ففى اللسان:حَرَفَ عن الشيء يَحْرِفُ حَرْفاً وانْحَرَفَ وتَحَرَّفَ واحْرَوْرَفَ عَدَلَ .. وإذا مالَ الإنسانُ عن شيء يقال تَحَرَّف وانحرف واحرورف .. وقَلمٌ مُحَرَّفٌ عُدِلَ بأَحد حَرفَيْه عن الآخر ... وتَحْرِيفُ الكَلِم عن مواضِعِه تغييره والتحريف في القرآن والكلمة: تغيير الحرفِ عن معناه والكلمة عن معناها وهي قريبة الشبه كما كانت اليهود تُغَيِّرُ مَعانَي التوراة بالأَشباه فوصَفَهم اللّه بفعلهم فقال تعالى" يُحَرِّفُون الكَلِمَ عن مواضعه " ..
والانحراف: الميل عن القصد.
وفى الاصطلاح: التحريف يراد به تغيير لفظ الكلمة أو الميل بها عن معناها إلى معنى آخر، وهو يتطابق مع المعنى اللغوى: تغيير الشيء عن موضعه. وللتحريف معان أخرى عند المحدثين والقراء
وقد وقع فى القصص القرآني تحريف من ناحية المعاني وسيأتي تفاصيله فى هذا البحث، ومن ناحية الشكل.
ومن أمثلة الانحراف فى عرض القصص القرآنى من ناحية الشكل والعرض:
أن بعض الدارسين يعمد إلى القصة القرآنية ليتلمس كل ما يقرره النقد المعاصر من عناصر القصة الفنية، فيجتهد كل الاجتهاد ليوضح الأحداث والأشخاص والحوار والمناجاة فى جميع ما يعرض له من نص قرآني ينحو منحى القصة فى التعبير، بل قد يصل به التفنن التقليدى إلى أن يكتب بعض آيات القرآن الكريم على نحو ما نشهد فى كتابة التمثيليات المعاصرة معتقدا أنه يبرز نمطا من الحوار القرآنى على النحو المألوف لكل قارئ للقصة.
قال الدكتور البيومى:وأضرب المثل هنا بأستاذ كريم ـ أحترمه وأجله ـ وقد راق له أن يكتب النص القرآنى كما يلى:
إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ:
مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ
قَالُوا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ
قَالَ:
لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ
قَالُوا:
أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ
قَالَ:
بَلْ رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ
غير نصوص أخرى ساقها هذا المساق!
إذن فمصدر الخطر على بعض الدارسين للقصة القرآنية هو شغفهم بالتطبيق المنهجي الذي لا يستقر على نهج راسخ، ومحاولة إخضاع الأثر المعجز لما يعرفون من مقياس رجراج، مع أن المسألة هنا ذات وضوح لا يتحمل التكرار، مسألة انفراد القرآن بطابعه الأسلوبي انفرادا ينادى بعلوه عن كل مقياس
وإلى الملتقى فى الحلقة القادمة عن مناهج القصص القرآني
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[30 Dec 2009, 06:30 ص]ـ
الدكتور الفاضل أنور إبراهيم
مرحبا بك وبمشاركتك الأولى وجزاك الله خيرا
ولكن لا أرى أن العنوان:
"القصص القرآني بين الوحي الإلهي والانحراف البشرى"
يتطابق مع المضمون.
ـ[د. أنورإبراهيم]ــــــــ[30 Dec 2009, 11:25 ص]ـ
الأخ الكريم حجازى الهوى
يسعدنى مطالعتك للمادة العلمية وجزاك الله خيرا على تعليقك
لكن أخى المبارك لو دققت النظر لرأيت أن ما كتب عن الموضوع عبارة عن تمهيد لابد منه لفهم مصطلحات العنوان
وشكر الله لكم