أرشيف ملتقى أهل الحديث - 3

.. ومن الوقوفِ الغريبةِ المستنكرةِ ما حكاه النَّحاسُ في قوله تعالى {وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ} [النمل: 23]، قال: " ومن القُصَّاصِ الجُهَّالِ من يقفُ على (ولها عرش)، فقال عبد الله بن مسلمٍ [7]: وقال من لا يعرفُ اللُّغةَ والوقفَ: (ولها عرش)، ثُمَّ يبتدئُ (عظيم وجدتها) [النمل: 23، 24]، وقد أخطأ، ولو كان كما قال، لقال: عظيمٌ أن وجدتها.

... قال أبو جعفر: (وهذا من قول القتبيِّ حسنٌ جميلٌ) " [8].

... ولهذا لا يحسنُ أن يستحسنَ القارئُ وقفاً دونَ أن يكونَ عنده فيه نظرٌ صحيحٌ، وكم تسمع من مستنكراتِ الوقفِ التي يقصدُ أئمَّةُ المساجد أو غيرُهم من القراءِ الوقفَ عليها لشيءٍ لاح لهم بادي الرَّأي، وهي عند التَّمحيصِ هباءٌ منثورٌ لا حقيقةَ له؟!

... وقد طُبعَ من كتبِ الوقف والابتداء: إيضاحُ الوقف والابتداء، لابن الأنباري (ت 328)، والقطعُ والائتنافُ، للنَّحَّاس (ت 338)، والمكتفى في الوقف والابتداء، لأبي عمرو الدَّانيِّ (ت 444)، وعلل الوقوف، للسجاونديِّ (ت 560)، والمقصد لتلخيص ما في المرشد في الوقف والابتداء، لأبي زكريا الأنصاريِّ (ت 926)، وتقييد وقوف القرآن، لمحمد بن أبي جمعة الهبطيِّ (ت 930)، ومنار الهدى في الوقف والابتداء، للأشمونيِّ.

... [1] المكتفى في الوقف والابتداء، للداني، تحقيق: الدكتور يوسف المرعشلي (ص: 335). والأمثلة في اعتماد تفسير السلف في بيانِ مواضعِ الوقوف كثيرةٌ في كتاب الداني.
... [2] انظر تفصيل الأقوال في: القطع والائتناف (ص: 94 - 95).
... [3] منار الهدى في بيان الوقف والابتداء، للأشموني، نشر مكتبة الحلبي، ط 3.
... [4] ينظر: تفسير الطبري، تحقيق: شاكر (12: 215).
... [5] ينظر: القطع الائتناف، للنحاس (ص: 326).
... [6] ينظر: تفسير الطبري، تحقيق: شاكر (12: 216)، والقطع والائتناف (ص 326)، والتحرير والتنوير (8: 157).
... [7] هو ابن قتيبة.
... [8] القطع والائتناف (ص: 535).

... انتهى [أنواع التصنيف المتعلقة بتفسير القرآن، ص 185 - 190، ط2 دار ابن الجوزي].

... ولا يخفى أن مباحث هذا العلم على ضربين؛ أحدهما يدرس مواضع الوقف والابتداء في كلام الله، وهو ما تحدث عنه الدكتور مساعد فيما نقلنا عنه أعلاه، والضرب الآخر يختص بكيفية الوقف على الكلمات والحروف، وذلك مما يدرس عند أهل اللغة والتجويد، ولعل ذلك مما ساهم - إلى جانب ما ذكره الدكتور مساعد - في إفراد فصول له في بعض كتب علم التجويد. والله أعلم.

وجزاكم الله خيرا.

ـ[أبو محمد الرقي]ــــــــ[21 - 10 - 09, 10:20 ص]ـ
ومن أمثلته (الابتداء بلفظ الجلالة في قوله سبحانه ((فبعث الله غراباً)) الآية

ـ[عماد بن محمد الجنابي البغدادي]ــــــــ[21 - 10 - 09, 11:24 م]ـ
جزاكم الله خير على هذه المعلومات

ـ[الشاوي ابو علوش]ــــــــ[22 - 10 - 09, 04:31 م]ـ
علامات الوقف في القراءة مهمة جدا وكثيرا ما نهملها فانظر عاقبة ذلك من تغيير معاني الكلم والجمل
وفقكم الله

ـ[أبو الوليد السلفي السكندري]ــــــــ[23 - 10 - 09, 03:44 ص]ـ
جزاكم الله خيرا

ـ[محمد بن عبدالله الزهراني]ــــــــ[28 - 10 - 09, 09:50 ص]ـ
اتقوا الله ان كنتم مؤمنيين ولاتستهزوا بأهل القران فهم افضل الناس

ـ[هادي أسد]ــــــــ[28 - 10 - 09, 10:01 ص]ـ
اتقوا الله ان كنتم مؤمنيين ولاتستهزوا بأهل القران فهم افضل الناس

مشاركة قيّمة ونصيحة كان المشاركون في حاجة ماسة لها
فهل توضّح لنا بدقّة أماكن الإستهزاء لنتجنّبها فلسنا كلّنا على هذه الدقّة التي تتحلّى بها

ـ[عمر محمد الربيعي]ــــــــ[28 - 10 - 09, 12:58 م]ـ
< center>

ـ[أبو حسن عبد الحكيم]ــــــــ[31 - 10 - 09, 10:27 م]ـ
السلام عليكم.
قرأتُ وأنا أصلى بالناس في جهرية، قوله تعالى (أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم فبأي حديث بعده يؤمنون).

فوقفت لضيق النفس عند قوله تعالى (من شيء) ثم بدأت من قوله تعالى (وما خلق الله من شيء وأن عسى)!! فأدركت خطئي فتوقفت، وأخذت نفساً عميقا وقرأت: أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم. ثم أكملت: فبأي حديث بعده يؤمنون.

ـ[محمودالجندى]ــــــــ[01 - 11 - 09, 07:13 ص]ـ
بارك الله فيك، ليت كل من قام بإمامة الناس أن يفعل فعلك، أعزك الله وزادك علمًا

ـ[سعد أبو إسحاق]ــــــــ[02 - 11 - 09, 08:51 م]ـ
أخي الحبيب الشيخ أبو حسن عبد الحكيم حفظك الله ورعاك
أحسنت وبورك فيك وفقط أردت توضيح شئ
لما فضيلتكم قرأت من أول (أولم إلى ..... شئ) لانقطاع النفس فالعبارة تكون موهمة بأن الله تعالى لم يخلق شئ فكما قلت إيهام بهذا وتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا
وأبشرك فهذا الوقف يسمر اضطراري ويجوز للاضطرار ولاشئ فيه ولكن إذا أردت أن تبدأ فخذ نفس أعمق شويه وابدأ من أولم مرة أخرى يكون أكمل وأحسن وأفضل وأتم فالكمال والتمام والحسن موصوف به كلام الله تعالى والله أعلم
¥