ففى النبأ والأنباء يقول الله تعالى فى أصحاب الكهف: نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ، ويقول سبحانه فى شأن الأمم الماضية وما وقع فيها من مثلات " ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ "، ويقول سبحانه فيما يقص على نبيه من قصص الأولين " تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا "
وفى الخبر والأخبار يقول سبحانه مخاطبا المؤمنين " وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ، ويقول جل شأنه فيما يكون من أحداث يوم القيامة " يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا " والتحديث بالأخبار إنما يكون فى هذا الوقت الذى تقوم فيه الساعة.
الحكاية:
حكَيْت فلاناً وحاكَيْتُه فَعلْتُ مثل فِعْله أَو قُلْتُ مثل قَوْله سواءً لم أُجاوزه وحكيت عنه الحديث، والمحاكاة المشابهة تقول فلان يَحْكي الشمسَ حُسناً ويُحاكِيها بمعنًى.
وإنما سميت الحكاية قصصاً لأن الذي يقص الحديث يذكر تلك القصة شيئاً فشيئاً كما يقال تلا القرآن إذا قرأه لأنه يتلو أي يتبع ما حفظ منه آية بعد آية.
قال الجرجاني: الحكاية: عبارة عن نقل كلمة من موضع إلى موضع آخر بلا تغيير حركة ولا تبديل صيغة، وقيل: الحكاية: إتيان اللفظ على ما كان عليه من قبل.
وقيل: استعمال الكلمة بنقلها من المكان الأول إلى المكان الآخر، مع استبقاء حالها الأولى وصورتها.
وبناء على هذا التعريف لا يصح أن نطلق لفظ الحكاية على قصص القرآن.
لأن الحكاية يلاحظ فيها المحاكاة والوقوف على ما جرى فقط.أما القصص فإنه ينقلك بنفسك وعقلك ووجدانك إلى هذا الزمان الغابر لتعيش فيه فتأخذ العبرة والعظة
الوحي
الوحى في اللغة: الإشارة، والكتابة، والإلهام، والكلام الخفي، وكل ما ألقيته إلى غيرك. وأصله: الإشارة السريعة وقيل أصله في اللغة إعلامٌ في خفاء
والقول الجامع فى معنى الوحى اللغوى: أنه الإعلام الخفى السريع الخاص بمن يوجه إليه بحيث يخفى على غيره، ومنه الإلهام الغريزى كالوحى الى النحل، وإلهام الخواطر بما يلقيه الله فى روع الإنسان السليم الفطرة الطاهر الروح كالوحي إلى أم موسى، ومنه ضده وهو وسوسة الشيطان " وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ "، " وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا "، ووحى الله تعالى إلى أنبيائه قد روعى فيه المعنيان الأصليان لهذه المادة، وهما الخفاء والسرعة.
وأمَّا تعريف الوحي في الاصطلاح الشرعي، فله عدة تعريفات دائرة بين الإطالة والإيجاز:
قال ابن حجر: هو الإعلام بالشرع، وقد يطلق الوحي ويراد به اسم المفعول منه، أي الموحى، وهو كلام الله المنزل على النبي صلى الله عليه وسلم.
وعرفه الأستاذ الإمام بقوله: وقد عرفوه شرعاً: بأنه إعلام الله تعالى لنبي من أنبيائه بحكم شرعي ونحوه. أمَّا نحن فنعرفه على شرطنا بأنه عرفان يجده الشخص من نفسه مع اليقين بأنه من قبل الله بواسطة أو بغير واسطة، والأول بصوت يتمثل لسمعه أو بغير صوت، ويفرق بينه وبين الإلهام بأن الإلهام وجدان تستيقنه النفس وتنساق إلى ما يطلب من غير شعور منها من أين أتى، وهو أشبه بوجدان الجوع والعطش والحزن والسرور.
وقريب من هذا تعريف الشيخ الزرقانى إذ دار حول هذا المعنى بقوله: الوحي معناه في الشرع أن يُعلم الله تعالى من اصطفاه من عباده كلّ ما أراد إطلاعه إليه من ألوان الهداية والعلم، ولكن بطريقة سرية خفية غير معتادة للبشر
مفهوم التحريف:
تدور كلمة التحريف فى معاجم اللغة حول التغيير والعدول بالكلمة عن معناها.
¥