تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[22 - 01 - 09, 07:17 م]ـ

جزاكم الله خيرا

ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[22 - 01 - 09, 10:02 م]ـ

قال الشيخ الزرقاني في مناهل العرفان: ... ونزيدك هنا ما ذكره العلامة ابن المبارك نقلًا عن العارف بالله شيخه عبد العزيز الدباغ إذ يقول في كتابه الإبريز ما نصه: «رسم القرآن سرٌّ من أسرار الله المشاهدة وكمال الرفعة» قال ابن المبارك: فقلت له: هل رسم الواو بدل الألف في «نحو الصلاة، والزكاة، والحياة، ومِشْكَاة». وزيادة الواو في «سأوريكُم، وأُولئكَ، وأُولَاءِ، وأُولات». وكالياء في نحو «هُدَيهُمْ، ومَلائه، وبِأبِّيكُمْ، وبِأَيْيدٍ». هذا كله صادر من النبي صلى الله عليه وسلم، أو من الصحابة؟

فقال: هو صادر من النبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي أمر الكتَّاب من الصحابة أن يكتبوه على هذه الهيئة، فما نقصوا ولا زادوا على ما سمعوه من النبي.

فقلت له: إن جماعة من العلماء ترخَّصوا في أمر الرسم، وقالوا: إنما هو اصطلاح من الصحابة مشوا فيه على ما كانت قريش تكتب عليه في الجاهلية. وإنما صدر ذلك من الصحابة، لأن قريشًا تعلَّموا الكتابة من أهل الحيرة، وأهل الحيرة ينطقون بالواو في الربا، فكتبوا على وَفْق منطقهم. وأما قريش فإنهم ينطقون فيه بالألف، وكتابتهم له بالواو على منطق غيرهم وتقليد لهم، حتى قال القاضي أبو بكر الباقلاني: كلّ من ادعى أنه يجب على الناس رسم مخصوص وجب عليه أن يقيم الحجة على دعواه، فإنه ليس في الكتاب ولا في السنة ولا في الإجماع ما يدل على ذلك؟

فقال: ما للصحابة ولا لغيرهم في رسم القرآن ولا شعرة واحدة، وإنما هو توقيف من النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الذي أمرهم أن يكتبوه على الهيئة المعروفة بزيادة الألف ونقصانها لأسرار لا تهتدي إليها العقول، وهو سرٌّ من الأسرار خص الله به كتابه العزيز دون سائر الكتب السماوية. وكما أن نظم القرآن معجز، فرسمه أيضًا معجز! وكيف تهتدي العقول إلى سر زيادة الألف في «مائة» دون «فئة». وإلى سر زيادة الياء في «بأيْيدٍ وبأبِّيكم»؟ أم كيف تتوصل إلى سر زيادة الألف في «سَعَوْا» بالحج ونقصانها من «سَعَوْ» بسبأ؟ وإلى سر زيادتها في «عَتَوْا» حيث كان، ونقصانها من «عَتَوْ» في الفرقان؟ وإلى سر زيادتها في «آمنُوا»، وإسقاطها من «بَاؤُ، جَاؤُ، تَبَوَّؤُ، فَاؤُ» بالبقرة؟ والى سر زيادتها في «يَعْفُوا الذي» ونقصانها من «يَعْفُوَ عنهم» في النساء؟

أم كيف تبلغ العقول إلى وجه حذف بعض أحرف من كلمات متشابهة دون بعض، كحذف الألف من «قُرْءانًا» بيوسف والزخرف، وإثباتها في سائر المواضع؟ وإثبات الألف بعد واو «سموات» في فصلت وحذفها من غيرها. وإثبات الألف في «الميعاد» مطلقًا، وحذفها من الموضع الذي في الأنفال، وإثبات الألف في «سِرَاجًا» حيثما وقع، وحذفه من موضع الفرقان؟

وكيف تتوصل إلى فتح بعض التاءات وربطها في بعض؟ فكل ذلك لأسرار إلهية، وأغراض نبوية. وإنما خفيت على الناس لأنها أسرار باطنية لا تدرك إلا بالفتح الرباني، فهي بمنزلة الألفاظ والحروف المتقطِّعة التي في أوائل السور، فإن لها أسرارًا عظيمة، ومعاني كثيرة.

وأكثر الناس لا يهتدون إلى أسرارها، ولا يدركون شيئًا من المعاني الإلهية التي أشير إليها! فكذلك أمر الرسم الذي في القرآن حرفًا بحرف.

وأما قول من قال: إن الصحابة اصطلحوا على أمر الرسم المذكور، فلا يخفى ما في كلامه من البطلان، لأن القرآن كتب في زمان النبي صلى الله عليه وسلم وبين يديه. وحينئذ فلا يخلو ما اصطلح عليه الصحابة، إما أن يكون هو عين الهيئة أو غيرها، فإن كان عينها بطل الاصطلاح؛ لأن أسبقية النبي صلى الله عليه وسلم تنافي ذلك وتوجب الاتباع. وإن كان غير ذلك فكيف يكون النبي صلى الله عليه وسلم كتب على هيئة الرسم القياسي مثلًا، والصحابة خالفوا وكتبوا على هيئة أخرى؟ فلا يصح ذلك لوجهين:

أحدهما: نسبة الصحابة إلى المخالفة، وذلك محال.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير