لوحظ على المحققين بعض الاختلافات في منهج التحقيق للكتاب، منها:
1. عمل المحققين في الكتاب.
- ما عمله المحقق للجزء الأول: قارن بين نسخ المخطوطات، وخرج الأحاديث وبيّن حكمها، ونبّه على بعض الأخطاء الحاصلة من المؤلف في كثير من الجوانب، وذكر مراجع الأقوال في الهامش، ولم يترجم الأعلام.
- أما المحقق للجزء الثالث: فاكتفى بمقارنة النسخ، وعزو الأحاديث إلى مصادرها، وترجمة الأعلام، وذكر بعض مراجع الأقوال في الهامش، وذكر عدد آيات الأحكام التي تكلم فيها المؤلف، وقال: أوصلها ابن الفرس إلى كذا آية.
- واقتصرت المحققة للجزء الثاني على مقارنة النسخ، وعزو الأحاديث إلى مصادرها، وترجمة الأعلام، وربما كررت الترجمة مرتين، كترجمة علي ?. (ص 347 و 352).
2. تخريج الأحاديث.
أما المحقق للجزء الأول، فقد خرج الأحاديث تخريجا جيدا، وذكر درجة الحديث وحكم عليه في الغالب. بينما اقتصر محققا الجزء الثاني والثالث على عزو الأحاديث إلى مصادرها، دون البيان لدرجتها أو الحكم عليها.
3. ذكر المناهج في التحقيق.
ذكر المحقق للجزء الأول منهجه في التحقيق بوضوح، والمحقق للجزء الثالث ذكره باختصار، ولم تذكر المحققة للجزء الثاني منهجها أو عملها في التحقيق.
فائدة: بعض الكتب التي نقل عنها المصنف ونقلت عنه:
أ. بعض الكتب التي نقل عنها المصنف في كتابه:
1. أحكام القرآن للقاضي إسماعيل البغدادي (ت 282هـ).
2. أحكام القرآن: لأبي الحسن علي بن محمد المعروف بالكيا الهراسي (ت 504 هـ).
3. المحرر الوجيز في تفسير كتاب الله العزيز: لأبي محمد عبد الحق ابن عطية (ت 542هـ).
4. أحكام القرآن: لأبي بكر بن محمد ابن العربي (ت 543هـ).
ب. بعض العلماء الذين نقلوا عن المصنف في كتبهم:
1. التحرير والتنوير المعروف بتفسير ابن عاشور: لمحمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي، نقل قول ابن الفرس في 56 موضعا (تقريبا).
2. روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني: لأبي الفضل محمود الألوسي، في 26 موضعا.
3. محاسن التأويل: لمحمد جمال الدين القاسمي، في 24 موضعا.
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[13 Jan 2010, 08:54 م]ـ
3. لوحظ على المصنف رحمه الله في تفسيره لصفة الله: " استوى " بعض الملاحظات، منها:
- نسبته التشبيه إلى جماعة من أهل الحديث، ولم يسمِّ أحدا منهم، والمعروف عنهم الأخذ بظاهر الآية.
- نسبته إلى الطبري رحمه الله ما لم يقله، وذلك قوله: وقيل: علا أمره وقدرته وسلطانه وهو اختيار الطبري.
لا شك أن ابن فرس من كبار علماء المسلمين، وهو لا يلقي بالكلام من غير تثبت ولا تأمل، وما نسبه إلى بعض أهل الحديث من التشبيه سبقه إليه أئمة كبار كالإمام الخطابي في معالم السنن قائلا: ثم قال: (قد زل بعض شيوخ أهل الحديث ممن يرجع إلى معرفته بالحديث والرجال فحاد عن هذه الطريقة حين روى حديث النزول ثم اقبل يسأل نفسه عليه فقال: إن قال قائل كيف ينزل ربنا؟ قيل له: ينزل كيف شاء. فإن قال: هل يتحرك إذا نزل أم لا؟ فقال: إن شاء تحرك وإن شاء لم يتحرك.) (معالم السنن، ج4/ص331، 332)
والمقصود فيما يبدو هو عثمان بن سعيد الدارمي (ت280)
قال الدارمي: الله تعالى له حد لا يعلمه أحد غيره .. ونؤمن بالحد ونكل علم ذلك إلى الله، ولمكانه أيضا حد، وهو على عرشه فوق سمواته، فهذان حدان اثنان. (ص57)
وعقد الدارمي بابا في إثبات الحركة لله تعالى، فقال فيه: الله يتحرك إذا شاء، وينزل إذا شاء. (ص164)
وقال الدارمي متحدثا عن الله: قد أيّنا له مكانا واحدا أعلى مكان وأطهر مكان واشرف مكان: عرشه العظيم المقدس المجيدن فوق السماء السابعة العليا، حيث ليس معه هناك إنس ولا جان ولا بجنبه وحش ولا مرحاض ولا شيطان. (ص280)
وأما ما نسبه ابن فرس للإمام الطبري فهو صحيح لا غبار عليه، ومن تتبع تفسير الإمام الطبري علم صحة ذلك، بل إن الإمام الطبري شديد الإنكار لمن يثبت الحركة التي أثبتها الدارمي لله تعالى، وقد قال الإمام الطبري في تفسير اسمه تعالى العلي: والعليُّ: ذو العلو والارتفاع على خلقه بقدرته. (ج5/ص405) تحقيق شاكر.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[13 Jan 2010, 10:34 م]ـ
مرحبا بك أخي (إيكو مصباح الدين) بين إخوانك في الملتقى في أولى مشاركاتك، وهي مشاركة قيمة، أحسنت فيها بعض الكتاب، وليت كل من يعرض كتابا يمشي على منوالك!
أخي الفاضل أبا عبيدة
لماذا لا نرى دوما إلا جزء الكأس الفارغ؟
أوَليس الإنصاف هو النظر إلى ممادح الشيء ونقائصه بعين السوية؟
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[13 Jan 2010, 11:11 م]ـ
أخي الكريم العبادي
وما العيب في تصحيح خطأ وقع فيه المعلق على الكتاب عندما غلط الشيخ ابن فرس لمجرد مخالفة مذهبه العقدي لمذهب المصنف؟
الموضوعية العلمية تقتضي أن نصحح مثل تلك الأخطاء الفادحة، وفي هذه الحالة فقد بينت في إشارات أن الشيخ ابن فرس كان على حق فيما توهم المعلق أنه قد أخطأ.
وأنا أعرف المعلق جيدا (طه بوسريح) وأعرف منهجه في التعليق، ومن المؤسف أن يعلق على الشيخ ابن فرس بما يوهم أنه أعلم من ابن فرس نفسه، مع أن الحقيقة خلاف ذلك كليا.
ولعلمك فإن بوسريح ليس هو محقق القسم الأول، لكنه هو المنسق لطباعة الكتاب بعد رفض المحقق للقسم الأول نشر عمله، فاتفق معه على أن ينشر العمل باسمه، أما التعليقات فهي من صنعه، وهو معتاد على التهجم على العلماء وتغليطهم، والحال أنه يكون دائما هو المخطئ لأن تعليقاته ناتجة عن تعصب لمذهبه.
الشيخ ابن فرس يعرف بالتحديد ماذا يقول، وقد دللت في إشارات على ذلك، والكأس الآن قد اكتمل، وما بقي إلا حسن الإبصار إليه.
¥