جاء في الحاوي للفتاوي للسيوطي -رحمه الله- ما نصه: (وقع السؤال عمّا يقع كثيراً إذا أرادوا إيراد آية قالوا: «قال الله تعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم» ويذكرون الآية. هل (بعد) هذه جائزة قبل الاستعاذة أم لا؟ وهل أصاب القارئ في ذلك أم أخطأ؟ فأقول: الذي ظهر لي من حيث النقل والاستدلال أن الصواب أن يقول: قال الله تعالى، ويذكر الآية ولا يذكر الاستعاذة، فهذا هو الثابت في الأحاديث والآثار من فعل النبي صلى الله عليه وسلم، والصحابة والتابعين فمن بعدهم .... فالصواب الاقتصار على إيراد الآية من غير استعاذة اتباعا للوارد في ذلك فإن الباب باب اتباع.)
ــــــــ
الرسالة الثالثة:
البسملة هي قول العبد: {بسم الله الرحمن الرحيم} وهي آية من القرآن الكريم. على خلاف في تفاصيل هذه المسألة. ومعناها عند القراءة: باسم الله أبدأ قراءة القرآن، مستعيناً به تعالى متبركاً بذكر اسمه. وقد تضمنت البسملة ثلاثة من أسماء الله الحسنى، وهي: 1." اللَّه " أي: المعبود بحق، وهو أخص أسماء الله تعالى، ولا يسمى به غيره سبحانه. 2." الرَّحْمَن" أي: ذو الرحمة الواسعة. فهو الرحمن بذاته. 3." الرَّحِيم" أي: ذو الرحمة الواصلة. فهو يرحم برحمته من شاء.
ــــــــ
الرسالة الرابعة:
{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} أي: جميع أنواع المحامد من صفات الجلال والكمال هي له وحده دون من سواه؛ إذ هو رب كل شىء وخالقه ومدبره. و"العالمون" جمعُ "عالَم" وهم كل ما سوى الله تعالى. فائدة: حمد الله تعالى نفسه في هذه الآية، وفي ضمن ذلك الأمر لعباده أن يحمدوه؛ فهو المستحق للحمد الكامل. وقد صح أن "الحمد لله" تملأ الميزان.
ــــــــ
الرسالة الخامسة:
{الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 3] ثناء على الله تعالى بعد حمده في الآية السابقة. قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: (و {الرحمن الرحيم}: اسمان من أسماء الله يدلان على الذات، وعلى صفة الرحمة، وعلى الأثر: أي الحكم الذي تقتضيه هذه الصفة .. والرحمة التي أثبتها الله لنفسه رحمة حقيقية دلّ عليها السمع، والعقل؛ أما السمع فهو ما جاء في الكتاب، والسنّة من إثبات الرحمة لله. وهو كثير جداً؛ وأما العقل: فكل ما حصل من نعمة، أو اندفع من نقمة فهو من آثار رحمة الله .. )
ــــــــ
الرسالة السادسة:
{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة: 4] تمجيد لله تعالى بأنه المالك لكل ما في يوم القيامة، حيث لا تملك نفس لنفس شيئاً. فـ"يوم الدين": يوم الجزاء والحساب. ومن فوائد الآية: 1 - إثبات ملك الله عزّ وجلّ. 2 - إثبات البعث، والجزاء. 3 - حث الإنسان على أن يعمل لذلك اليوم الذي يُدان فيه العاملون.
ــــــــ
الرسالة السابعة:
{إياك نعبد وإياك نستعين} [الفاتحة:5] أي: نخصك وحدك يا ربنا بالعبادة فلا نعبد غيرك، ونخصك وحدك بالاستعانة فلا نستعين على عبادتك وعلى جميع أمورنا بأحد سواك. والعبادة هي التَذَلُّلُ والخضوع لله تعالى بفعل أوامره واجتناب نواهيه محبةً له وتعظيماً. والاستعانة هي طلب العون من الله تعالى في جلب المنافع، ودفع المضار، مع الثقة به في تحصيل ذلك. والقيام بعبادة الله والاستعانة به هو الوسيلة للسعادة الأبدية، والنجاة من جميع الشرور، فلا سبيل إلى النجاة إلا بالقيام بهما. وإنما تكون العبادة عبادة، إذا كانت مأخوذة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مقصودا بها وجه الله.
ــــــــ
الرسالة الثامنة:
{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة: 6] أَيْ: دُلَّنا إلى الصراط المستقيم، واسلكْ بنا فيه، وثبِّتنا عليه، وزدنا هدى. و"الصراط المستقيم" هو الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه، وهو الإسلام الذي أرسل الله به محمدا صلى الله عليه وسلم. وقد علمنا الله تعالى كيفية الهداية إلى الصراط المستقيم بقوله جل وعلا: (ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم).
ــــــــ
الرسالة التاسعة:
{صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} [الفاتحة:7] بيان للصراط المستقيم بذكر أهله، والخارجين عنه؛ فهو صراط الذين أنعم الله عليهم بطاعته وعبادته من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. وهؤلاء هم أهل الهداية والاستقامة الذين جمعوا بين معرفة الحق والعمل به. وهو غير صراط المغضوب عليهم من اليهود - الذين علموا الحق وعدلوا عنه- ومن سلك سبيلهم، وغير صراط الضالين من النصارى - الذين ضلوا عن الحق لجهلهم به – ومن سلك سبيلهم. نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن أنعم الله عليه بالهداية، وأن يثبتنا عليه حتى الممات. آمين تم تفسير سورة الفاتحة ولله الحمد.
لمن أراد الاشتراك في الجوال: يرسل الرقم 1 إلى الرقم 81828
علماً بأنه تصل المشتركين رسائل أخرى متنوعة.
ـ[مجاهدالشهري]ــــــــ[20 Jan 2010, 11:00 ص]ـ
جزاكم الله خيراً شيخنا الفاضل على ما تقدمونه في سبيل خدمة القرآن الكريم
سؤال/ هل الخدمة خاصة لمشتركي شركة معينة وما هي؟
وهل التفسير سوف يكون مرتباً بحيث تفسر جميع آيات المفصل فقط أم القرآن كاملاً؟
أثابكم الله
¥