تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لتكوين معنى جديد بل قد ننشئ كلمات أعجمية ونحن نقرأ الجملة العربية لاتفاق عارض بين كلمة أو أكثر واحتوائها على كلمة أعجمية وهو اتفاق عرضي لا علاقة للسياق به، إذن الشيخ لم يبلغ ولم يعلم لأنه لم يكن موجودا فخطرت في البال واجتهد مع من اجتهد لتقرير ذلك وحشد الأدلة عليه ومن ثم أصبح موقفا واتجاها أدى لردة فعل تجاه القرآن وتعلمه.

الوقفة الرابعة عشرة:

الاعتياد يدفع للملل والسآمة أو يحث على البحث عن جديد ذلك أن الفراغ الذي أخذ يحس به إخواننا من فرط تكريرهم لمفردات التجويد وهنا كان من المطلوب السير في باب علم القراءة والعربية الداعمة لهذه الرسالة دون غلو فأين علم القراءات ومعالمها والرواة والأثر الجرسي للقرآن الكريم على النفس البشرية وكيف يمكن تسخير هذا الأمر في معالجة النفوس ورفع الهمة وزيادة الحماسة دفاعا عن الأمة ورسالتها ورسولها وقيمها ... نعم أين بقية الروايات القرآنية والاهتمام بها من أصحاب هذه الدعوة المغالية ... وهذا الذي ذكروه لم يطرق منه القرآن إلا كلمات يسيرة على رأسها ذكر ما يتعلق باللبس بين كلمتين قرآنيتين مثل: " حرستم / حرصتم " و" محذورا / محظورا ... ولم يتطرقوا لمثل هذه الإغراقات المغالية والخيالات المعتمدة على تثوير وإجهاد الكلمات في الأداء كي يتخيل لأحدهم المعنى الذي يحمله اللفظ، حرصا منهم على التيسير واعتمادا على السياق.

نعم و من أدلة بحث هؤلاء عن الجديد والانبهار بما تراه نفوسهم أنه علم يشار إليه بعد ذلك الملل في مسيرتهم القرآنية أن وسعوا الضيق وأطالوا ما يمكن تقصيره وقصره، فهذه الدورات الخاصة بمفردات التجويد بعدما كانت تنقضي في فصل دراسي وكان الإقبال شديدا أذكر أن ملتقى واحدا كان يضم ما يزيد على مائة دارس وعظم الأمر في أذهان القائمين على القرآن ووسعوا واستنطقوا الكلمات والحركات وجعلوا علم التجويد مجموعات من الفوازير والطلاسم وهم يعلمون أن الدارسين ليسوا من الحفظة .. وهكذا زينوا لأنفسهم ما هم عليه فوسعوا المفردات وطوروا المسميات وعددوا السنوات حتى أصبح اليوم طالب علم التجويد يحتاج ثلاث سنوات بعدما كان قادرا على تحصيله في فصل دراسي أو عام، وهاهم اليوم يزيدون الطلسمة ويستصعبون السهل وينفرون الطباع والفطر بما نصبوه علامات وعقبات أمام طالب علم التجويد ليصبح حلما صعب المنال، من يقدر عليه؟ لا يقدر عليه إلا فئة قليلة أوتيت من العلم ما أوتيت .... والناظر في حال الصحابة رضي الله عنهم لن يجد إلا اليسر وتعميم التعلم مهما كان حال المسلم الجديد الذي قد يكون من المتعتعين في قراءتهم وهو صحابي.

الوقفة الخامسة عشرة:

نعم إن من الأولى على إخواننا أن يطرقوا أبواب العلم القرائي كما ينبغي ولينطلقوا إلى القراءات والروايات وما ينطوي عليه القرآن من وجوه في الإعجاز الصوتي والبياني وما يتعلق بذلك من علوم القرآن لتكون مفاتيح تيسير لهذا العلم ونشره تنفيذا لمفهوم قوله تعالى: (في رق منشور) فلا بد من نشره وجمع الناس عليه تأليفا للقلوب وترغيبا للنفوس وتعميقا للرابطة التي أراها اهتزت لدى البعض ممن اطلع على هذا التنطع فقال أترك هذا المجال لأنني لن أقدر على تملك هذه الدقائق التي انطوى عليها القرآن، أي أنه نُفِّر ولم يُبشر وأُبعِد بدل أن يقرب ... وقد رافق ذلك اتهام المتخصصين بالعلوم الشرعية بأنهم جهلة لا يقدرون على تلاوة كتاب الله فأوقعوا في النفوس حساسية التثاقل والتباعد والنفور بين الطلاب وهذا العلم، حتى لم يبق في موائد دورات التجويد إلا نفر قليل منهم من يجهد لتحصيل الشهادة لعله يحظى بفرصة عمل إضافي، ونحن مطالبون بالتعميم لا بالتخصيص والتوسع الدعوى والثقافي القرآني لا بالتضييق وتوسيع دائرة الهجران العفوي أو القسري بمعنى من معاني القسر. فأين الدعوة إلى قراءة القرآن على كتاب من الكتب كما كان السلف يفعلون وذلك من قبلهم هم لا أقصد الدارسين بل فليشغلوا أوقاتهم بهذا العلم الذي نريد إحياءه والتوسع فيه وتنمية الثقافة القرآنية ... وعندها تعمر موائدنا الخاصة والموائد العامة من منهل القرآن الذي لا تنقضي عجائبه من وجوه الحق و بالحق لا بالظنون وإحراج الناس بوجوه الأداء العجيبة.

الوقفة السادسة عشرة:

البشارة مفتاح نفسي والتقرب إلى الدارسين والحرص على نفعهم وتعليمهم وحسن تدريبهم والبدء بالميسور ومراعاة الظرف والمستوى والقدرات العقلية وإبعاد معالم التوتر كيف لا وقد قال تعالى: (الرحمن، علم القرآن .... ) فالرحمة مقدمة على تعليم القرآن فإذا لم تكن الرحمة ومنها البشارة وما تعنيه من البشرة المتفتحة الباسمة الفرحة إذا لم تكن مطية التعليم وفي ماذا؟ في القرآن فعلى إخواننا أن يجعلوا علم القرآن وقراءته سهلا ميسورا ..

الوقفة السابعة عشرة:

الوسوسة عقبة خطرة تقود لها التخيلات التي يلزم بها دعاة هذا التوجه ويحرجون القارئ إلى درجة أن التفريق بين فتحة وفتحة، و ضمة و ضمة، وكسرة و كسرة، رغم السياق السلس والمعنى الذي لم يخطر في بال القارئ اللاحن في ظن أصحاب الفكرة الجديدة ... نعم هذا التوجه جعل بعض الناس يرفض الصلاة إماما بالناس خوفا من اللحن على هذا المعنى رغم أنه كان يصلي بزملائه وأخشى أن يكون هذا الأمر ثمرة من ثمار الصد عن سبيل الله الصد غير المقصود طبعا من خلال إحراج مثل هذا الشخص ودفعه للبعد عن الإمام رغم أنه أفضل في القراءة من غيره، ولما سألته عن السبب قال الحقيقة هي الوسوسة حيث أصبحت أفكر في الكلمة التي سأقرأ ها فأخطئ بما بعدها وهكذا شكلت الوسوسة مشكلة لي ... الله أكبر ما هكذا تورد الأمور. ... فنحن هنا أمام باب شر يجب أن يغلق حفاظا على سلامة الصدر وسلامة القراءة وفق السياق الذي يلزمنا جميعا بنصه ومعناه ...... يتبع ...... / .....

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير