تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ليس دليل العدم، لا سيما إذا عرفتَ أن العنعنة أكثر ما تكون من تصرف مَن دون المدلس! كما نبه عليه المعلمي اليماني في (التنكيل) فربما كان المدلس صرح بالسماع، لولا أن الراوي عنه أو من دونه قد قلب العنعنة سماعًا)) فما أدراك أن يكون صرح بالسماع لكن الراوي عنه قلب السماع عنعنة؟؟ وهذا احتمال وارد , لكن وروده لا يعني أننا نصحح كل أحاديث هؤلاء بحجة أنهم قد يكونوا صرحوا بالسماع!! وهذا باطل لا يخفى على الطالب المجد بطلانه فهنا وجب الرجوع للقاعدة التي ذكرها الامام طبيب العلل علي بن المديني فيما رواه عنه يعقوب بن شيبة السدوسي قال: سألت علي بن المديني عن الرجل يدلس أيكون حجة فيما لم يقل: حدثنا؟، قال: إذا كان الغالب عليه التدليس فلا حتى يقول: حدثنا. اهـ من «الكفاية» (ص362) فهذه مسألة يجب ضبطها فكون الراوي مدلس ومشهور بالتدليس لا يعني أن التدليس غلب على حديثه وهذا هو الخطأ الذي يقع فيه كثير من الاخوة , فكثير من الائمة مشهورون بالتدليس و لكن هل غلب التدليس عليهم؟؟ قلة من الحفاظ الكبار من تحقق فيهم هذا وأغلب من أكثر من التدليس و الذين أفحشوا فيه جدا حتى غلب على حديثهم هم الصدوقين سيؤوا الحفظ و الضعفاء و المتروكين ... أما أغلب الثقات الاثبات الكبار الذين كانوا مشهورين بالتدليس لم يغلب عليهم ذلك وفي بعضهم تفصيل كالاختصاص ببعض الشيوخ و غيرها من القرائن , وانظر إلى قول ابن سعد في عبد الله ابن وهب الحافظ الكبير كما في «الطبقات» (7/ 518): ((كان كثير العلم ثقة فيما قال: حدثنا وكان يدلس)) اهـ , فتأمل كيف رمي هذا الحافظ الكبير بالتدليس رغم أنه غير مشهور عنه و ربما فعل ذلك في روايات معدودة وقد قال بعض اهل العلم أن أغلب الائمة و الرواة لم يسلموا من تدليس سواء تدليس الاسناد أو غيره , إلا قليل , ولو حملنا كلام ابن سعد وخطفناه خطفاً كما يفعل بعض الاخوة فما إن يقع على مثل هذه العبارات من الائمة حتى يطير بها كل مطار , لرددنا حديث ابن وهب!! وهذا باطل لا أصل له , و الله أعلم.

و أذكر الاخوة جميعا أن هذه المسائل لا يصلح فيها التعيير و القدح في الآخرين لأنهم خالفوك في بعض المسائل , و الله يهدي من يشاء فقد يوفق الله البعض للصواب و لا يوفق البقية و نسأل الله أن نكون من الذين يوفقهم للصواب , آمين.

والكلام في هذا الصدد ربما يطول، وأخوك بمعاش أهله مشغول! أسأل الله تعالى أن يرزقك رزقا حلالا طيبا مباركا و أن يفيظ عليك من نعمه , و أن يهديني و إياك و جميع المسلمين , و أرجو أن لا يضيق صدركم بي , محبكم أبو القاسم حمزة البيضاوي المغربي , و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[11 - 07 - 10, 02:12 م]ـ

كونك لم تقف على موضع صرح فيه الأعمش بالسماع لعل تخريج ابن حبان للحديث في صحيحه مع قاعدته في المقدمة وكونه يرى الأعمش مدلسا يغنينا عن تصيد الألفاظ له

كلامك صالح في الجملة، لكن إلزامي به غير جيد؛ لأني قد قيَّدتُ قبولي لتصحيح حديث المدلس بكونه صادرًا من حذاق الأئمة المتقدمين، الذين كانت بأيدهم أصول النقَّلَة يطلعون عليها، وينظرون فيها، ويعلمون بأصح طريق سماع هذا من ذاك، واستحالة سماع ذلك من هذا؟ ولا ريب أن ابن حبان على حفظه ومعرفته ففي درجة قاصرة عن منازل هؤلاء القوم، بل لم يكن عنده ذوق أهل الفن المتقدمين أمثال: الثوري والقطان وابن مهدي وأحمد وابن المديني وابن معين والرزييين والبخاري وأضرابهم، ومن تتبع كلامه في (صحيحه) استبان له مخالفته لحذاق النقاد في قضية زيادة الثقة والمخالفة وغيرهما.

1 - وكثيرا:ما كان يقول: (ذِكْرُ الخبر المدحض لمن زعم أن فلان لم يسمع هذا الحديث من فلان)! ثم يسوق الأسانيد التي جزم قبله النقاد بكونها لم تثبت، فضلا عن أن يؤخذ منها برهان على سماع فلان من فلان!

2 - وكثيرا: ما كان يرى الحديث الواحد محفوظا على أوجه عديدة! مخالفًا بذلك نقاد الصنعة ممن رجحوا من تلك الوجوه وجهًا واحدًا! وطريقته بذلك أشبه بطريقة الفقهاء في باب النقد والتعليل، والأمثلة على ذلك يضيق عنها وقتي الآن! لكن خذ منها مثالا حاضرًا قد لخصته من كتابي (الرحمات).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير