ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[21 Jan 2010, 08:28 م]ـ
شكر الله لك تنبيهك على العبارة
الآيات لا يدخلها إفك الأفاكين، لكنها في بيان إفك الأفاكين هذا بالضبط ما قصدته وأشكر لك تنبيهك لأهذب العبارة
لكن الظل في ثلاث شعب لو تتأمله هو أصل الهندسة، بافتراض مواضع ثلاثية الأبعاد.
والثلاث شعب هي أبعاده الثلاثة الناتئة لأنه (لا ظليل ولا يغني من اللهب).
بينما الحدادة ليست هي صناعة المعادن لأن صناعة المعادن ليست النفخ في الكير
نفخ الكير ينتج به الأدخنة الملوثة والشرار المتطاير حتى لقد لا يستطيع الواحد منا النظر في وجه الحداد من بشاعته. وثبت الاشتباه بهم في السنة بما سبق ووضحته.
وتشبيه القرين السوء في الحديث جاء بنافخ الكير وليس بمنفوخ الكير، دل أن السوء في نافخ الكير نفسه.
صناعة المعادن لا تعتمد على التنور الضيق الذي فيه من الأخطار ما فيه، كحفره في الأرض أو نازل إليها، وتطاير الشرار منه وإصابة المكان والناس بالتلوث.
ولكن صناعة المعادن تعتمد على تقية الخندق بين سدين، وتقنية تبريد المعدن بالماء المقطر (آتوني أفرغ عليه قطرا) كما أن لفظ القطر يعني ماء السماء الذي ينزل بقطرات موزعة، وعليه فلا يبرد المعدن بزعج الماء عليه ولكن بإفراغه قطرا. والله أعلم
طريقة ذي القرنين عليه السلام تثبت أن التقنية الشرعية موروثة من الأنبياء عليهم السلام ومما ورث عنهم عدم إقرارهم نافخ الكير على كيره. لأن النفخ في النار وليس في الكير (قال انفخوا حتى إذا جعله نارا) الآية والله أعلم
وجزاك الله خيرا
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[25 Jan 2010, 07:06 م]ـ
الأخت العزيزة
الأمر شديد الوضوح؛ إذ إن التشبيه في البلاغة يقوم على أربعة أركان هي: المشبه والمشبه به ووجه الشبه والأداة، وقد يحذف أحيانا وجه الشبه وتحذف أحيانا الأداة وكل نوع من أشكال التشبيه الأربعة له اسمه في البلاغة، أما إذا حُذف المشبه فإن التشبيه يكون استعارة.
وهذه الأركان الأربعة في حديث النبي صلى الله عليه وسلم إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير ........ ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا منتنة)
فالأمر في التشبيه الثاني داخل الحديث كالآتي:
- المشبه هو: الجليس السوء
- المشبه به هو: نافخ الكير
- وجه الشبه هو: التضرر في الحالين
- الأداة هي الكاف
والأمر أيتها الفاضلة واضح لا لبس فيه ولا غموض
أما القطر في آية الكهف في شأن ذي القرنين (قال آتوني أفرغ عليه قطرا) أو في آية سبأ في شأن داود عليه السلام (وأسلنا له عين القطر) فليس هو ماء السماء (المطر) كما تفضلت أيتها الأخت الكريمة، وإنما هو النحاس المذاب، وهو بكسر القاف (القِطْر) لا فتحها.
أما المطر أو ماء السماء – حسب تعبيرك - فهو القَطر بفتح القاف ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما منع قوم زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء) أي المطر. ومنه كذلك قول أبي فراس الحمداني
إن مت ظمآنا فلا نزل القطر
أما القطر بضم القاف فهو الناحية والجانب والجمع أقطار وقد جاء في سورة الرحمن (إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا) أي نواحي السموات والأرض وفي سورة الأحزاب في شأن المنافقين (ولو دخلت عليهم من أقطارها) أي المدينة المنورة
وأخيرا أشكر لك مداخلتك أيتها الفاضلة
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[25 Jan 2010, 08:13 م]ـ
وشكر الله لك ما عقبت
ورأيي ليس إلزاما لأحد لكني أقول كلامي في كل ما بينته
ولا أظن أني فهمت التشبيه خطئا
ولا أني فهمت التقنية خطئا لدلالة السياق أن تبريد الحديد كان آخر ما فعله ذو القرنين عليه السلام
ولو قيل أضاف النحاس كما تشير لم يتغير شيء في معنى صناعة المعادن.
أرجو أننا لم نختلف وليس في كلامي غير ما كتبته.
أما معنى اختلاف أنواع التشبيه بتغير أركانها فهذا أصل القياس على النصوص، فلفظ (مثل) ليس (كمثل) ليس كالكاف وليس كحذف لفظ التشبيه ..
وليس كحذف بعض الأركان نهائيا ..
هذه محلها دلالة منطوق النص والمراد من القياس فيه والله أعلم
أرجو أن لا أكون خرجت عن الموضوع.
جزاك الله خيرا