أخرجه ابن عساكر في «تاريخه» (55/ 194)، وابن سمعون في «الأمالي» (23)، والأبنوس في «مشيخته» (154)، وابن الجوزي في «العلل المتناهية» (63)، من طريق أبي علي محمد بن أحمد بن أبي حذيفة الدمشقي عن أحمد بن محمد بن أبي الخناجر، عن موسى بن داود، عن حماد بن سلمة عن قتادة به.
قلت: وهذا الإسناد رجاله ثقات.
موسى بن داود هو أبو عبد الله الضبي الطرسوس، احتج به مسلم وهو إمام صدوق.
وابن أبي الخناجر، له ترجمة في «تاريخ دمشق» (5/ 468)، و «السير» (13/ 240).
وقال أبو حاتم: صدوق.
وقال غيره: كان شيخا جليلًا نبيلًا.
وقال الحاكم: وكان ثقة مأمونًا.
وأبو على محمد بن محمد بن أبي حذيفة الدمشقي.
له ترجمة في «العبر» (1/ 132)، و «السير» (15/ 331)، وقال عنه: المحدث.
وقال ابن الجوزى عن موسى بن داود: مجهول، وأظنه أخطأ فيه، فهو إمام ثقه، أو صدوق على الأقل كما تقدم.
وأرى أن العلة الوحيدة لهذا الإسناد هى عنعنه قتادة حيث إنه مدلس وقد عنعن والله أعلم.
ولقتادة طريق أخرى:
أخرجه أبو يعلى في «مسنده» (2903)، حدثنا سريج، حدثنا أبوحفص الآبار، عن رجل من أهل الشام، عن قتادة، عن أنس مرفوعًا.
قلت: سريج هو ابن يونس بن إبراهيم البغدادي.
من رجال الصحيح.
وأبو حفص الآبار هو عمر بن عبد الرحمن بن قيس الأسدي.
صدوق روى له البخاري في خلق أفعال العباد، وأبو داود، والنسائي وابن ماجه.
فعلة الإسناد الراوى عن قتادة «رجل من أهل الشام» وعنعنه قتادة.
3 - ثابت عن أنس:
أخرجه ابن عدى (2/ 370)، وعنه ابن الجوزي في «العلل المتناهية» (66)، وابن عبد البر في «جامع بيان العلم وفضله» (13)، والبيهقى في «الشعب» (1665)، من طرق عن حسان بن سياه عن ثابت عن أنس مرفوعًا.
وقال ابن عدى: وحسان بن سياه له أحاديث غير ما ذكرته، وعامتها لا يتابعه غيره عليها، والضعف يتبين على رواياته وحديثه.
وقال ابن حيان في «الضعفاء» (1/ 267): منكر الحديث جدًّا يأتي عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات، لايجوز الاحتجاج به اذا انفرد من خطئه في روايته على ظهور الصلاح منه.
وقال أبو نعيم الأصبهاني: ضعيف، روى عن ثابت مناكير وتابعة سليمان بن قرم الضبي.
أخرجه ابن عدي (3/ 257)، وابن الجوزي فى «العلل المتناهية» (65)، وابن عبد البر في «جامع بيان العلم وفضله» (11)، (12)، والسلفي في «الطيوريات» (673)، وابن أبى داود كما في المقاصد الحسن السخاوي (149)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (64/ 113)، من طريق جعفر بن مسافر التنيسى، قال أخبرنا يحيى بن حسان – أخبرنا سليمان بن قرم الضبي عن ثابت به.
وقال ابن أبي داود -كما في المقاصد-: سمعت أبي يقول: ليس فيه أصح من هذا.
قلت: ومع ذلك فهو ضعيف.
ففيه سليمان بن قرم.
روى له البخاري تعليقًا، و مسلم، و أبو داود، والترمذى، والنسائى، وضعفه يحيى بن معين، وقال أبو زرعة: ليس بذاك.
وقال أبو حاتم: ليس بالمتين، وضعفه النسائي، وغيره.
قلت: هذا سند قابل للتحسين فضعفه يسير.
وله متابع ثالث، وهو محمد بن ثابت (ابنه).
أخرجه ابن سمعون في «أماليه» (257)، من طريق جعفر بن شاكر، عن الخليل بن زكريا، عن محمد بن ثابت، عن ثابت به.
قلت: ومحمد بن ثابت ضعيف.
قال فيه البخاري: فيه نظر، وضعفه الدارقطني، وابن معين، و أبو داود، والنسائي، وأبو زرعة، وغيرهم.
وقال أبو حاتم: منكر الحديث يكتب حديثه، ولا يحتج به.
وفيه أيضا الخليل بن زكريا، قال العقيلي: يحدث بالبواطيل عن الثقات.
وقال أبو الفتح الأزدى: متروك الحديث.
وذكر ابن عدى عدة مناكير له، ثم قال: وهذه الأحاديث التي ذكرتها عن الخليل بن زكريا مناكير كلها من جهة الإسناد والمتن جميعًا، ولم أر من تقدم فيه قولا، وقد تكلموا فيمن كان خيرًا منه بدرجات لأن عامة أحاديثه مناكير.
وقال أيضًا: عامة حديثه لم يتابعه عليه أحد.
وذكر البزار (1/ 98)، متابعة أخرى، وهي متابعة حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس.
ثم قال: هذا كذب ليس له أصل عن ثابت عن أنس.
فأما ما يذكر عن النبي –ض – أنه قال: «طلب العلم فريضة على كل مسلم «فقد روى عن أنس من غير وجه، وكل ما يروى فيها عن أنس فغير صحيح».
وذكرها الذهبي في «الميزان» (1/ 248)، في ترجمة إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني النيسابورى من شيوخ الحاكم.
¥