تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

تنبيه: قوله: [َتَفْسِيرُ هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ مَوَالِيَهُ كَانُوا رُبَّمَا شَهِدُوهُ يُصَلِّي، وَرُبَّمَا صَلَّى حَيْثُ لا يَرَوْنَهُ، فَاسْتَخَفُّوا بِهِ لِذَلِكَ، وَلَوْ كَانَ يَتْرُكُ مِنَ الصَّلاةِ شَيْئًا لا يُصَلِّيهِ كَانَ كَافِرًا، لأَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ الْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلاةِ "]، فيه نظر لأن سياق الكلام يدل على أنه كان لا يصلي أحيانا ,لو كان مقصدهم كما قال، لكان صيغة الكلام: [كُنَّا نَرَاهُ أَحْيَانًا يُصَلِّي، وَأَحْيَانًا لا نراه يُصَلِّي]، وليس كما قالوا فقد نفوا كونه يصلي ولم ينفوا رؤيتهم له. والنبي لم يستفصل عن ذلك مع أهمية الأمر ومع ضرورة الاستفصال حتى يصلي عليه أم لا، فعُلم أنه أخذ بظاهر كلامهم أنه كان يصلي ويدع.

3 - ما رواه عبد الرزاق في المصنف (3/ 539): عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، يَزْعُمُ أَنَّهُ سَمِعَ بِالْمَدِينَةِ: أَنَّ النَّبِيَّ K رَكِبَ إِلَى بَنِي الْحَارِثِ، فَرَأَى جِنَازَةً عَلَى خَشَبَةٍ، فَقَالَ: " مَا هَذَا؟ "، فَقِيلَ: عَبْدٌ لَنَا، فَكَانَ عَبْدَ سُوءٍ مَسْخُوطًا جَافِيًا، قَالَ: " أَكَانَ يُصَلِّي هَذَا؟ "، فَقَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: " أَكَانَ يَقُولُ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - "، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: " كَادَتِ الْمَلائِكَةُ تَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، ارْجِعُوا فَأَحْسِنُوا غُسْلَهُ، وَكَفَنَهُ، وَدَفْنَهُ "

ورواه أيضا ابْنُ وَهْبٍ، عن مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عن ابْنِ جُرَيْجٍ، عن ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ به كما في المدونة الكبري لمالك [1: 193]

قال الشيخ أبو الحسن المأربي - حفظه الله -: [هذا مرسل، رجاله ثقات، فأبوبكر شيخ ابن جريج، هو عبدالله ابن عبيدالله بن عبدالله ابن أبي مليكة، ثقة فقيه، من الثالثة، كما في "التقريب"، ولم يذكر قومه هنا أنه كان يصلي ويدع، كما في الطريقين السابقين] ا. هـ

4 - ما رواه عبد الرزاق أيضا في المصنف (3/ 539): عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أُخْبِرْتُ، عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ سُهَيْلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زُهَيْرٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - رَأَى بِالْبَقِيعِ عَبْدًا أَسْوَدَ يَحْمِلُ مَيِّتًا، فَقَالَ لِمَنْ يَحْمِلُهُ: " مَا هَذَا؟ " قَالُوا: عَبْدٌ لِفُلانٍ، قَالَ: " فَمَا هُوَ "، قَالُوا: أَخْبَثُ النَّاسِ، وَأَسْرَقُهُ، وَآبَقُهُ، وَأَحْزَبُهُ فِي أَشْيَاءَ مِنَ الشَّرِّ، يَذْكُرُونَهَا مِنْهُ، فَقَالَ: " عَلَيَّ بِسَيِّدِهِ "، فَسَأَلَهُ عَنْهُ، فَذَكَرَ نَحْوًا مِمَّا ذُكِرَ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " هَلْ كَانَ يُصَلِّي؟ "، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: " وَيَشْهَدُ: أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ "، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنْ كَادَتِ الْمَلائِكَةُ تَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَهُ آنِفًا "، فَدَعَا حَدَّادًا، فَنَزَعَ حَدِيدَةً، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ، فَغُسِّلَ، ثُمَّ كَفَّنَهُ مِنْ عِنْدَهِ، ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهِ

قال الشيخ أبو الحسن المأربي - حفظه الله -: [وهذا سند ظاهر الضعف، والعمدة في رواية ابن جريج على المرسل السابق، والله أعلم.]

بعد ذلك قال الشيخ أبو الحسن المأربي - حفظه الله -: [وهذا يدل على اضطراب في موضع الشاهد من هذا الحديث، وتعدد القصة فيه بُعْد، إلا أن مرسل ابن أبي مليكه، يشهد لحديث أبي شميلة وأبي السائب الثقفي في أصل الحديث، لا في جملة: "يصلي ويدع" ونحوها، فيكون أصل الحديث حسنًا لغيره، بخلاف الجملة التي استدل بها من لم يكفر تارك الصلاة، والله أعلم.] ا. هـ

قلت (عمرو): ولكن ذُكر موضع الشاهد (أنه كان يصلي ويدع) في ثلاثة أحاديث موصولة و هي أحاديث أبي شميلة ومالك الثقفي و أنس وهي ليست شديدة الضعف بمفرداتها فتصلح للاستشهاد والاحتجاج، فليس من الصواب معارضتها بمرسل ابن أبي مليكه بمفرده.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير