشئة عن الإبدال والتخليط، وأقصد ما كان يقع من الرواة من (تصحيف أو إبدال راوٍ براوٍ أو سلوك جادة أو طروء اختلاط)، ثم بينته منهج الشيخ الألباني في هذه المسائل.

ثم ختمت بأهم ما توصلت إليه من نتائج وتوصيات بناء على ما توصلت إليه في هذه الرسالة.

مشكلة الدراسة:

إن موضوع علم العلل خاض فيه الكثيرون من أهل العلم، فكان للمتقدمين من أئمتنا منهجا خاصا مستقلا بهم في ميدان العلل، وقد كُتب في ذلك المؤلفات والرسائل الجامعية العليا، ثم كان للمتأخرين من أئمتنا أيضا نصيبا من الدراسة لمناهجهم وطرقهم في ميدان العلل.

والمعاصرون – ممن اشتغل بعلم العلل وتبحر فيه – كالشيخ الألباني وغيره، قلّ ما وجدنا دراسة تتناول أحدهم.

وستحاول هذه الدراسة الإجابة عن أسئلة كثيرة أهمها:

1 - هل انفرد الشيخ الألباني عن المتقدمين والمتأخرين بطريقة دراسة الأحاديث النبوية الشريفة خاصة فيما يتعلق بعلم العلل

2 - ثار الجدل كثيرا بين علمائنا وعلى رأسهم الأساتذة الجامعيين الذين تلقى الباحث على أيديهم العلم، فقد كانوا بين موافق للشيخ في منهجه وبين مخالف له! وكان هذا سببا في نشوء الجدل بين الطلبة وانقسامهم، فأين يقف طالب العلم؟ هل يقف مع الموافقين للشيخ أم مع المخالفين؟ وهل نقبل بمنهج الشيخ أم لا نقبل؟

2 - ثم إن من أهم مسائل (التعليل) الاختلاف في الرفع والوقف والاختلاف في الوصل والإرسال، ومسائل: زيادة الثقة وإثبات السماع والتفرد والمخالفة والإدراج في المتن والوضع فيه مما ليس من مشكاة النبوة، وغيرها من المسائل. ومن خلال تتبع الباحث لهذه المسائل في كتب الشيخ الألباني، وجد أن للشيخ منهجا وطريقة متميزة تستحق الدراسة والبحث، فكيف تعامل الشيخ مع هذه المسائل؟

3 - ومن أهم مسائل التعليل في أحاديث الثقات؛ (مسألة السماع)، فهل كل سماع يحكم له بالاتصال؟ أم أن الإسناد قد يعل به بسبب الوهم أو غيره من المسائل المتعلقة بذلك؟ عند الشيخ الألباني؟

4 - وكذلك مسألة تفرد الثقة؛ فهل كلما انفرد الثقة يُقبل حديثه أم أن هذا يتبع لقواعد صارمة ودقيقة اتبعها العلماء؟ وهل نهج الشيخ الألباني المنهج الأول أم أنه استخدم طريقة القرائن في التعليل والترجيح؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير