ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[03 Jan 2010, 11:10 ص]ـ
هذه أول مشاركة لي أرجو أن تكون فاتحة خير لي ولكل الأخوة
عزيزي الأخ عبد الله جلغوم
كلام الأخ أبو عمرو البيراوي واضح أن المعادلة الرياضية تخص نسخة المدينة لأنهم قصدوا أن تنتهي كل صفحة بآية وهذا ملاحظ. وهذا يقتضي أنه تم تصغير وتكبير للحروف والكلمات حتى يصلوا إلى المراد.
أما تقسيم المصحف إلى ثلاثين جزءاً فالذي يبدو لي أن أساس ذلك القول الذي يقول إن الذي يقرأ القرآن في شهر لا يكون هاجراً للقرآن. أو من أجل الورد اليومي لكل شهر. وحجم الأجزاء تقريبي ومن هنا ليس هناك تقسيم حدي يمكن أن يستند إلى قانون.
عدد الصفحات هو معيار التجزئة:إن علينا التفريق بين مسألتين:
الأولى: فكرة العدد 30، ومن المرجح أن يكون أساسها عدد أيام الشهر.وهناك احتمال أن يكون للآية (عليها تسعة عشر) اعتبار في هذه التجزئة، فرقم ترتيب الآية في سورة المدثر هو 30؛ والذي يجعلني أخمن هذا الاعتبار، أنه يترتب على تحديد الجزء بعشرين صفحة أن يكون عدد الصفحات المحصورة بين كل جزأين هو 19)
الثانية: فكرة الكمّ الذي يحتويه كل جزء (أي تحديد عدد الآيات أو الكلمات في الجزء الواحد).
فلو افترضنا انه قد تمّ الاتفاق على قسمة القرآن إلى ثلاثين جزءا، فالسؤال سيكون كيف نحدد هذه الأجزاء؟ أين يبدأ كل منها وأين ينتهي؟ ما المعيار الذي سنعتمده لتحقيق أكبر قدر من التوازن؟
سيكون لدينا أربعة احتمالات:
باعتبار عدد الآيات، باعتبار عدد الكلمات، باعتبار عدد الحروف، باعتبار عدد الصفحات وهي المساحة المطلوبة لكتابة كل جزء.
ومن الواضح أن الاحتمالات الثلاثة الأولى لا تصلح لتحقيق التوازن في عملية القسمة؛
بسبب التفاوت الواضح والكبير جدا بين أعداد الكلمات والحروف في آيات القرآن.فلو افترضنا قسمة العدد 6236 عدد آيات القرآن على 30 جزءا،فإن ناتج القسمة سيكون 208 آيات لكل جزء، وبما أن الآيات متفاوتة في طولها، فالجزء الأول – بهذا الاعتبار – سيأخذ مساحة من صفحات المصحف أضعاف ما سيأخذه العدد نفسه من الآيات في الجزء الثلاثين.
ولو تأملنا القسمة الحالية المعتبرة في المصحف لوجدنا أن عدد الآيات في الجزء الأول هو 148، بينما عددها في الجزء الثلاثين هو 564.
كما أن مجموع الحروف في الجزء الأول هو 10699 بينما هو في الجزء الثلاثين 9714.
وبذلك، فالمعيار الوحيد الذي يحقق اكبر قدر من التوازن هو عدد الصفحات، وهذا هو ما تمّ اعتباره في تقسيم القرآن إلى ثلاثين جزءا.
ومما يؤكد ذلك أنه لا يوجد أي تعليل منطقي لبداية أي جزء بهذه الآية وانتهائه بتلك الآية.
وكمثال على ذلك يبدأ الجزء الأول بالآية رقم 1 (البسملة) وينتهي بالآية 141 البقرة.لماذا 141؟ وليس 140 أو 142؟ ..
ويبدأ الجزء الثاني بالآية 142 البقرة وينتهي بالآية 252 (111 آية). لماذا هنا؟
إذا تأملنا عددي الكلمات في الجزأين نلاحظ أن المساحة المطلوبة لكتابة كل منهما يمكن أن تكون واحدة. وهي المساحة نفسها المطلوبة لكتابة 564 آية في جزء آخر، عدد الآيات في الجزء الثلاثين.