تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يا أخي: الخطيب اعتمد ضعفه في هذه الرواية، فإذا روى من الرواية ذاتها ولم ينقض حكمه المعتمد، فأين يكون الاستدراك عليه؟

وكونك تشكك ببحثك القاصر جدا فيمن نقل طعن أهل قزوين في بلديهم راوي الكتاب فهذا يدل على غربتك عن الفن، لأمور:

أولا: كان ينبغي عليك أن تتوسع في ترجمة شيخ الخطيب، ولا سيما أن الخطيب يصف شيخه بالفقيه، ويورده بصيغة تدل على أنه معروف، فعليك أن تزيل من ذهنك احتمال أن يكون الزهري الفقيه مجهولا كما حاولت، لأجل تمشية حال كُتيِّبك والتكسب من ورائه!

ثانيا: ولتعلم أن من شيوخ الخطيب واحدا فقط يقال له الزهري الفقيه، وهو عمر بن إبراهيم، وقد وثقه الخطيب، ولعل (أبا عمرو) تصحفت من (عمر)، وهذا وارد.

ثالثا: وتطيبا لخاطرك سنفترض أنه مجهول عندنا، ولكن بالنسبة للخطيب فقد اعتمد على كلامه كما أسلفت.

رابعا: ولو كان مجهولا عند الخطيب أيضا، فإن من أصول علم الجرح والتعديل أن الراوي إذا لم نجد فيه جرحا ولا تعديلا (مثل صاحبك الذي تدافع عنه)، ووجدنا فيه جرحا من ضعيف، فإنه يؤخذ به، كذا صنع الأئمة مع أبي الفتح الأزدي، حيث ضعف عددا من الرواة مجاهيل الحال، ولكنهم اعتمدوا جرحه لعدم وجود كلام سواه مع أن قائله ضعيف، والقاعدة إعمال مثل هذا لا إهماله.

بقي شيء مما يستحق الرد؟ نعم، قوله إن الطعن في عبد الرحمن بن أحمد ليست لا في عدالته ولا في صدقه، إنما في إدراكه للقطان!

قلت: هذا جهل مركب لأمرين:

أولهما: أن مدار الاحتجاج على العدالة والصدق؛ أو الضبط بتعبير أشمل وأدق، فإذا لم يختل شيء من هذا في رجل فهو الثقة مطلقا، فعلى فَهْم (!) المحقق، فإن أهل قزوين، والزهري الفقيه، والخطيب، والرافعي، والذهبي، وابن حجر لم يفهموا هذه الركيزة الأساسية في علم الرجال!

ثانيا: إذا كان الطعن في عبد الرحمن بأنه لم يدرك أبا الحسن القطان لما اكتفوا بتضعيف روايته عنه، بل لحكموا عليه بالكذب يا ذكي!

ملاحظة أخرى: المحقق لا يعرف أن القراءة على الشيخ إذا أُطلقت فالأصل فيها عدم الحضور (بمعناه عند المحدثين)، ولا تحتاج أن يزيد الراوي: "وأنا أسمع"، إنما الحضور هو الذي يخصص بالذكر.

ولكن شاء الله أن يزيد من كشف جهل المحقق من حيث أراد التعالم، وإلا فكلامه الأخير غاية في التهافت والسقوط.

ـ[أبو أحمد الجزائري الأثري]ــــــــ[25 - 03 - 03, 12:22 م]ـ

باقعة وطامة لم يُسبق إليها:

ضمن فرط حماس هذا العابث الجاهل ليدافع عن عبد الرحمن بن أحمد فقد قال في سبب الطعن: "وقد يكون السبب من جهة الشيخ أبي الحسن القطان نفسه (!!!)، فقد نقل الذهبي في التذكرة (3/ 856)، قول ابن فارس في بعض أماليه: سمعت أبا الحسن القطان بعدما علت سنه يقول: حين رحلت كنت أحفظ مائة ألف حديث وأنا اليوم لا أقوم على حفظ مائة حديث. وسمعته يقول أصبت ببصري وأظن أني عوقبت بكثرة كلامي أيام الرحلة.

ويؤخذ من هذا [الكلام للمحقق] ما حصل لأبي الحسن من ضعف للحافظة والبصر، فلضعف حفظه لا بد له إلا أن يحدِّث من كتاب، وضعف بصره يمنعه من ذلك، فمن حدث عنه إذ ذاك ضعفت روايته عنه، هذا ما يبدو أنه حصل له بعدما علت سنه، وكأني بأبي القاسم لم يدركه إلا في هذه المرحلة من سنه فضعف أهل بلده روايته عنه والله أعلم." انتهى كلام المحقق.

قلت: فيه مسائل:

أولا: المحقق قارئ نزهة النظر لا يعرف كيفية رواية الكتب عند الحفاظ والمسندين.

ثانيا: فيظن المسكين أن المحدثين يُمْلون الكتب من حافظتهم! (فعلى هذا فالقطيعي وابن المُذهب، بل وابن طبرزذ والحَجّار أحفظ الحفاظ!)

ثالثا: ولأن أبا الحسن القطان ذهب حفظه كما يرى العابث فسيضطر للعدول عما يراه المحقق طريقة إسماع الكتب ويقرأ من الكتاب مباشرة.

رابعا: ولكن أبا الحسن القطان أصيب ببصره أيضا، فكيف يستطيع القراءة، ما الحل؟ عند المحقق الجاهل: أحسن الله عزاءكم في القطان، فقد خرج عن نطاق الخدمة بعد عمر حافل من التحديث، وعليه أن يعبد ربه حتى يأتيه اليقين.

خامسا: لم يكتشف قارئ نزهة النظر (من ضمن مكتشفاته أو مكاشفاته!) أن من طرق التحمل شيء اسمه القراءة على الشيخ وهو يسمع! إلا إذا زعم أن أبا الحسن القطان أصم وأبكم أيضا!

سادسا: ولم ينتبه أنه بهذا جعل الإمام أبا الحسن القطان كمن اختلط آخر عمره، فمن روى عنه بعد اختلاطه ولو كان أوثق الثقات فحديثه ضعيف!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير