ـ[ماهر]ــــــــ[01 - 09 - 02, 03:25 م]ـ
162 - (776 تحرير) بِلال بن أبي بُردة بن أبي موسى الأَشْعريُّ، قاضي البَصْرة، مُقِلٌّ، من الخامسة، مات سنة نيف وعشرين. خت ت.
تعقباه بقولهما: ((لم يذكر المؤلف جرحاً أو تعديلاً فيه، وهو ضعيفٌ: وحديثه الذي أخرجه الترمذي (3249) لا يصحُّ، وقال عمر بن عبد العزيز: سبكناه فوجدناه خَبَثاً كله، وقال عمر بن شَبَّة: كان ظلوماً جائراً، وذكره أبو العرب القيرواني في " الضعفاء ")).
? قلنا: لم يكتف المحرران بسلخ نصوص محمد عوامة، بل تجاوزا ذلك إلى سلخ هوامشه واستدراكاته ومقدماته؛ وهذا النص سلخاه بحروفه من تعليقات محمد عوامة على التقريب (ص 129 الترجمة 776)، ولكنَّ الله يأبى إلا أن يظهر الحق، ولو بعد سنين، فإن الشيخ عوامة ذكر أن حديثاً للمترجم عند الترمذي برقم (3249)، وهو خطأ محضٌ، صوابه: (3252)، ولما كان المحرران يسلخان من حيث لا يدريان لم يتنبها إلى هذا الخطأ.
وللمترجم حديث آخر في الترمذي برقم (1323) لم يتنبهوا جميعاً إليه، وقد قال فيه الترمذي: حسن غريب.
يا منْ يرى التقريبَ مُحتاجاً إلى تَحريرهِ لم تأتِ بالتحريرِ
ـ[ماهر]ــــــــ[01 - 09 - 02, 03:27 م]ـ
145 – (663 تحرير) بُسْر بن أرْطاة، ويقال ابن أبي أرْطاة، واسمه عُمر بن عويمر بن عمران القرشيُّ العامريُّ، نزيل الشام: من صغار الصحابة، مات سنة ست وثمانين. د ت س.
تعقباه بقولهما: ((وُلِدَ قبل وفاة النبي ? بسنتين، ولذلك قال ابنُ عدي: مشكوكٌ في صُحْبته، وله أفعالٌ قبيحةٌ معروفةٌ، لذلك قال يحيى بن معين: كان رجل سوءٍ)).
? قلنا: هذه الأحكام غير دقيقة، وهي بحاجة إلى مزيد من البحث والتفتيش ولا ينبغي أن يُتسرع في مثل هذا. وتقييد ولادته قبل وفاة النبي ? بسنتين إنما هو قول الواقدي: محمد بن عمر الضعيف شيخ ابن سعد، قال ابن سعد في طبقاته: ((قال الواقدي: ولد قبل وفاةِ النبي ? بسنتين، قبض النبي ? وهو صغير، وأنكروا أن يكون روى عن النبي ? رواية أو سماعاً)) (1). لكن ابن سعد لم يرتضِ هذا فقال: ((وغيره يقول: أدرك النبي ? وروى عنه وكان يسكن الشام، وبقي إلى خلافة عبد الملك بن مروان)) (2).
وكأنَّ الواقدي تفرد بنفي سماعه من النبي ? فقد قال ابن سعد: ((قال محمد ابن عمر: قبض رسول الله ?، وبُسْر بن أبي أرطاة صغير، ولم يسمع من رسول الله ? شيئاً في روايتنا)) (3) ثم قال ابن سعد: ((وفي غير رواية محمد ابن عمر: أنه سمع من النبي ? وأدركه وروى عنه)) (طبقاته 7/ 409 وتهذيب الكمال 4/ 61).
وقد ورد لنا حديثان قويان فيهما تصريحه بالسماع من النبي ?:
الأول: أخرجه أحمد (4/ 181)، وأبو داود (4408)، والترمذي (1450) وفي العلل الكبير (423)، والنسائي (8/ 91) والطبراني في الأوسط (8946)، وابن عدي في الكامل (2/ 154 و 439 طبعة أبي سنة)، والبيهقي (9/ 104) عن بسر بن أرطاة، قال: سمعت النبي ? يقول: ((لا تقطع الأيدي في الغزو)). قال الحافظ ابن حجر في الإصابة (1/ 147) عن سند أبي داود: ((مصري قوي))، وصححه الضياء المقدسي في " الأحاديث المختارة "، وصححه ابن حبان، وجوّده الذهبي (أنظر: فيض القدير 6/ 417).
والحديث الثاني: أخرجه أحمد (4/ 181)، والطبراني في الكبير (1196) من طريق هيثم بن خارجة، حدثنا محمد بن أيوب بن ميسرة بن حَلْبَس، قال سمعت أبي يحدث عن بسر بن أرطاة القرشي يقول: سمعت رسول الله ? يدعو. . . وسنده قويٌّ أيوب بن ميسرة والد محمد لم يوثقه غير ابن حبان، وأخرج حديثه هذا في صحيحه (2424) و (2425). وأخرجه الحاكم (3/ 591) من طريق إبراهيم بن أبي شيبان، قال: حدثني يزيد بن عبيدة بن أبي المهاجر، حدثني يزيد مولى بسر بن أبي أرطاة عن بسر بن أبي أرطاة.
قال الهيثمي في المجمع (10/ 178): ((ورجال أحمد وأحد أسانيد الطبراني ثقات)).
وهناك حديث ثالث ساقه ابن حبان بإسناده في ترجمته من قسم الصحابة في الثقات (3/ 36) وفيه سماعه إياه من النبي ?. ويحتمل أن يكون جزءاً من الحديث الثاني. (أنظر الكاشف 1/ 265 الترجمة 558).
وقد جزم بصحبته أكابر المحدثين فقد قال الدارقطني: ((له صحبة، ولم تكن له استقامة بعد النبي ?)) (تهذيب الكمال 4/ 62).
لذا قال الذهبي في الكاشف (1/ 265 الترجمة 558): ((صحابيٌّ)).
أما قول ابن معين: ((كان رجل سوء))، فقد فسره البيهقي فقال: ((وذلك لما اشتهر من سوء فعله في قتال أهل الحرة)). (نصب الراية 3/ 344).
قلنا: وتحرفت لديهما كلمة: (عُمر)، وذلك لتقليدهما التام لطبعة الشيخ محمد عوامة فهي عنده هكذا (ص 121 الترجمة 663) وكل هذا يدلل على أن لا أصل ولا أصول للمحررين، بل هو سلخ طبعة محمد عوامة بغثها وغثيثها ولا ندري كيف غفل المحرران عن الصواب، واسم المترجم يعرفه أدنى طالب حديث، بله من يفتخر بالمجلدات الثلاث مئة؟!
وقد جاء الاسم على الصواب: (عمير) بالياء في مخطوطة ص (الورقة:20أ) ومخطوطة الأوقاف (الورقة: 24 ب)، وهو كذلك في الطبعات المتقدمة كطبعة عبد الوهاب عبد اللطيف (1/ 96 الترجمة 32)، وطبعة مصطفى عبد القادر عطا (1/ 125 الترجمة 664)، وهو كذلك في مصادر ترجمته منها: تهذيب الكمال (4/ 59 – 60) الذي زعم المحرران أنهما قابلا أصل التقريب عليه، فالله يتولى السرائر، وهو حسيبهما.
لو يعلمُ التحريرُ ما أدري بهِ لمشى يجرُّ من الحياءِ ذيولاً
¥