تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثم عليه أن يقتنع برأي الشيخ! ومنها هذه الأمثلة:

1 - في قوله تعالى: (فقست قلوبهم .. ) يرى البعض أنه إذا كان الأداء بغير نبر للفاء فسيكون المعنى من الفقس، وكأنه يريد أو كان لزاما على أهل العربية الأول أن يجعلوا فاصلا زمنيا بين الفاء هنا وما بعدها ليتميز الفاء كحرف معنى عن باقي حروف الكلمة ... ثم هل في القرآن الكريم كلمة جاءت بمعنى الفقس؟ الحقيقة أنه لا يوجد ... وهذا التصور خروج عن السياق ومنطقه وإغراق وتنطع ويدخل في باب التفيقه أو التشدق والتكليف بما يشق على الناس، كما أن السياق لا يشير إلى المعنى المظنون ولم يذكر السلف مثل هذا.

2 - قوله تعالى: (وساء لهم يوم القيامة حملا): يقول صاحب هذه الرؤية التصورية الظنية الشاقة على القارئ وبخاصة العادي: إذا أديت كلمة ساءلهم دون نبر للهمزة ... فالمعنى سيكون من المساءلة لا من السوء. .

3 - قوله تعالى أوحى لها) إذا أديت الكلمة بطريقة معينة يرددها صاحب هذا اللون الجديد العجيب من الأداء فيكون المعنى من الوحل سبحان الله السياق يرفض رفضا قاطعا مثل هذا المعنى الذي يريد هؤلاء على ذهن صاحب هذه الرؤية المغالية ... وهذا الغلو إذا فتح فسنجد له مدخلا في كل كلمة ..

4 - قوله تعالى: (سنسمه على الخرطوم): قال لاتكون من الوسم إلا إذا قرئت على نحو كذا ..

5 - وقول: (وكفى بالله .. ) يلزم أصحاب هذا الرأي أن قراءتها بوجه غير النبر الذي يريدونه تصبح معناها من الوكف لا من الكفاية رغم أن القرآن لا يوجد فيه كلمة من الوكف فأقحموا على القرآن معنى لم يرد به وبالتالي أحرج الناس بتصور هذا اللحن مخالفة للسياق .. وهنا ماذا يقول اصحاب هذا الرأي إذا رد عليهم بأن وكفى تصبح على التثنية (وكفا) فلم لم تخطر ببالهم وعندها ماذا سيقترحون حلا لهذه المعضلة .. ؟!

الوقفة الحادية عشرة:

من أقوال أهل العلم والقراءة عن مثل هذه الظاهرة:

إن الاجتزاء من السياق خلل منع منه السلف ومنعت منه خصوصية القرآن الكريم، قال الأشموني رحمه الله تعالى في كتابه منار الهدى في الوقف والا بتدا نقلا عن ابن الجزري في قوله تعالى: (أم لم تنذر / هم لا يؤمنون) وقوله سبحانه: (ثم جاءوك يحلفون / بالله إن أردنا) وقوله جل ذكره (وما تشاءون إلا أن يشاء / الله رب العالمين) وآية (فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح / عليه أن يطوف يهما). وقوله تعالى: (سبحانك ما يكون أن أقول ما ليس لي / بحق إن كنت). وقوله عز وجل: (ادع لنا ربك / بما عهد عندك). وآية (يا بني لا تشرك / بالله إن الشرك لظلم عظيم) وقول سبحانه: (وإذا رأيت ثم / رأيت نعيما وملكا كبيرا) إلى أن قال رحمه الله تعالى: فهذا كله تعنت وتعسف لا فائدة فيه فيجب تجنبه، فإني رأيت مبتدعي هذا الفن يقف .. فيلقي في أسماع الناس شيئا لا أصل له ...

لاحظ رعاك الله هذا الاجتزاء من السياق وكيف حذر منه ومنع، وما يدعو إليه أصحاب الدعوة الجديدة تخيلا ليس بعيدا عن هذا الاجتزاء حيث هو نزع للفظ عن سياقه وإخراجه من بيئته اللفظية وخلفية الأداء ... ولا ننسى أن السياق معنى وإعرابا ولابد أن يراعى هذان الأصلان ..

الوقفة الثانية عشرة:

هذا وقد سألت شيخنا الشيخ سعيد العبد الله حفظه الله تعالى وعافاه وأطال في عمره على ما يرضيه سبحانه فقال إن هذا غلو وتنطع أعرض عنه السلف ..

الوقفة الثالثة عشرة:

أقول بعد معايشتي أصحاب الرأي أو البدعة هذه: إنها نشأت بعد سنين من تدريس مفردات التجويد وأحكامه العامة وما يلحق بها وكأنهم لم يعطوا جديدا للناس فالتكرار أصبح يقحم عليهم الملل والسآمة فبحثوا عن الجديد لتطوير وإبراز العطاء وتمليح معرفتهم بما يسمى جديدا وهو ليس كذلك .. والدليل هنا أن الشيخ حفظه الله لم تخطر في باله مثل هذه الأفكار عندما كان يقرئ ختمة في رواية حفص قبل سنين قليلة ولقد قرأت عليه ختمة عام 1408هـ فما خطرت على ذهنه أبدا وإذا كانت مثل هذه تابعة لعلم القراءة وتستحق أن ينافح عنها ويدافع فلابد أن تؤصل سابقا ومن ثم تستدرك على القارئ بناء على تدوينها في كتب القراءة وبخاصة إذا علمنا الأثر اللغوي أداء، وتغير المعنى ثالثا مع تركيزنا على السياق الذي لا يتنازل عنه علماء القراءة لأن الاجتزاء يمكن تصوره وتخيله وجمع الأصوات الناشئة عن الحروف

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير