تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو عبد الله ابن لهاوة]ــــــــ[11 - 06 - 10, 07:13 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

يا أخي يا أخي يا أخي والله إن قسوتي عليك هي من حبي لك في الله وحرصي عليك.

فأما النصيحة فقد علّقتها بشرط وأنت أعرف بحال نفسك.

يا أخي الكريم:

أنا سقطت قبلك لما صعدت السلّم بدون كمّام واقي فاعتبِر بي وصدّق كلامي قبل أن تعتبر بنفسك. ما رأيك الآن أنصفتك أم لا؟.

يا أخي الكريم:

هناك مادة اسمها التخريج ودراسة الأسانيد. وهناك مادة اسمها دراسة المتون والحكم على الحديث.

وبعض الناس يجعلها مادة واحدة لكن على درجات فالأمر واسع ولا مشاحة في الاصطلاح.

لكن مهما فعلنا فإن التخريج ودراسة الأسانيد غير دراسة المتون والحكم على الحديث.

ولو أن الألباني دمج المادتين لجاءت سلسلته في مئتي مجلد.

وسبب عدم قناعتك بجوابي هو أن المتون المخرّجة عند الاختلاف أو الاتفاق على نوعين؛ وكل نوع منها يتنوّع أيضاً.

فالنوع الأول: المطابقة.

والنوع الثاني: عدم المطابقة.

والمطابقة: ثلاثة أنواع مع اختلاف درجاتها.

فالأول: (أخرجه بلفظه).

والثاني: (أخرجه بنحوه).

والثالث: (أخرجه بمعناه).

ولا يلزم أن يذكر المُخرِّج هذه الألفاظ الثلاثة إن كان مقصده التخريج فقط.

أو لم تكن هناك اختلاف مؤثّرة.

ومن الاختلافات التي لا يلتفت إليها المُخَرِّجون:

تفسير الضمير.

فإنه لا يوجد اختلاف بين اللفظين إلا:

(كتاب الله وسنتي). و

(كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم).

وهذا لا يلتفتون إليه.

ولا يرد إشكالك بأنك تفهم إذا قال الألباني (وأخرجه مالك مرسلاً) أنه أخرج هذا اللفظ الأول.

وذلك لأن الضمير في (أخرجه) يعود على الحديث بمجموعه من دون النظر إلى الاختلافات غير المؤثرة.

ولا يعود على ذاك المتن الذي جعل التخريج تحته.

واعلم يا أخي أن من حُفَر العلم هو أن تظن أن العلماء يعاملون بعضهم بعضاً كما يتعامل المحامين في اتّباع الحرْفيّة المطلقة.

فتراهم لا يَقنعون إلا بأن يكون الأمر حرفيّاً بحذف الضمائر والتصريح بالفاعل والمفعول به.

فهذا ليس موجوداً في كتب العلماء لأن العلماء يؤلّفون الكتب ليحفظوا العلم.

ومنه قول القائل:

بأنه قول يحيى بن يحيى فلا يصح لي أن أقول قبله قال مالك.

ولو لم يستعجل وقرأ الكلام جيداً لعرف الأمر.

فإني قلت:

قال مالك.

ثم في آخر الكلام عدلت فقلت من رواية يحيى الليثي.

فكان عدولي دليلا على أن المقصود كلام مالك.

وقد قال الناظم:

وحذْفُ ما يُعلَمُ جائزٌ كما

تقولُ (زيدٌ) بعد (من عندكما).

ولأن العلماء لا يستحسنون إسقاط راوي الكتاب إلا إذا كان مجموعا من عدة روايات كما صنع ابن عبد البر في التمهيد.

بشرط ألّا يكون الراوي قد أسقط حقه في ذلك.

فلو لم أعدِلْ في كلامي لتوجّه علي ذلك.

وأعني بالعلماء المصنفين المتقدمين.

ألا تقرأ: قال الربيع قال الشافعي.

وقال حدثنا عبد الله حدثنا أبي.

وفي تفسير الطبري: حدثنا أبو جعفر. أحيانا.

وغير ذلك.

أما ذكري لكلام ابن عبد البر:

فأريد أن أقول لك بأن ابن عبد البر يذكر الاختلاف في النسخ بعد الحديث.

فأريد أن أقول لك بأن ابن عبد البر لم يتكلم عن هذا ومعناه أن الحديث صحيح عن مالك.

فأرجو أن يكون لك في هذا فائدة.

قال لنا الشيخ إبراهيم الصبيحي:

أنتم ضيوف على المحدثين لا زلتم.

فانظر إلى نفسك فيهم أضَيْفٌ أم صاحبُ بيت أم مشيِّدُ قصر؟.

وأسأل الله أن يعطيك من العلم ما تتمنى. ولكن على الأصول وبالأصول.

قال أيوب السختياني للخليل بن أحمد:

إذا أردت أن تعرف علم أستاذكَ فجالس غيره.

سأل طالبٌ الشيخ محمد الخضير أخا الشيخ عبد الكريم: كيف أطلب العلم؟.

فقال له:

إذا كان وجهك وجه مختصرات فلا تطلب العلم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[11 - 06 - 10, 07:51 م]ـ

لم أستعجل، وقرأت كل الكلام.

وربما استطاع المرء أن يوجد لنفسه ألف مخرج، ولكنه في حقيقة الأمر -لو تجرَّد- واقعٌ في لبُّ الغلط.

وقول القائل: (قال مالك: "وحدثني عن مالك") لا يجيء فيه "حذف ما يعلم"، وإنما هو تركيبةٌ ملفَّقةٌ لا معنى لها.

وكونك بيَّنت الأمر فيما بعد لا يعفيك من هذه التركيبة؛ التي لا أعلم لها منشأً سوى العجلة، واعتماد النسخ واللصق من البرامج الحاسوبية.

وكونهم "لا يستحسنون إسقاط راوي الكتاب" بعيدٌ عن محل النزاع، وليس فيه حجة، وإنما الكلام في تلك التركيبة، لا في إثبات النصوص، ولا في ذكر راوي الكتاب وإسقاطه.

ولهذا فيُخطَّأ -ولا شك- قول القائل: "قال أحمد في مسنده: حدثنا عبدالله، حدثنا أبي ... "، وقوله: "قال ابن خزيمة في صحيحه: أخبرنا أبو طاهر، حدثنا أبو بكر ... "، ونحوها، إلا أن كنتَ وقفتَ على مثل ذلك لبعض العلماء، وأُقر عليه، ولم يُعامَل "كما يتعامل المحامين"، فالأمر على ما تقول حينئذ.

ولو كنتَ قلت: "قال عبيدالله: وحدثني عن مالك ... "، أو نحوها؛ لما كان توجّه عليك شيء.

والدقة والتحرير سبيل هذا العلم -وإن وُصف ذلك بأنه تعامل المحامين!! -، وسواه دخيلٌ عليه.

وإنما كنت أريد زَينك في كلٍّ.

تنبيه: لنا أسماء نُدعَى بها.

والله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير