تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[ماهر]ــــــــ[02 - 09 - 02, 03:14 م]ـ

322 – (2900 تحرير) صُبَيح، مصغر، مولى أم سَلمة، ويقال: مولى زيد بن أَرْقَم: مقبول، من السادسة. ت ق.

تعقباه بقولهما: ((بل: مجهول الحال، تفرد بالرواية عنه ابنه إبراهيم وإسماعيل السدي، ولم يوثقه سوى ابن حبان، وقال الترمذي: ليس بمعروف. وقال الترمذي في حديثه الواحد الذي أخرجه له هو (3870) وابن ماجه (145): ((غريب)))).

? قلنا: عليهما في هذا أمران:

الأول: قالا: ((تفرد بالرواية عنه ابنه إبراهيم) وهو خطأ صوابه: ((ابن ابنه إبراهيم)) كما في تهذيب الكمال (3/ 441 الترجمة 2836 ط 98)، وتهذيب التهذيب (4/ 409).

الثاني: لا اعتراض على الحافظ في الحكم، فرواية الاثنين ترفع جهالة عينه. وقد وثقه ابن حبان (4/ 382) وصحح حديثه (6977) والحاكم (3/ 149)، لذا قال الذهبي في الكاشف (1/ 500 الترجمة 2371): ((وثق)).

وبعدُ: فإنهما وضعا على ((أرقم)) هامشاً وقالا في الأسفل: ((هكذا في الأصل: ((أسلم))، وهو خطأ، وصوابه ما في " التهذيبين " ومصادر ترجمته: ((أرقم)))).

نقول: لم يتنبها إلى ما كتبا، إذ الصواب مثبت في الصلب، فليس أمامهما إلا خياران:

الأول: أن يبقيا الصواب على ما هو عليه، و يغيرا التعليق فيقولا: كان في الأصل أسلم وهو خطأ. . . . الخ.

الثاني: أن يغيرا ما في الصلب فيجعلاه: ((أسلم)).

وهما في كلا الحالتين مخالفان لمنهجهما – إن كان لهما منهج –، ومخالفان لمنهج تحقيق المخطوطات ونشرها. والله المستعان.

ـ[ماهر]ــــــــ[02 - 09 - 02, 03:16 م]ـ

321 – (2856 تحرير) صالح بن دينار الجُعْفِي، أو الهلالي: مقبول، من السابعة. س.

تعقباه بقولهما: ((بل: مجهول، تَفرَّد بالرواية عنه عامر بن عبد الواحد الأحول، ولم يوثقه سوى ابن حبان، لذلك تناوله الذهبي في " الميزان ")).

? قلنا: من كان همه تعقب الناس وتخطئتهم، ينبغي له أن يُلِمَّ بالآراء والأقوال، وأن يكون شمولي المنهج متسع الأفق منشرح الصدر، لا يتشنج من قولٍ ما، لأنه قول فلانٍ، ما دام طَلاّباً للحق مُنَقِباً عنه، ومن كان غير ذلك فلا حرج عليه أن يكون كما شاء.

ومحررانا ادعيا تفرد عامر بن عبد الواحد عن صالح بن دينار بالرواية، متابعة لما في تهذيب الكمال (3/ 425 الترجمة 2793 ط 98)، إذ لم يذكر راوياً عن صالحٍ غير عامرٍ، وهذا ديدنهما، فما قاله المزي – عندهما – نص، ولا اجتهاد في مورد النص.

والحقيقة التي يعلمها المحرران، أكثر منا – كَون أحدهما قام بضبط نص " تهذيب الكمال " وقام الآخر بتخريج أحاديثه – أن المزي لم يوفق في استيعاب جميع شيوخ وتلامذة المترجَمين – وإن استوعب الكثير منهم -، بل كان منهجه ذكرهم لتتميّز ذات الراوي عمن قد يشتبه به، ولتتميّز أيضاً طبقة الراوي، وبالتالي تقدير عمره، ومن ثمَ إمكان سماعه من شيوخه وإسماعه لتلامذته (1).

وهذا الراوي أحد أولئك الذين ما استوعب المزي الرواة عنه، فقد روى عنه – إضافة لعامر بن عبد الواحد – ((أبان بن صالح))، وروايته عند الطبراني في معجمه الكبير (7/ 317 رقم 7246)، وعليه فيكون لصالح راويان، وقد ذكره ابن حبان في ثقاته في موضعين أيضاً (4/ 374 و 6/ 458).

وقولهما: ((لذلك تناوله الذهبي في " الميزان ")).

إيهام لا دقة له، وقول لا حاجة إليه، فهو موهم أن الذهبي قال فيه شيئاً والذهبي حين ذكره في الميزان (2/ 294 الترجمة 3787) لم يمسه بجرح ولا تعديل، وأدل شيء على هذا أنهما لم ينقلا قوله إن كان قال فيه شيئاً، وعلى قول المحدثين: ((لو كان عنده شيء لصاح به)).

ونعود لنذكر المحررين الفاضلين أن ابن حجر وضّح منهجه في مقدمة كتابه فكان من منهجه قوله: ((مَن ليس له من الحديث إلا القليل، ولم يثبت فيه ما يترك حديثه من أجله، وإليه الإشارة بلفظ: مقبول، حيث يتابع، وإلا فَليّن الحديث)) (التقريب 1/ 24 الفقرة السادسة). وحال هذا الراوي تنطبق تماماً على هذه الفقرة، والاعتراض عليه في اصطلاحه مشاحة ما بعدها مشاحة.

وقد نص المزي في تهذيبه (3/ 425 الترجمة 2793 ط 98) على أن ليس للمترجم إلا حديث واحد، عند النسائي (7/ 239)، وأحمد (4/ 389) والطبراني في الكبير (7246) من طريق صالح بن دينار، عن عمرو بن الشريد عن أبيه، قال: سمعت رسول الله ? يقول: ((من قتل عصفوراً عبثاً … الحديث)).

وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، أخرجه الشافعي في مسنده (606)، ومن طريقه البيهقي (9/ 286)، والبغوي في شرح السنة (2787)، ورواه عبد الرزاق (8414)، والحميدي (587)، والدارمي (2/ 84)، والطيالسي (2279)، والنسائي (7/ 206 و 239) والحاكم (4/ 233)، والبيهقي (9/ 279)، من طرق عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن صهيب الحذاء، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، به مرفوعاً.

وبهذا الشاهد صحح الحديث الشيخ شعيب في تعليقه على شرح السنة (11/ 225)، وشرح مشكل الآثار (2/ 329).

وفي ختام هذه المقالة ننقل للمحررين كلمة الحافظ الناقد الإمام ابن دقيق العيد – رحمه الله – في اقتراحه (ص 344) حيث قال: ((أعراض المسلمين حفرة من حفر النار، وقف على شفيرها طائفتان من الناس: المحدثون والحكام)).

نسأل الله الثبات في الدنيا والآخرة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير